نيقوسيا - كشف فريق مرسيدس بطل العالم للفورمولا واحد أنه سيخوض بطولة 2020 التي تنطلق هذا الأسبوع بعد تأخر أشهر بسبب فايروس كورونا المستجد، بسيارتين مطليتين بالأسود، في رسالة دعم للحركات المناهضة للعنصرية. وعُرف الفريق على مدى عقود باللون الفضي لسيارته التي تكنّى بـ”السهم الفضي”. لكن مرسيدس الذي يضم في صفوفه السائق الأسود الوحيد في البطولة، بطل العالم ست مرات البريطاني لويس هاميلتون، والفنلندي فالتيري بوتاس، اختار اعتماد تغيير جذري دعما لحركات مناهضة العنصرية ضد السود، لاسيما “حياة السود تهم” (بلاك لايفز ماتر) التي اكتسبت زخما متزايدا مؤخرا بعد مقتل المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد. وأورد مرسيدس في بيان عبر موقعه الإلكتروني “عندما تعود الفورمولا واحد إلى السباقات في نهاية الأسبوع الحالي في النمسا، سيكون ذلك في عالم تغير بشكل عميق منذ اجتمعت الفرق للمرة الأخيرة في ملبورن مطلع مارس”، في إشارة إلى السباق الذي كان من المقرر أن يطلق بطولة 2020 من أستراليا، قبل إلغائه. وأبدى فريق مرسيدس دعمه لهاميلتون وأكد التزامه “بتعزيز التنوع العرقي في الفريق وفي الرياضة (فورمولا واحد)”. وسيظهر لويس هاميلتون وزميله الفنلندي فالتيري بوتاس للمرة الأولى بسيارتي الفريق مطلع الأسبوع المقبل، لدى انطلاق منافسات بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد، والتي تبدأ بإقامة سباق الجائزة الكبرى النمساوي في الخامس من يوليو، بعد تأجيل طويل بسبب جائحة فايروس كورونا. ستنطلق البطولة اعتبارا من نهاية الأسبوع الحالي بجائزة النمسا الكبرى على حلبة ريد بول في سبيلبرغ. ورأى الفريق أن التحرك ضد كوفيد – 19 أظهر “أفضل ما لدى الفورمولا واحد لتقدمه”، لكن “خلال الأسابيع الخمسة الماضية، سلطت حركة ‘بلاك لايفز ماتر’ الضوء على مدى حاجتنا إلى إجراءات جديدة وخطوات في مكافحة العنصرية وكل أشكال التمييز. كفريق، استفدنا من الأسابيع الماضية من أجل الانصات إلى وجهة نظر أفرادنا (خصوصا هاميلتون الذي رفع الصوت عاليا ضد مظاهر العنصرية لاسيما في رياضة السرعة)، لنتعلم ونفكر بفريقنا كما هو عليه وكما نريده أن يكون”. وتابع “في 2020، اخترنا أن نخوض السباقات بلون أسود كالتزام منا بتعزيز التنوع في فريقنا، وكتعبير صريح عن وقوفنا ضد العنصرية وكل أشكال التمييز”، مشيرا إلى أن شعار “إنهاء العنصرية” سيرفع أيضا على سيارتي هاميلتون وبوتاس. وأقر الفريق الذي يهيمن على بطولتي السائقين والصانعين منذ العام 2014، بحاجته أيضا إلى التنوع لدى أفراده، بعدما تبين له أن “ثلاثة في المئة فقط منهم ينتمون إلى مجموعات أنثوية أقلوية، و12 في المئة فقط من موظفينا هن من النساء“. وشدد الفريق على أن “ضعف التنوع يظهر أننا نحتاج إلى مقاربات جديدة لجذب المواهب في العديد من مناحي المجتمع التي لا نصلها بالشكل اللازم حاليا. نعرف أن فريقنا سيكون أقوى إذا تمكنا من جذب مواهب من أوسع قاعدة ممكنة، ونحن ملتزمون بتحقيق ذلك من خلال التحرك الإيجابي”. إيمان جذري أكد الفريق الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، أنه سيعلن قبل نهاية الموسم إجراءات عملية في هذا المجال. وقال مديره النمساوي توتو وولف “لا مكان للعنصرية والتمييز في مجتمعنا، في رياضتنا أو في فريقنا: هذا هو الإيمان الجذري لمرسيدس”. واتخذ هاميلتون في الفترة الماضية سلسلة مواقف مناهضة للعنصرية، إذ كان المبادر إلى انتقاد غياب السائقين عن دعم التظاهرات التي انطلقت في الولايات المتحدة ومدن عالمية عدة إثر مقتل فلويد خلال توقيفه على يد شرطي أبيض في مدينة مينيابوليس أواخر مايو الماضي. وشارك بطل العالم بدوره في تظاهرة ضد العنصرية في لندن، وأعلن عزمه على إطلاق لجنة تحفّز على التنوع في رياضة الفئة الأولى.
مشاركة :