ودّعت دولة الإمـــــارات، أمس، أحد رجالها من الرعيل الأول، رجل الأعمال ومؤسس أول بنك إسلامي في العالم، ورئيس مجلـــــس الإعـــــــمــــــــــار في دبـــــي ســــــابقــــــاً، الحاج سعيد أحمد ناصر لوتاه. تاجر عصامي ووصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الفقيد لوتاه بالتاجر العصامي الذي ترك بصماته على اقتصاد دبي. وقال سموه ناعياً لوتاه في تغريدة على موقع التدوين «تويتر»: «حطّ رحاله عند ربه اليوم الحاج سعيد أحمد آل لوتاه، الذي أنشأ أول بنك إسلامي في العالم، وكان تاجراً عصامياً له بصماته في اقتصاد دبي». وتابع سموه في تغريدته: «له يد طولى في الخير.. وهو أب للكثير من الأيتام.. عرفت فيه عقلاً راجحاً وحكمة وسكينة.. رحمك الله، وتقبل عملك، وألهم أهلك الصبر والسلوان». رجل أعمال ومؤسِّس يعد الحاج سعيد أحمد ناصر لوتاه، مؤسس ورئيس مجلس إدارة «مجموعة سعيد أحمد لوتاه وأولاده»، ومؤسس كل من: «بنك دبي الإسلامي» عام 1975، والشركة العربية الإسلامية للتأمين «إياك» عام 1979، ورئيس المجلس الأعلى لـ«جامعة آل لوتاه العالمية بالاتصالات الحديثة»، وأسس الفقيد كذلك: كلية دبي الطبية للبنات عام 1986، وكلية دبي للصيدلة عام 1992، كما أسس أول جمعية تعاونية استهلاكية في الإمارات باسم «جمعية دبي التعاونية» عام 1972. أما في مجال التربية والتعليم فقد أنشأ لوتاه: «مؤسسة تربية للأيتام» عام 1982، و«المدرسة الإسلامية للتربية والتعليم» عام 1983، فضلاً عن أنه المؤسِّس لأول مركز للبحوث البيئية في دبي عام 1992. مؤتمرات وتكريم شارك الحاج سعيد لوتاه في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية العربية والإسلامية والدولية في مجال الاقتصاد الإسلامي، والبنوك الإسلامية، وأسهم في حل المشكلات المصرفية والإدارية والمالية في العديد من المؤسسات المالية الإسلامية. وتم منحه درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة باركتون في الولايات المتحدة عام 1999، والدكتوراه الفخرية من «الأكاديمية الدولية للمعلوماتية» في روسيا بالاتفاق مع هيئة الأمم المتحدة عام 2003، كما كُرّم من قبل مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تقديراً لخدماته في مجال التربية والتعليم والاقتصاد في دول الخليج العربية. حصل الحاج سعيد لوتاه على لقب رجل الاقتصاد الأول في دولة الإمارات عام 1999، ونال «جائزة حمدان بن راشد للعلوم الطبية» عام 2004، و«جائزة رئيس الدولة التقديرية» عام 2011، و«جائزة الإبداع الاقتصادي» من «مؤسسة الفكر العربي» عام 2012، كما صنفته مجلة «فوربس الشرق الأوسط» ضمن قائمة أغنى 100 عربي لعام 2013، وحاز «جائزة الاقتصاد الإسلامي» من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عام 2015. نائب رئيس الدولة: «للحاج سعيد لوتاه يد طولى في الخير.. وهو أب للكثير من الأيتام». كتب ومؤلفات للحاج سعيد أحمد ناصر لوتاه، رحمه الله، العديد من المؤلفات، منها: * «لماذا نتعلم؟». * «أوتار.. وأفكار: همسات من قوافي الشعر النبطي». * «ما هو الإسلام؟». * «الأهداف من تأسيس البنوك». * «تأملات في سورة الطلاق». * «تأملات في سورة الماعون». * «الزواج في الإسلام عبادة». صاحب فكر ريادي قال رئيس مجموعة مراكز التسوق في دبي الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة الغرير» رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة وتجارة دبي، ماجد سيف الغرير، إن الراحل الحاج سعيد أحمد لوتاه كان صاحب فكر ريادي سباق بقطاع الأعمال في دبي، وهو ما ظهر من خلال إسهامه في إنشاء أول بنك إسلامي في العالم، وإنشاء جمعية دبي التعاونية، لافتاً إلى أن أفكاره كانت تواكب مستقبل اقتصاد دبي. وأضاف أن الراحل كان من الرواد الأوائل بقطاعات الأعمال في دبي، وعمل في ظروف بدايات تطور الاقتصاد المحلي، واستطاع وبدعم القيادة، المشاركة بدور فعال في مسيرة تطور الاقتصاد المحلي، وأنشأ مؤسسات اقتصادية كانت لها بصماتها القوية في قطاعات الأعمال على المستويين الإماراتي والخليجي. حكيم التجار قال رئيس مجلس إدارة «شركة الوليد الاستثمارية»، محمد المطوع، إن الحاج سعيد لوتاه كان يلقب بـ«حكيم التجار»، وهو من الأوائل الذين أسسوا النظرية الإسلامية في المعاملات التجارية، فأسس بنك دبي الإسلامي، وأول شركة للتأمين الإسلامي. وأضاف أن الفقيد كان من الرعيل الأول، ومن الآباء المؤسسين للعديد من المجالات التجارية والمالية في دولة الإمارات، وكان واحداً من الذين عملوا بجد وإخلاص مع مؤسس دبي الراحل المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه. بحر في الاقتصاد الإسلامي قالت الخبيرة المصرفية، عواطف الهرمودي، إن الحاج سعيد أحمد لوتاه، كان واحداً من أصحاب الفضل على الصيرفة الإسلامية في دولة الإمارات، لافتة إلى دوره في تأسيس البنوك الإسلامية وشركات التأمين الإسلامية، ومشاركته في العديد المؤتمرات العالمية في الاقتصاد الإسلامي. ووصفت الهرمودي الحاج لوتاه بـ«بحر» في علوم الاقتصاد الإسلامي، إضافة إلى كتاباته في الشأن الإسلامي، إذ نقل خبرته إلى ثلاثة أجيال من الإماراتيين. رجل علم وعمل قال الرئيس التنفيذي لـ«شركة ستراتوم لإدارة جمعيات الملاك»، سعيد عبدالكريم الفهيم، إن الفقيد كان واحداً من القلائل الذين جمعوا بين العلم والعمل، فكان رجل عمل بحق، وأسس الكثير من الأنشطة التجارية الإسلامية، كما كان أيضاً رجل علم بحق، فكان له الكثير من المؤلفات في الاقتصاد والثقافة والتأملات الدينية والقضايا الاجتماعية، لافتاً إلى أن من مؤلفاته في الاقتصاد: «الأهداف من تأسيس البنوك الإسلامية» التي كان واحداً من روادها. جيل مؤسِّس لنهضة دبي قال الأمين العام لجمعية الإمارات للتأمين، فريد لطفي، إن حياة الراحل كانت حافلة بالإنجازات، فهو ينتمي إلى الجيل المؤسِّس لنهضة دبي، ورجل المبادرات والمشروعات الطموحة التي استشرفت المستقبل على مختلف الصعد، خصوصاً القطاعين الاقتصادي والتعليمي، إلى جانب مبادرات الخير والعطاء، وأضاف أن الراحل أدرك أهمية القطاع المالي، بما في ذلك المصارف وشركات التأمين، ودورهما الكبير في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية. مبادرات إنسانية قال المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي، حمد بوعميم، إن قطاع الأعمال ومجتمع إمارة دبي، فقد برحيل المغفور له الحاج سعيد أحمد لوتاه، شخصية متميزة كانت لها إسهامات بارزة أغنت الحركة الاقتصادية في الإمارة، وعززت من مكانتها وجهة للتبادل التجاري مع مختلف الأسواق الإقليمية والعالمية. وأضاف: «نستذكر اليوم مآثر الفقيد الكثيرة، ودوره البارز في تأسيس أول بنك إسلامي في العالم، فضلاً عن أياديه البيضاء ومبادراته الخيرية ذات الطابع الإنساني». وأكد أن الفقيد كان قدوة في الإخلاص لعمله ومثالاً يحتذى في الحرص على تعزيز دور دبي ومكانتها على خارطة التجارة والأعمال، من خلال بناء شبكة من العلاقات التجارية الناجحة مع نظراء على المستويين الإقليمي والعالمي. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :