تونس: «الخليج» طفا الخلاف بشأن الموقف الرسمي من النزاع في ليبيا على السطح مجدداً في تونس، مع تجديد حركة «النهضة الإخوانية» لانتقاداتها تجاه موقف الرئيس قيس سعيد حول «شرعية الحكم» في ليبيا خلال زيارته إلى فرنسا. ولم يفوت رئيس مجلس الشورى، عبد الكريم الهاروني الفرصة لتوجيه سهام النقد إلى الرئيس سعيد خلال مؤتمر صحفي في أعقاب أشغال الدورة ال40 للمجلس، مشيراً إلى مقارنات غير موفقة للرئيس حول ليبيا، وحالة استياء في البلد الجار. كان سعيد اقترح في المؤتمر الصحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء زيارته إلى باريس الأسبوع الماضي، صياغة دستور في ليبيا بتوافق بين جميع القبائل مثلما حدث في تجربة أفغانستان عام 2003 حينما اعتمد الدستور بموافقة مجلس أعيان القبائل الذي ضم 500 عضو. وقال الهاروني: إن مقارنات سعيد بين ليبيا وأفغانستان لم تكن موفقة، وأن عليه كرمز للدولة وممثل السياسة الخارجية أن يكون له دور إيجابي وقوي في ليبيا؛ من أجل الدفاع عن مصالح التونسيين ومشاركتهم في مشاريع إعادة الإعمار هناك، مشيراً، إلى ضرورة تعزيز العلاقات مع «الحكومة الشرعية» في طرابلس. ولا تنظر «النهضة» بنفس منظار سعيد إلى الأزمة الليبية؛ حيث يرى الرئيس بأن «شرعية»الوفاق هي شرعية مؤقتة ويجب أن يستعاض عنها بشرعية جديدة . وتمثل ليبيا حلقة صراع بين الرئيس والنهضة؛ لكنها ليست نقطة الخلاف الأولى بين الجانبين؛ اذ يهدد سعيد باللجوء إلى تعديل الدستور؛ لتغيير النظام السياسي إلى نظام رئاسي؛ ما ينهي هيمنة الأحزاب ذات الأغلبية في البرلمان على الحكم.