أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، على ضرورة الوعي المجتمعي خلال الفترة الحالية لتجاوز مختلف التحديات الراهنة، من خلال التحلي بالمسؤولية المجتمعية، ومواصلة التقيد بالإجراءات الاحترازية الصحية الصادرة عن الجهات المعنية، بالتزامن مع الاستئناف التدريجي لقطاعات العمل، وعودة الأنشطة الاقتصادية في إمارة أبوظبي. وكشف معاليه لـ «الاتحاد»، أن المؤشرات والأرقام من مخرجات الاستبيانات التي تقوم بها الدائرة إيجابية، في ظل الظروف الحالية، حيث أكد 99% من المشاركين في استبيان الحياة في ظل فيروس كورونا، بأنهم يؤمنون بضرورة التعاون مع الحكومة وكافة أفراد المجتمع لمواجهة هذه الأزمة بنجاح، وأفاد 99% منهم بأن مواجهة الأزمة هي مسؤولية الجميع. وقال معاليه: ساهم الوعي المجتمعي في أبوظبي، من خلال التقيد والالتزام بأوقات التعقيم الوطني بنسبة وصلت إلى 97 بالمئة، إضافة إلى حملة المسح الوطني التي تشمل مختلف المناطق للوصول إلى التجمعات السكانية، في خفض أعداد الإصابات بالإمارة، وهو ما يمثل تجسيداً حقيقياً لدور التلاحم والتكاتف في الوصول إلى الأهداف المنشودة، إضافة إلى أهمية الترابط بين مختلف فئات وشرائح المجتمع لدعم الجهود الوطنية الحالية في مكافحة فيروس «كوفيد 19»، وهو الأمر الذي سيستمر بمواصلة الوعي بأن المرحلة الحالية تتطلب الحفاظ على الإجراءات الصحية. وأشار رئيس دائرة تنمية المجتمع، إلى أن استئناف العمل في عدد من الأعمال، ودخول دولة الإمارات إلى مرحلة جديدة في التعامل مع الفيروس، لا يعني التخلي عن الإجراءات الصحية التي تمت خلال الفترة الماضية أو التدابير الوقائية المنصوص عليها من قبل الجهات المختصة، بل يؤكد أهمية المسؤولية الفردية والمجتمعية، ودور الوعي الوطني خلال المرحلة الحالية، عبر مواصلة العمل في الأنشطة المختلفة بروح الإيجابية والرغبة في المساهمة بخدمة الوطن، بالتوازي مع التقيد بالاشتراطات والقرارات، للمحافظة على المكتسبات التي تمت خلال الفترة الماضية من مواجهة الفيروس. ولفت معاليه، إلى وجود العديد من المؤشرات الإيجابية التي أظهرها مجتمع أبوظبي خلال الفترة الماضية، ومنها ارتفاع مؤشرات الرغبة في المساهمة المجتمعية، من خلال الدعم الذي تم تقديمه إلى «برنامج معاً نحن بخير»، ومختلف أشكال المساهمات المالية والعينية، إضافة إلى تزايد أعداد المتطوعين الذين يقدمون دوراً بارزاً في رفد مختلف القطاعات بإمكانياتهم ومهاراتهم وما يمتلكونه من كفاءة وخبرة في التعامل مع الأزمات، كما تم رصد عدد آخر من المؤشرات الإيجابية، ومنها التلاحم بين المواطنين والمقيمين، ودعم دور العبادة والجاليات للجهود الحالية، بما يعكس منهج التسامح والتعايش الذي يتسم به المجتمع. وبين معاليه، أن الدائرة تعمل حالياً على رصد أشكال الحياة ما بعد فيروس كورونا المستجد، من خلال دراسة المغيرات المجتمعية التي حدثت خلال الفترة الماضية نتيجة الظروف الحالية، إضافة إلى قياس تأثير المفاهيم الجديدة التي طرأت من مثل الأعمال والتعليم عن بُعد، وتأثير ذلك على مفاهيم الحياة الجديدة، وذلك من خلال استبيان «الحياة بعد كورونا»، والذي طرحته الدائرة خلال الفترة الماضية، وستعمل من خلاله على تحليل النتائج وتقييمها للتوصل إلى المقترحات والتوصيات، التي من شأنها دعم جهود الجهات المعنية خلال الفترة المقبلة. وأوضح معاليه، أهمية الدور الذي تلعبه المسوحات والاستبيانات، التي يتم إطلاقها من خلال الدائرة، باعتبارها مستندة إلى منهجيات البحث العلمي، حيث يتم الاستفادة من النتائج المرصودة عبر إطلاق السياسات التي تتوائم وتتوافق مع ما يتم طرحه من آراء مجتمعية، الأمر الذي يبرز ضرورة مشاركة أكبر قدر من الفئات المجتمعية، للتوصل إلى أكثر النتائج دقة المتعلقة بالتحديات الاجتماعية. وشدد معاليه، على أهمية الاستفادة من بعض مكتسبات الفترة الماضية، ومنها الترابط المجتمعي بين أفراد الأسرة نتيجة التواجد في المنزل، وتعزيز الوعي بأهمية المشاركة المجتمعية في مختلف القطاعات، ودور التطوع في المساهمة برفد الجهود الحالية، وأهمية الحرص على تطوير المهارات الشخصية، واستغلال الوقت بالطريقة الأمثل، إضافة إلى دور التحلي بالصحة النفسية وإنجاز التوازن بين العمل اليومي والحياة الأسرية، وصولاً إلى تحقيق المستهدفات الشخصية. وأكد معاليه، أن القطاع الاجتماعي في أبوظبي، يواصل مبادراته وبرامجه التي تهدف إلى تعزيز جودة الحياة بالإمارة، انطلاقاً من توجيهات ورؤى القيادة الرشيدة ومتابعتها الحثيثة لكافة مستجدات القطاع، حيث تواصل الجهات جهودها المختلفة، ومنها إنجاز التحول الرقمي بنسبة 100 بالمئة خلال الفترة الماضية، وإطلاق ما يزيد على 60 مبادرة خلال فترة أزمة كورونا المستجد، إضافة إلى عقد العديد من الورش والمبادرات التي تستهدف الأسرة، كما سيشهد العام الجاري الإعلان عن سياسات واستراتيجيات جديدة، تلبي التطلعات المجتمعية الراهنة وتتواكب مع التغيرات الماضية. وأشاد معاليه، بجهود أبطال خط الدفاع الأول، الذين سخروا إمكانياتهم وقدراتهم الطبية خلال الفترة الماضية، بما يعكس كفاءة النظام الصحي في الدولة، لافتاً معاليه إلى أهمية استحضار الدور البطولي الذي قدمه العاملين في المستشفيات ومراكز الفحص والمسح خلال أعمالنا اليومية، باعتبارهم مصدراً ملهماً في البذل والعطاء والإخلاص للوطن.
مشاركة :