المحيبس.. لعبة العراقيين التراثية برمضان

  • 7/9/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا تخلو لعبة المحيبس التراثية من الصراخ والشد العصبي، ويصل الأمر إلى مشادات كلامية ولكن دون الوصول للخلاف، فاللعبة أساسية بشهر رمضان عند العراقيين عموما والبغداديين خصوصا. ورغم ممارسة اللعبة في كل أنحاء البلاد بما في ذلك إقليم كردستان العراق، فإن السباقات الكبيرة والحاسمة تكون في بغداد. وغالبا تذهب فرق من جنوب وشمال ووسط العراق للمنافسة بلعبة محيبس في العاصمة مع فرق من الكرخ والرصافة والأعظمية والجعيفر والكاظمية، ولكن الظروف الأمنية اليوم تجعل ذلك مجازفة. وفي المحيبس يتنافس فريقان على الاحتفاظ بالمحبس أو (الخاتم) الذي هو أداة اللعب المستخدمة واشتق اسم اللعبة منه، وغالبا يكون الخاتم من فضة أو ذهب. إخفاء المحبس وتتمثل المحيبس بجلوس لاعبي الفريقين في صفين متقابلين وقيام أحد اللاعبين بإخفاء المحبس بأيادي لاعبي فريقه، بعد وضعه غطاء على ظهره يحول دون إمكانية تحقق الفريق الآخر بيد من وضع، ثم يسعى لاعب واحد بمساعدة لاعبين آخرين من الفريق الآخر للتعرف على اليد التي دس فيها المحبس من بين الأكف المغلقة، وذلك للحصول على النقاط وعلى المحبس ليكون بيد فريقه، ثم تبدأ عملية البحث عنه من جديد. وعادة تكون النقاط حسب حجم اللعبة والأشخاص المشاركين، ويمكن أن يتكون الفريق من شخصين أو من مئتي شخص. ومن أشهر لاعبي المحيبس جاسم أسود الذي يسكن بمنطقة الكاظمية (شمالي بغداد)، وهو في العقد السادس من عمره، حيث يعتبر أخطر لاعب يمكنه استخراج المحبس من بين مئتي شخص، حتى أصبح مضربا للمثل باللعبة. ويرأس أسود فريق الكاظمية البغدادي بلعبة المحيبس منذ 34 عاما حقق فيها إنجازات كبيرة، ويقول لاعبون لو كانت هذه اللعبة عالمية لكان أسود اللاعب الأشهر فيها. إيماءات الشخصيات وقال أسود للجزيرة نت إن لعبة المحيبس من الألعاب الشعبية المحبوبة وموروث لا يمكن التخلي عنه، ولممارستها برمضان طعم خاص، وهناك محترفون فيها. وأضاف أن عثوره على المحبس من بين عشرات الأشخاص يتم بدراسة إيماءات الشخصيات وحالاتهم النفسية، وهي ميزة لا يمتلكها كثيرون، ومهما اشتدت الأعصاب أثناء اللعبة، فإن الفريقين يفرحان بالنتيجة بنهايتها، فالغاية الأساسية تعارف الناس واجتماعهم. ويظهر أسود في كل رمضان عبر فضائيات عراقية تنضم مسابقات باللعبة يكون فيها حكما أو قائدا لفريق، وتكون الغلبة عادة للفريق الذي ينتمي إليه. وأصدرت وزارة الثقافة العراقية قبل أيام بيانا أكدت فيه سعيها لإدراج المحيبس في قائمة ترفعها كل عامين لمنظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لوضعها ضمن الموروث العالمي. حلويات شعبية عليم الكرخي (67 عاما) من سكان منطقة الجعيفر ببغداد، ويمارس اللعبة منذ أكثر من 50 عاما. وتحدث للجزيرة نت عن ذكريات لعبة المحيبس في سبعينيات القرن الماضي مع فريقي الكرخ والكاظمية، وكيف فوجئ يوما بوجود مسؤول حكومي لم يتذكر اسمه ضمن لاعبي الفريق الخصم. ويرى الكرخي أن أجواء المحيبس جميلة ولا يمكن نسيانها، وهو حريص على متابعة المسابقات التي تبثها الفضائيات، وتقام عادة بمنطقة سكنه. وفي اللعبة يحصل الفريق الفائز دائما على أطباق كبيرة من الحلويات الشعبية مثل (الزلابية والبقلاوة)، ويطلق اللاعبون والحضور هتافات ويرقصون فرحا بالنتائج. ورغم ظروف البلاد الصعبة هناك من يحرص على ديمومة اللعبة، فطالما كانت سببا في نشوء علاقات اجتماعية كبيرة بين مواطني المناطق القريبة والبعيدة.

مشاركة :