باريس- انحصر سباق الانتخابات البلدية في العاصمة الفرنسية بين ثلاث نساء يتنافسن من أجل الفوز بكرسي عمدة باريس. وعاد الباريسيون الأحد إلى مراكز الاقتراع لاختيار الشخصية التي سترأس أعرق بلدية فرنسية حيث تتنافس من أجلها كل من العمدة الحالية آن هيدالغو ووزيرة الصحة السابقة أنياس بوزين ومرشحة اليمين رشيدة داتي. وهذه هي المرة الأولى تاريخيا التي يكون فيها صراع اللعبة الانتخابية في باريس نسويّا. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن لائحة رئيسة بلدية باريس الحالية، هيدالغو التي تشغل هذا المنصب منذ الانتخابات الأخيرة عام 2014، هي الأكثر حظا في الفوز، خاصة وأنها ( هيدالغو) -وهي عضو الحزب الاشتراكي- نجحت في تشكيل لائحة تضم كافة مكونات اليسار والخضر. آن هيدالغو الأكثر حظا في الفوز آن هيدالغو الأكثر حظا في الفوز وحسب آخر استطلاعات الرأي فإنه من المتوقع أن تحصل لائحة هيدالغو على نسبة 44 في المئة من الأصوات متقدمة بذلك على لائحة اليمين التقليدي التي تقودها أنياس بوزين. وما يسترعي الانتباه في هذا السباق المحتدم على تولي عمدة بلدية باريس هو أن المرشحات الثلاث يتحدرن من أصول أجنبية وواحدة منهن تتحدر من عائلة مغربية. فمرشحة اليمين رشيدة داتي ولدت عام 1965 في مدينة بورجوندي الفرنسية (وسط) وهي الابنة الثانية لعائلة مغربية من 11 ولدا. ووالد رشيدة، لمبارك داتي، عامل بناء، وأمها زهرا من أصل جزائري. وبفضل علاقات نسجتها مع متنفذين سياسيين واقتصاديين، تولت رشيدة داتي العديد من المناصب. وتم في 2009 انتخاب داتي لتصبح نائبة في البرلمان الأوروبي ورئيسة بلدية الدائرة السابعة البورجوازية في باريس، حيث أعيد انتخابها في الدورة الأولى في 15 مارس الماضي. وأما أنياس بوزين، فهي متحدرة من عائلة يهودية بولندية الأصل هاجرت من مدينة لودز بعد احتلال الجيش الألماني لبولندا. وأرسل جدها وجدتها ووالدها، وكان عمره 14 عاماً، إلى معسكر أوشفيتز، ونجا والدها فقط من الموت واسمه أيلي بوزين حيث عاد من المعسكر حياً بعد نهاية الحرب. وقد تنقل بين فلسطين التي تحت الانتداب البريطاني ومدينة وهران الجزائرية التي كانت تحت الإدارة الفرنسية، قبل أن يستقر في فرنسا عام 1956، حيث مارس الطب متخصصاً في الجراحة. ووالدة بوزين عالمة نفس وكاتبة. ولم تظهر بوزين التي ولدت عام 1962 في باريس على المسرح السياسي إلا بعد أن اختارها الرئيس إيمانويل ماكرون في 2017 وزيرة للصحة قبل أن تعهد إليها مهمة خوض معركة بلدية باريس.
مشاركة :