الحلم والكيمياء والكتابة.. يرصد عالم الشاعر محمد عفيفي مطر

  • 6/29/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفي الأوساط الثقافية والفنية، اليوم الأحد، بالذكرى العاشرة على رحيل الشاعر محمد عفيفي مطر، الذي ارتبط مشروعه الشعري منذ الخمسينات حتى آخر دواوينه الشعرية، فقد ولع بالتراث سواء الفرعوني، والإغريقي، والإسلامي، والإنساني عامة، ويعد أحد الأصوات التأسيسية في الشعر العربي المعاصر. استطاع الدكتور شاكر عبدالحميد، أستاذ علم النفس والإبداع، ووزير الثقافة الأسبق، أن يخترق عالم الشاعر محمد عفيفي مطر في كتابه "الحلم والكيمياء والكتابة" الصادر عن دار بتانة للنشر والتوزيع، عبر أبواب معينة لعلنا قد نستطيع عندما ندخل منها أن ندرك بعض ما يوجد خلف تلك الأبواب من أسرار، من خلال ممر أو مجاز بسيط يلخص عالمه، مرورا بسبعة فصول وهي: "الأحلام، الكيمياء، والكتابة، الكدح النبيل، الصمت، الأشباح، والرعب".يوضح لنا المؤلف، أن كتابة القصيدة عند "مطر" فعل خاص من أفعال الحياة إن لم يكن هو أكثر أفعال الحياة خصوبة وعمقا، فالشعر مثل التصوف، والخبرة الدينية والخبرات الفنية الأخرى العميقة، كل حالات الحدس والكشف والإبداع، إيغال في الداخل بهدف فهم الداخل والخارج، انغمار في الذات بهدف تحديد علاقتها بالخارج وتعمقها نوع من التواصل والجدل بين الذات والذات، فالشعر هنا كالحلم يخترق واقع الذات قبل ومع مصارعة واقع الخارج، لذا يريد الشاعر من القصيدة أن تكون مفجرا لركود الواقع ولغما في سكونية الخيال، والواقع عنده مرتبط بالتاريخ والخيال مرتبط بالذاكرة، والشعر مرتبط بالمعرفة، والقيصدة هنا تكون بمثابة الاختراق، الذي يتجه إلى الواقع لكنه يبدأ باللغة.يري "عبدالحميد"، أن الكلمة عند "مطر" ليست مجرد أداة للتوصيل، فهو يخلع عليها قداسة التكوين والتأسيس ليصعد بها إلى مرحلة النقاء والخلق، والشعر هنا يكون مثله مثل كثير من أفعال الحياة، جدلية هدم وبناء، أي هدم من أجل البناء، وهدم البناء الجيد كي يؤسس عليه بناء أفضل منه، فمن حطام الواقع وفردية الأشياء وتفككات العناصر والعلاقات وإعادة صياغة كل ذلك وخلق المسافة الشعرية بينها نخلق الفجوة والهوة التي يكون العبور عليها هو الدهشة وفرح الإحساس بالخطر والذاتية، وهذا تحرير للحواس وتحرير للمارسة الإنسانية في العالم، وإعادة تحديق في المسلمات والثوابت.يوكد لنا المؤلف أن شعر "مطر" تكون في بداية الحلم قراءة، والحلم ذاته قراءة، ونهاية الحلم قراءة، وتكون العودة للترات قراءة، وظهور الشمس قراءة، خروج الناس قراءة، وملاحظة الواقع قراءة، كما أن العشق يمكن أن يكون نوعا من القراءة، مثلما يمكن أن تكون القراءة نوعا من العشق؛ ويقول الشاعر:"ولعلي مارست الحياة والعمل بين أهلي وفي قريتي بقدر كبير من الاندماج والتلقائية وبهجة المشاركة الجماعية وقد مكنني ذلك من القدرة الطيعة على إخراج نفسي بسهولة من كل ما هو مصطنع أو مفروض، أو ذو سطوة وحضور ثقيل في الفكر والنظر أو في العرف وأنساق الممارثة، أو في الذوق وطرائف التعبير".

مشاركة :