استثنـاء الموظفـات الأمهـات يعـزز استقـرار الأبنـاء

  • 7/1/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة: جيهان شعيب تحرص حكومة الشارقة على اتخاذ أفضل الحلول، وأنسب القرارات التي تدعم تنمية رأس المال البشري، وتعزز استقراره، وتشجعه على المزيد من العطاء، والإنجاز والتميز، ومن ذلك قرارها بالسماح لفئة الموظفات اللاتي لديهن أبناء ملتحقين بالدراسة من الصف التاسع فما دون، بالاستمرار في العمل عن بعد، إلى حين انتهاء العام الدراسي لأبنائهن، دون العودة لمقار عملهن، ضمن نسبة ال 50% من موظفي الإمارة الذين عادوا للعمل في دوائرهم وجهاتهم المختلفة.ولا شك في أن القرار من الإيجابية بمكان، لتحقيقه جملة من الفوائد الاجتماعية والإدارية، التي يعود أثرها في شريحة الأبناء، بتعزيز تحصيلهم التعليمي في ظل الظروف الاستثنائية للعام الدراسي الحالي، لاسيما وتواجد الأم الموظفة مع أبنائها ممن هم في المراحل الدراسية الدنيا، إلى حين إنهائهم الدراسة، يعزز استقرارهم النفسي، ويساعدهم على اجتياز عامهم الدراسي بنجاح.وحول ذلك، أوضح الدكتور طارق سلطان بن خادم، عضو المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رئيس دائرة الموارد البشرية، أن الإمارة عامة تعمل بالتوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتتبنى كافة المبادرات والقرارات الداعمة لأفراد الأسرة في جميع مجالات الحياة، وتحديداً الأم العاملة والأبناء، وتضع المرأة في قائمة أولوياتها، لتعزز تواجدها وتدعمها في تأدية واجباتها، وأدوارها الحياتية، ويأتي في ذلك قرار استثناء الأمهات الموظفات من العودة إلى مقار العمل، واستمرارهن في العمل عن بعد تأكيداً لجهود الإمارة في تذليل الحواجز، والصعوبات أمام الأم العاملة لتستمر في العطاء والتميز، فضلاً عن حاجة الأبناء من الفئات العمرية الصغيرة لتواجد أمهاتهم إلى جانبهم، لمساعدتهم على أداء المهام التعليمية المستجدة، بما يشعرهم بالطمأنينة، والاستقرار، والالتزام بالنظام الدراسي، مما يمكنهم من أداء الاختبارات الإلكترونية بفاعلية أكبر.قال د. طارق بن خادم إن القرار يمنح أيضاً الأم الموظفة الاستقرار النفسي الذي يمكنها من متابعة تعليم أبنائها في ظل ظروف الدراسة عن بعد التي أقرتها حكومة الدولة، لضمان استمرار التعليم تزامناً مع الأزمة العالمية لفيروس «كوفيد- 19»، كما يدعم الأبناء نفسياً، علاوة على أهمية القرار للأمهات الموظفات في تشجيعهن على أداء مهامهن في العمل، عبر توظيف التكنولوجيا والوسائل التقنية الحديثة، بما يدعم مشاركتهن في العمل الحكومي، ويعزز دورهن في التنمية المستدامة، ويمكنهن من تحقيق التوازن بين حياتها الأسرية وحياتها المهنية.لفتة إنسانية ومن جانب الموظفات الأمهات من مختلف دوائر ومؤسسات وهيئات حكومة الشارقة اللاتي شملهن القرار بالعمل عن بعد، توضح سمية سيف الشامسي، رئيس قسم أندية الأصالة بدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، وهي أم لأربعة أبناء، أن القرار لقى ترحيباً واسعاً من شريحة الموظفات الأمهات، كونه لفتة إنسانية تستحق الإشادة والثناء، لأن الإمارة تجعل الأسرة والأبناء من أهم الأولويات الوطنية التي تكرس الدولة الجهود لأجلها، فيما من الأهمية بمكان وجود الأم الموظفة في البيت مع أبنائها في هذه المرحلة الاستثنائية التي تتطلب منها بذل المزيد من الجهد والعناية، لاسيما تحت ظروف التعلم عن بعد، من خلال الإلكترونيات، التي تجعل الأطفال معرضين لعدم التركيز.فوائد اجتماعية وتقول مريم عبدالله شهيل مصممة جرافيك بدائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة وهي أم لثلاثة أبناء، أن قرار العمل عن بعد للموظفات الأمهات حتى نهاية العام الدراسي، يسهم في تحقيق جملة من الفوائد الاجتماعية، منها الراحة الذهنية للأمهات، وتحسين بيئة العمل، وزيادة إنتاجية الأم الموظفة؛ حيث يتيح لها الكثير من الوقت للجلوس مع أبنائها والاعتناء بهم، ومتابعتهم دراسياً.الفائدة للطلاب وتشيد ندى الرئيسي خبير إداري في دائرة الموارد البشرية بمراعاة حكومة الشارقة للحاجة الضرورية في إشراف الوالدين إلى الأبناء وخاصة الأم في هذا الوقت الحرج، المليء بالكثير من المتغيرات، وخاصة على صعيد التعليم في الدولة، مؤكدة انعكاس المبادرة بالسعادة على شريحة كبيرة من الأمهات، والفائدة للطلاب، وفي ذلك تقول: لامس القرار الحكيم أعماقنا كأمهات، لكونه قراراً إنسانياً يراعي احتياجات الموظف الاجتماعية، واستقرار الأسر، والعمل على التنمية المجتمعية.رضا عام وتعرب حصة محمد الشحي، نائب مدير إدارة تقييم الأداء في دائرة الموارد البشرية عن حالة الرضا العام التي انتابت الجميع جراء القرار الحكيم النابع من الرؤية الأبوية الحانية لصاحب السمو حاكم الشارقة، الذي يضع مصلحة الأبناء على رأس قائمة الأولويات في كافة قرارات سموه وتوجيهاته.نتائج دراسية مرتفعة وتوضح فاطمة علي الصابري، مدير المكتب التنفيذي لرئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى في الشارقة، أنها كأم موظفة حصدت العديد من النتائج جراء هذا القرار الحكيم؛ حيث يساعد العمل عن بعد في الفترة الراهنة وحتى انتهاء العام الدراسي الحالي، على تواجد الأم لفترة أطول مع الأبناء ومتابعة دراستهم، مما يحقق العديد من الإيجابيات أبرزها حصول الأبناء على نتائج دراسية مرتفعة مقارنة بالسابق، والاستغناء عن دروس التقوية، وتكلفتها، والاكتفاء بعدد أقل من الفئات المساعدة في المنزل، وتوفير المصاريف المترتبة، والتمكن من حضور اجتماعات أولياء أمور الطلبة التي عقدت عن بعد للتعرف إلى أداء ومستوى الأبناء؛ حيث كانت الأمهات من قبل تجدن صعوبة في حضورها، كونها تعقد أثناء أوقات الدوام الرسمي، وتتطلب الحضور الشخصي، علاوة على دور القرار في تمكين الأمهات الموظفات من أداء كافة المهام والواجبات الوظيفية، وحضور الدورات التدريبية والتطويرية والاجتماعات الخاصة بالعمل، واستغلال الوقت والجهد المبذول في التنقل من وإلى مقر العمل في التركيز على الأبناء.أكثر من مسؤولية وتضيف مها الحمادي، موظفة استعلام بدائرة شؤون الضواحي والقرى في الشارقة، أن العمل حتى نهاية العام الدراسي، ينعكس إيجابياً على الموظفات الأمهات؛ حيث أصبح لديهن مرونة أكثر في تنفيذ مهام العمل بالتوازي مع تحقيق الأهداف العلمية للأبناء، ومتابعة دراستهم وشؤونهم، كما يتيح عمل الأمهات الموظفات عن بعد في هذه الفترة، تحمل أكثر من مسؤولية في وقت واحد.التواصل مع المعلمين وتؤكد عائشة خليفة السويدي معلمة لغة إنجليزية بحضانة الغبيبة بمجلس الشارقة للتعليم، أن القرار عزز من مقدرة الأمهات الموظفات على متابعة تعليم أبنائهن ودراستهن، والتواصل الدائم مع المعلمين، مما دعم إنجاح عملية استمرارية التعليم في ظل الأوضاع الراهنة، علاوة على إثباتهن تميزاً خلال الفترة الماضية، في إنجاز مهام العمل المسندة إليهن بكفاءة تامة.تعزيز العلاقات الأسرية وتشير مريم إبراهيم بوشهاب من هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة إلى أن القرار له جملة من الإيجابيات؛ حيث يسهم في تحقيق الرفاه الوظيفي، وزيادة إنتاجية الأم الموظفة، وتعزيز العلاقات الأسرية من خلال تحسين التوازن بين العمل والحياة العائلية، وتوفير الأجواء المناسبة لمتابعة الأبناء دراسياً، فضلاً عن كونه مظهراً حضارياً، وضرورة اجتماعية وإنسانية تنسجم مع توجهات صاحب السمو حاكم الشارقة، نحو إعلاء شأن الطفولة والأمومة، وتنمية الموارد البشرية.

مشاركة :