أعلنت شركة التعدين الروسية العملاقة "نوريلسك نيكل" أمس، أنها أوقفت عمليات تصريف مياه النفايات من إحدى منشآتها في القطب الشمالي، بعد شهر من تسرب غير مسبوق للوقود في موقع قريب، دفع إلى إعلان الطوارئ. ووفقا لـ"الفرنسية"، وقع الحادث في محطة تخصيب تلنخ قرب مدينة نوريلسك القطبية الشمالية عندما تسربت سوائل تستخدم في معالجة المعادن من أحد الخزانات، وفق الشركة. وأكدت الشركة أنه تم اتخاذ إجراءات لمنع انتقال السائل إلى أرض قريبة، مشيرة إلى عدم وجود أي تهديد بحدوث تسرب للنفايات. وقال مصدر في وزارة الحالات الطارئة لوكالة "ريا نوفوستي" للأنباء "إن تسرب المواد السامة قد يشكل تهديدا لبحيرة خرايلاخ القريبة". وأفادت لجنة التحقيقات التي تحقق في الجرائم الخطيرة أنها حصلت على تقارير تحدثت عن عمليات غير مصرح بها للتخلص من النفايات السائلة في منطقة جرداء في موقع المنشأة، وأنها فتحت تحقيقا في هذا الشأن. بدورها، نشرت صحيفة "نوفايا غازيتا" المستقلة تسجيلات مصورة من الموقع ضمن تقرير أشار إلى أن المصنع قام عمدا بتصريف مياه النفايات في مناطق قريبة معروفة بحياتها البرية. وذكر صحافيو "نوفايا غازيتا" أن عمال "نوريلسك نيكل" أزالوا الأنابيب على عجل عندما وصل المحققون وعناصر جهاز الطوارئ إلى الموقع. وأكدت تاتيانا إيجوروفا المتحدثة باسم "نوريلسك نيكل"، أن العمال ضخوا مياها نقية من الخزان، وتم فتح تحقيق داخلي. وتسلطت الأضواء على الشركة إثر حادث آخر وقع الشهر الماضي عندما تسرب أكثر من 21 ألف طن من الديزل في التربة والأنهار، بعدما انهار خزان للوقود في محطة للطاقة تقع كذلك قرب "نوريلسك". ووقع الحادث في محطة مملوكة لأحد فروع "نوريلسك نيكل" التي أشارت إلى أن الانهيار قد يكون نتيجة ذوبان أرض مجمدة جراء التغير المناخي. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينها حالة الطوارئ، بينما تعهد فلاديمير بوتانين رئيس شركة نوريلسك نيكل بتغطية تكاليف عمليات التنظيف، وأفادت السلطات مطلع الشهر الجاري أنها نظفت سطح نهر تأثر بحادث تسرب الديزل الضخم، لكن التنظيف بشكل كامل قد يستغرق أعواما.
مشاركة :