نورة الكعبي: بجهود ودعم الإمارات سترجع ابتسامة الموصليين وعناقهم للحياة

  • 6/28/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: «الخليج» أشادت نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، بالسواعد الوطنية من الموصليين الذين كان لهم الدور الكبير في إنجاز المرحلة الأولى من مشروع إعادة بناء الجامع النوري، ومنارته الحدباء، مشيرة إلى أن قرار الإمارات في عام 2018 بتبني مبادرة «اليونيسكو» إعادة البناء، كانت رسالة أمل لمواجهة الأفكار المتطرفة التي تحاول جاهدة محو التراث الإنساني والثقافة، وزرع الخوف في المجتمع.وقالت نورة الكعبي: في يوم ما ستعلو المنارة الحدباء للجامع النوري، وتحلّق في أفق الموصل، ويُعاد بناء الكنائس، وإقامة المناسبات الثقافية والموسيقية، والعديد من الفعاليات الأخرى التي تمثل السمو الإنساني الذي كاد أن تختطفه أيدي الظلام، وأعداء التنوير، وإنه بفضل بجهود ودعم الإمارات ومنظمة اليونيسكو سترجع ابتسامة الموصليين، وعناقهم للحياة.جاء ذلك لدى مشاركة الكعبي في جلسة حوارية بعنوان «تراث الموصل.. عهد جديد.. بسواعد الشباب»، نظمتها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، بمناسبة ذكرى مرور ثلاث سنوات على تدمير الجامع النوري، ومنارته الحدباء، في مدينة الموصل على أيدي تنظيم «داعش» الإرهابي.شارك في الجلسة التي أدارتها مينا العريبي رئيسة تحرير صحيفة «ذا ناشيونال»، كل من الدكتور صهيب الدرزي، رئيس المكتب الاستشاري الهندسي في جامعة الموصل، وراكان العلاف، مدير المشروع الوطني لإعمار الجامع النوري في «اليونيسكو»، وعلي البارودي، أستاذ ترجمة في جامعة الموصل ومصور فوتوغرافي، وفهد صباح، ناشط عراقي في المجال الثقافي ومؤسس ملتقى الكتاب، وعبد الرحمن الحجار، أحد مفتشي آثار وتراث محافظة نينوى في وزارة الثقافة والآثار العراقية، ونرجس ذنون، متطوعة مع فريق عمل «اليونيسكو». سرعة الإنجاز وأوضح راكان العلاف، أنه تم إنجاز المرحلة الأولى من مشروع إعادة بناء الجامع النوري بسواعد أهالي الموصل الذين وصلت أعدادهم إلى ما يقارب 300 شخص من الفترة فبراير/ شباط 2019 وحتى مارس/ آذار 2020، إذ تمت إزالة الألغام والمخلفات الحربية، كما تم عزل القطع التراثية والتاريخية في الموقع، وتصنيفها، وتوثيقها، وترقيمها. وأشار إلى أن العمل مع «اليونيسكو» استمر على الرغم من تأثير «كوفيد-19» في سرعة الإنجاز، في حين ننتظر وصول المعدات والأجهزة من الخارج للبدء بإجراءات فحوص للتربة وأعمال التصاميم الأساسية لموقع المشروع، حيث سيشهد الربع الأخير من العام الجاري المباشرة الفعلية للمرحلة الثانية من إعادة الإعمار.وأشار الدكتور صهيب الدرزي، إلى إجراء بحوث ودراسات عدة من قبل الخبراء والاختصاصيين في جامعة الموصل، والذين أكدوا إمكانية عودة منارة الجامع كما كانت في السابق بنفس الانحناء الذي يميزها على مر التاريخ.وأوضح عبد الرحمن الحجار، أنه تم جمع الطابوق الخاص بالجامع، والقطع الصغيرة بشكل كامل، ما يؤكد أن إعادة البناء ستكون مع الحفاظ على قيمته التاريخية، حيث إن استخدام المواد الحديثة سيُفقد الجامع النوري أهميته الأثرية، آملين عودة المنارة بشكلها الأصلي وبقيمتها التراثية التي تُشكّل رمزاً للموصليين، لافتاً إلى ضرورة تشجيع الصناعات والحرف التي اشتهرت بها الموصل، وأبرزها النقش على الحجر والخشب، من خلال تدريب أبناء المدينة عليها في ظل وجود الخبرات القليلة من الحرفيين القدامى.وأوضح فهد صباح، إن علاقة الموصليين بالجامع النوري، ومنارته الحدباء، هي ارتباط ذاكرتهم بالتراث والتاريخ، مُعرباً عن أمله في الاهتمام بالملف الثقافي الذي يوازي أهميته عمليات الإعمار والبناء. مهرجان للكتب أكد علي البارودي، أن أهل الموصل لديهم شغف كبير بالثقافة، فبعد تحرير المدينة في يوليو/ تموز 2017، أقيم أول مهرجان ثقافي للكتب في سبتمبر/ أيلول 2017 بحضور 5000 شخص في حرم جامعة الموصل، وتم توزيع ما يقارب 13 ألف كتاب، وهو ما يؤكد على أن المدينة التي تهتم بالكتاب قبل الإعمار مدينة لن تموت.وأوضحت نرجس ذنون، أن هناك العديد من الشباب الموصلي يشاركون في إعداد تصاميم للملابس، ولديهم مهارات عدة، وأفكار ستسهم في دعم الصناعة في الموصل، مقترحة العمل على بناء مصنع في المدينة يضم الكفاءات والطاقات الشبابية من النساء، والرجال، للعمل في مجال التصميم، وإعالة أنفسهم لتعويض ما ألمّ بهم جراء الحرب.وفي نهاية الجلسة، أكد المشاركون أن إعادة بناء الجامع النوري ومنارته الحدباء وكنيستي الطاهرة، والساعة، تجسّد التجانس والتوازن المجتمعيين بين أطياف وشرائح مجتمع الموصل، وأن هذا الإعمار المشترك يُعد فرصة لتحفيزهم على العودة إلى منطقتهم، وتاريخهم، والعمل معاً على إعادة إحياء روح الموصل عبر صوت الأذان، ودقات أجراس الكنائس، لتعمّ روح التسامح أرجاء المدينة من جديد.

مشاركة :