عمان، الأردن(CNN)-- قال وزير خارجية المملكة العربية السعودية عادل الجبير إن العلاقة السعودية الأمريكية هي علاقة استراتيجية على كل المستويات، إلا أن السعودية لن تعمل مع الولايات المتحدة إن لم يكن هناك تطابق في السياسات ووجهات النظر، فيما أكد أن بلاده لن تسمح بقيام إيران "بأعمال شغب" في المنطقة على حساب المملكة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة مع نظيره السعودي في عمّان مساء الخميس، بالتزامن مع زيارة قام بها نائب الرئيس اليمني خالد البحاح إلى الأردن . وقال الجبير في رد شديد اللهجة على تساؤل حول حقيقة وجود تخوف لدى السعودية من إيران وتدخلاتها في المنطقة :" إيران ما جننتا ، ما أحد يجننا ، الحمد لله لدينا عقل وحكمة وقوة شخصية ومعنوية وعسكرية ، الإيرانيون إذا أرادوا أن يقوموا بأعمال شغب في المنطقة لن يكون ذلك على حساب السعودية "، مشيرا الى أن خير دليل على ذلك هو التدخل السعودي من أجل دعم الشرعية باليمن. ورأى الجبير أن التواجد الإيراني في المنطقة آخذ بالتقلص في عدة أماكن، من بينها افريقيا واليمن، فيما عبر عن إصرار بلاده أن لا يكون لإيران أي تدخل في المنطقة وفي الدول العربية . وقال :"إيران هي دولة عظيمة وكبيرة وجارة للسعودية ولكل الدول العربية ولها تاريخ عريق ونحترم ذلك.. نأمل أن يكن لنا أفضل العلاقات الثنائية مع إيران ولكن في نفس الوقت يجب أن تكون مبنية على مباديء وأسس واحترام على عدم التدخل في شأن الآخر ، واحترام الاخر ، لكن ما رأيناه منها على مدى 35 عاما الماضية أثبت عكس ذلك وإذا كانت هناك أية أعمال عدوانية فقد أتت من ايران وليس من السعودية." ونبه الجبير تعليقا على أن إيران تسعى إلى إظهار أن الشيعة العرب ليس لديهم مكان في الدول العربية وأن داعش استهدفت السنة والشيعة، قائلا :" الشيء الملفت للنظر أن داعش ارتكبت عمليات إجرامية وإرهابية ضد العرب ولم ترتكب عملا عدوانيا ضد إيران ونحن لا ننظر الى النزاعات الطائفية على أنها سنية أو شيعية ...لا شيء اسمه سني أو شيعي هذا الشيء خطر ومحاولة لاشعال الفتنة الطائفية، الجهود التي قامت بها إيران على مدى ال35 الماضية خطيرة جدا ، ويجب مواجهتها." وقال الجبير إن الأعمال العدوانية التي ارتكبت في المنطقة أو ما أسماه "عمليات عدوانية في عدة دول، كانت " من إيران". وفي السياق، أشار الجبير إلى أن العمل الارهابي الذي وقع في الكويت مؤخرا، رفضه السعوديون من السنة والشيعة على حد سواء، وقال :" الفتن أدت الى توحيد المواطنين السعوديين ، السنة والشيعة في السعودية يرفضون أية محاولات لشب الفتنة الطائفية"، مؤكدا أن السعودية ستقف بحزم ضد أي محاولات لإثارة الفتنة الطائفية. وأكد الجبير على أن علاقة بلاده بالولايات المتحدة الأمريكية هي علاقة استراتيجية على المستوى الأمني والعسكري والسياسي والاقتصادي، مشيرا الى أن هناك تشاور مستمر بشأن الأوضاع في لبنان واليمن والعراق . وأضاف : "إننا نتشاور مع الولايات المتحدة بشأن الأوضاع في لبنان وضرورة انتخاب رئيس جديد..وأيضا نتشاور معها بشأن وحدة العراق وأمنه واستقراره كما أنها تدعم العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات التحالف في اليمن علاوة على أنها شريك اقتصادي وتجاري مهم جدا لنا". في الأثناء، أكد كل من الجبير وجودة في تصريحات متطابقة أن العلاقة الأردنية السعودية هي علاقة في العمق، وأن ما يثار من جدل حول تدهور أو توتر العلاقة غير صحيح بالمطلق. وعلق الوزير جودة على هذه القضية بالقول:" إن مواقف السعودية داعمة للأردن ...نحن مع بعضنا في السراء والضراء ، والعلاقة بين البلدين عميقة ومتينة ومتجذرة على كافة المستويات ، ولا يوجد أي شيء يمكن أن يوصف من خلاله بأن هناك توترا في العلاقات بين البلدين". وتابع جودة بالقول :" الحديث عن تباعد في العلاقة الأردنية السعودية هو من الخيال ...العلاقة بين البلدين هي في العمق". كما أكد الوزيران على الجهود المشتركة في محاربة الارهاب، والسعي إلى تطبيق الحل السياسي للأزمة السورية .