على طريـقة أفلام الأكشن الأمريكي والتفحيط الخليجي ولكن في نوع آخـر من السيارات فهي ناقلة ذات الصهريـج الكبير.. وجدتـها تنطلق بسرعة جنونية في دوران خطـر وكدت أن أتوقـف عن السير حين وقعت عيني عليها في حالة من الذهول.. وما زاد الأمر إثارة أنها كانت ناقلة وقود والأكثر غرابة أنها كانت تدخل محطة لتفريـغ حمولتها.. حيث توجه قائدها بشكل هستيري خلال الالتفاف من أحد التقاطعات وأكمل تهـوره بدوران آخر ليدخل المحطة على نفس السرعة وكادت الناقلة أن تنـقلب جـراء تلك السرعة خلال دورانات تـقدر بزاوية مائة وثمانين درجة. الأمر استدعى في ذهني الكوارث التي حدثت جراء تلك «القنابـل الموقوتـة» وحادث ناقلة الوقود المنفجرة إثـر اصطدامها بأحد الجسور في الريـاض بسبب سرعتـها غـير المعقولة لناقلة بهذا الحجم.. وكذلك غيرها الكثير من الناقلات التي انقلبت على الطرق أيضا كان للسرعة الجنونية لقائدها عامل رئيسي في الحادث. ورغـم التوجيـهات بتكثيـف حملات السلامة لمتابعة محطات الوقود لما تشكله من خطورة كبيرة على الأرواح ووجوب تطبيـق كافة التعليمات والأنظمة واللوائح المتعلقة بالسلامة بشكل دقيـق.. وكذلك إحكام الضبط على جميـع المخالفات والملاحظات والتراخيص الجديدة والمجددة من قبل نظام «وقايـة» الالكتروني لتسهيـل متابعتـها.. فيما تـم إغـلاق الكثير من المحطات ومنح مهـلة تصحيحية لتلافي السلبيات الأخرى.. رغم كل ما ذكرناه من اهتمام إلا أن هناك ما هو أهـم وذلك يتمثـل في ناقلات الوقود إذ نجد منها أخطاء جسيمة لابد من تجنـبـها بعدم وقوعها في الأصل. والسؤال هنا: ما السبب الرئيسي في ذلك الأمر وهل له حل. فقد عزا البعض إلى أن بعض المهـن مهمشة من الرقابة بالرغم من أنها غاية في الأهمية وتهـدد حياتنا.. أيضا راح فريـق آخـر إلى أن ظاهرة السرعة الشديدة غـير المقنـنة لتلك الناقلات قد يكون لخلل في شخصيات قائديـها سواء من الناحية النفسية أو تعاطي ما يحدث خللا في توازن نفسياتهـم.. فنحن نسمع كثيرا عن تلك الحبوب التي يتعاطاها من يستجدون السهـر وتواصل الليـل مع النهار.. فلا نستبعد أن يكون ذلك هو السبب الرئيسي في السرعة المتـهـورة التي باتت تشكل خطرا كبيرا علينا. إذن فلماذا لا يتـم تطبيـق الكشف عن تعاطي تلك السموم فيما بين السائقين الذين يمتـهنون قيادة الناقلات والشاحنات للتأكد من سلامتهم لكي نسلم من خطر حوادثهـم.. على أن يتـم ذلك الأمر بشكل مفاجئ دون أن نشعرهم بأن هناك كشفا سيتـم عليهم وذلك بأن تكون هناك مثـلا في أحد مداخل المدن حملة تفتيشية وبرفقتها طاقم طبي ويتم إيقاف سائقي الشاحنات والناقلات ويأخذ من كل شخص عينة دم للتحليل ويسجل بجوارها بياناته.. وبعدها يجري محاسبة من يثـبت أنهم كانوا في حالة غير طبيعية ولم يسلموا من تلك السموم.. هذا الاقتراح قد يكون غريـبا في وصفه ولكن ذلك هو الواقع بالفعل، فتلك الفئة قد يكون لديهم مشكلات ويدخلون المجتمع كله في محيطهم فوجب علينا من وقفة حاسمة لنعيش في أمان.
مشاركة :