أحداث مسرحية دراماتيكية تعرض أمامنا يومياً ربما عشرات المرات ، قد أكون أو أنت عزيزي المتلقي أحد ابطالها باختيارنا أو رغم أنوفنا ، وكثيراً ما انتهت بعض هذه المسرحيات المعروضة على قارعة الطرق والساحات بنهايات تراجيدية نتيجة صعقة ( كهروتربوية ) تولدت لحظة ( عبثستان ) نحياها في ظل غياب أب طاب له الأخضر أو الأصفر ، ورضخ تحت ضربات سياط ( تكفى 000 وخله ) والتي تخرج أشهى من الشبم القراح أو الشهد الخالص من شفتين حمراوين ترفرفان على نياط قلوب أنهكتها الحياة أو نام على عرصاتها الكسل المهول ، أو ترعرع في أحضانها عدم الوعي الذي ينخر في أجسادنا كسعوديين . كم أسرة بات ربها تحت التراب ؟ كم مقعد ضجت به المستشفيات ؟ كم دمعة حلت محل بسمة حالمة ؟ كم وكم وكم ؟ هل اعتبرنا ؟ هل نما حسنا ؟ هل عالجنا أكبر مشاكلنا المتمثلة في قد وفحط وأنت شر عفواً حُرّ؟! أيها السادة : آخر مسرحية عشت فصولها من هذا النوع كانت كما يلي : خرجت من بيتي أمتطي مقود سيارتي بسرعة تقترب من ( 60 ) وفجأ أظلم الأفق بما توهمته لولا إيماني بحمد الله بنزول جبريل الملك عليَ بالأوصاف المذكورة بـ (600 ) جناح ، فلم أملك من أمري غير التسمر في مكاني وإغماض عيني وتسليم أمري لله ، لقد عشت لحظة الموت بكل تجرد ، سيارتان لم تر لهما سائقاً تكادان تطيران يحيطان بي في إتجاه واحد لا مفر لا مجال للخطأ ، لأخرج غير مصدق وأنا أسمع : سلامات 00 سلامات ، ولم تقو شفتاي على الحراك إلا بعد توقف اصطكاك ركبتي وحل عقدة من لساني فرددت : هل رأيتم من يسوق ؟ رد الكل : لا ، لأسمع أيضاً : أمس مات فلان بسبب حادث ارتكبه طفل في العاشرة من عمره ، وآخر : خمسة من عائلة واحدة قضوا 000 وهات سرداً لمجموعة من الأحداث أبطالها إهمال الكبار وعبث الأحداث ، فمتى نعي ونهتم ونطبق الأنظمة والقوانين يا رجال الشرطة والمرور والمجتمع ؟!!
مشاركة :