في الوقت الذي أعلنت فيه جامعة القاهرة، نجاحها من خلال فريق بحثي من أساتذتها بالتعاون مع مركز البحوث الطبية والطب التجديدي، والمعامل المركزية وأبحاث الدم بالقوات المسلحة، التوصل إلى التسلسل الجيني لفيروس كورونا في مصر، وتحديد نوعية الفيروسات "الكورونية" في مصر وصفاتها الجينية، عن طريق التتبع الكامل لعدد 64 عزلة فيروسية، كانت جامعىة دمنهور على موعد مع اكتشاف من نوع خاص يكشف حجم طموحاتها، وما يمكن أن تقدمه تلك المباني الفارهة للبحث العلمي في مصر.الجامعة التي كانت في بدايتها فرعا لكليات جامعة الإسكندرية، حتى صدر قرار رئيس الجمهورية في 26 اكتوبر عام 2010 بتحويلها إلى جامعة مستقلة تحمل اسم جامعة دمنهور، والتي استبشر الجميع بها خيرا في أن تكون صرحا علميا يضاف إلى جامعات مصر ويضيف لها، لكن سرعان ما تحولت أحلام المستبشرون إلى سراب. واقعة العسل التي أقدم عليها رئيس جامعة دمنهور، والتي ظهر فيها وسط مجموعة كبيرة من "برطمانات" عسل النحل، يعدد مناقب العسل وفوائده، كاشفا عن ما توصلت إليه الجامعة من نوع للعسل لديه القدرة على مواجهة فيروس كورونا، في محاولة للترويج لمنتجات الجامعة وبيعها على حساب المصداقية العلمية والبحث العلمي، والتي كشفت عن ما تصبو إليه تلك الجامعة، وما يمكن أن تصل إليه بعدما أزالت تلك الواقعة الخط الفاصل بين البحث العلمي وما يمارس في بعض محلات العطارة.الجامعة التي انتظر الكثيرون من أبناء محافظة البحيرة وخاصة خريجوها، أن تقدم بحثا علميا ينقلها إلى مكانة أفضل، أو يجعل الأصابع تشير إليها على أنها في طريقها لأن تصبح مثالا للجامعات الجديدة التي تشارك بأبحاث علمية تخدم المجتمع، أو أن تشارك في أبحاث جائحة فيروس كورونا "كوفيد 19-" على غرار ما حدث في جامعة القاهرة، إلا أنها خيبت تلك الآمال بواقعة العسل والتي اعتبرت بمثابة إساءة للجامعة وللتعليم الجامعي ككل. لم تكتب تلك الكلمات من منطلق الهجوم على جامعة دمنهور، بقدر ما هى إلا رغبة حقيقية في تصحيح المسار لأن تصبح تلك الجامعة مسار فخر لكل أبناء محافظة البحيرة، خاصة إذا ما علمنا أن مصير ما أعلنته جامعة دمنهور أصبح حبيس مواقع التواصل الاجتماعي، لا يتعدى كونه "فيديو لايف" عبر حساب رئيس الجامعة على فيس بوك، وأشبه بما يعرض على قنوات التخسيس، أوخلطة جلب الحبيب للشيخه "خديجة المغربية".في حين أن بحث جامعة القاهرة تم إيداع جميع نتائجه في قاعدة بيانات المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية بالولايات المتحدة الامريكية NCBI والمعروف باسم بنك الجينات ونشر بعدد من المواقع والمجلات العلمية العالمية ليكون مرجعا للأبحاث التي تجرى عن فيروس كورونا كوفيد – 19، في مختلف أنحاء العالم.
مشاركة :