سرق خبر اعتزال عبلة كامل الاهتمام، عبلة لم تعلن مباشرة أى شىء، بل إن ابنتيها من الفنان المخضرم أحمد كمال كذبتا الخبر، كل التفاصيل تؤكد بالنسبة لى اعتزالها.عبلة ارتدت الحجاب نحو 15 عاما، وفى كل أدوارها دائما تضع ما يغطى شعر رأسها، لا أحد توقف للسؤال عن حقيقة حجاب عبلة، هى لم تقل شيئا لا مع الحجاب أو ضده، الناس تعاملت مع عبلة كحالة متفردة فى الحياة الشخصية والفنية تؤخذ كما هى، لا تشبه أحدا ولا أحد يشبهها، أتذكر فى مهرجان (الأقصر) أثناء تكريم منة شلبى عندما سألوها عن مثلها الأعلى قالت: (عبلة كامل) وتمنت أن تصل إلى نصف حالة الطبيعية التى تؤدى بها أدوارها، وعندما أرادوا مؤخرا توجيه التحية للفنانة الصاعدة دنيا ماهر (فى 100 وش) تذكروا على الفور عبلة فقالوا إنها تسير على النهج.فطرية الأداء تساوى عبلة كامل، فمنحوا تلك الصفة عزيزة المنال لكل من يصدقوه فصارت هى (الترمومتر).عبلة لا تتعامل مع (الميديا)، كان بيننا مساحة فى الماضى تسمح بحوار بعيدا عن النشر، أتذكر أننى أقمت ندوة لمسلسل (لن أعيش فى جلباب أبى) بنادى نقابة الصحفيين بالجيزة، وذلك قبل نحو ربع قرن، عبلة قررت قطع كل أدوات التواصل مع الإعلام، طلبت منها الحضور، مع نور الشريف وكاتب السيناريو مصطفى محرم والمخرج أحمد توفيق، وباقى فريق العمل، قالت لى: (أخجل من الرد على الأسئلة ولا أعرف ما الذى أقوله ـ أخجل حتى من الصعود إلى المنصة)، واتفقنا أنها فقط ستجلس بجوارى وسوف نتولى أنا ونور الشريف بقدر المستطاع الإجابة بلسانها، عندما يصل لى سؤال عن طبيعة أدائها للدور، أوجه السؤال لنور لينطق باسمها، وأتابع السعادة على وجهها مع كل كلمة لنور.عبلة تملك أدواتها لأداء كل الشخصيات ومع داوود عبدالسيد مثلا لعبت فى (سارق الفرح) دور (بائعة الهوى)، ببساطة وخفة دم كما أراد بالضبط داوود، إنها تشبه آلة القانون فى التخت الشرقى تتجاوز أوتاره السبعين، ومن يملك مفاتيحه يعزف كل الألحان.تملك عبلة مواصفات نجمة الشباك، وكان الرهان عليها ناجحا فى أفلام مثل (خالتى فرنسا) و(بلطية العايمة)، وعندما وقفت أمام محمد سعد فى دور أم اللمبى، ساهمت هى وحسن حسنى فى تدشين نجوميته، قبل أن يصيبه هوس النجومية ويقرر الاستحواذ بمفرده على الشاشة، ويبدأ بعدها رحلة السقوط والتلاشى.عبلة تملك الكثير من الثراء الفنى، وهو ما دفع مخرجين بحجم يوسف شاهين ورأفت الميهى ويسرى نصر الله وخيرى بشارة وغيرهم لإسناد الأدوار، مهما كانت المساحة المتاحة أمامها، فلا يمكن سوى أن تسكن وجدانك.هل غادرت الحلبة؟ سوف تستمع إلى آراء متعددة تنفى وأخرى تؤكد، ولن تعقب عبلة، لم تكن عبلة مجرد اسم لامع فى تاريخ فن أداء الممثل، ستظل تشغل فى الكتاب الدرامى فصلا كاملا يستحق منا أن نعيد تحليله وتوثيقه، إنها مثل آلة (القانون) فى التخت الشرقى، لا غنى عنه فى ضبط الأداء، ومنذ هذه اللحظة سنعيش بلا دوزنة!!.
مشاركة :