شوق النكلاوي: المسرح المدرسي العربي يعاني التهميش

  • 7/2/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ما أجمل الحياة بعين طفل... هذا ما تردده الباحثة والناقدة شوق النكلاوي، التي تخصصت في مجال الكتابة المسرحية للأطفال، وقدمت العديد من الأعمال منها: «الإسكندر الأكبر»، و«في أعماق البحار»، و«قلعة قايتباي»، و«ثورة وطن»، و«قطرة رنا». ورغم زخم تجربتها فإنها ترى أن المسرح المدرسي على مستوى الدول العربية يعاني تهميشا واضحا ونمطية، حتى في ظل وجود المبادرات التي تقوم بها الهيئة العربية للمسرح. وأضافت في حوارها لـ «الجريدة»، أن تراثنا العربي زاخر بما يمكن أن يكون زاداً لكثير من المؤلفين المسرحيين بدلاً من استيراد الأفكار من الخارج، ويظل المسرح أكبر معلم للأخلاق والقيم... وإليكم تفاصيل الحوار: • في ظل أزمة كورونا التي يشهدها العالم، وفي إطار مبادرة وزارة الثقافة ماذا قدمتم للطفل العربي؟ - حاولنا قدر المستطاع تحويل أزمة كورونا من محنة إلى منحة، حيث أتيحت لي الفرصة للمشاركة بمساهمات تتعلق بتقديم الثقافة من المنازل وإلى المنازل من خلال مبادرة: «خليك في البيت... الثقافة بين ايديك»، التي تبنتها وزارة الثقافة المصرية، ومكتبة الإسكندرية، وتوجهها للطفل العربي المصري، وجاءت مشاركاتي للمبادرة بتقديم عدد من الأعمال المسرحية الإبداعية تمثلت بمجموعة من المسرحيات المتحفية، والتعليمية للأطفال، وتقديم عدد كبير من المواهب الصغيرة وورش العمل، والبرامج التي تساهم في إثراء عقل وثقافة ووجدان الطفل العربي. • بتجربتك الافتراضية الموجهة للطفل كيف ترين هذه المرحلة إعداداً وإخراجا؟ - التجربة الافتراضية ليست بمعزل عن التجربة الواقعية فهي تجربة تفاعلية بامتياز نجحنا من خلالها في أن نقيم حوارا تفاعليا مع الأطفال من منازلهم، كما فكرنا في كيف يمكن أن نصل إلى أكبر عدد منهم من خلال تلك التجربة التي كانت من وحي الأزمة، وبلاشك فإن الإعداد والإخراج لها كان من أعظم وأروع التجارب التي مررت بها، وأعتقد أنها لن تتوقف إلى مابعد انتهاء أزمة كورونا، حيث أثبتت نجاحا باهرا تمثل في تفاعل الأطفال معها واستجابتهم لها. الطفل المتلقي • ولكن ما مساحة الإبداع في هذا اللون المسرحي؟ - مساحة الإبداع في هذا اللون المسرحي كبيرة، لكنها نظرا لطبيعة البدايات الأولى تحتاج إلى مزيد من التعمق والثراء، حتى لا يقتصر الأمر على مجرد التفاعل فقط بل الانتقال إلى مرحلة الإبداع المشترك، والعمل الموازي، أي أن يشارك الطفل المتلقي في تقديم إبداع مواز نستطيع القول حينئذ: «لقد فعلناه». • كيف تنظرين للحركة المسرحية للطفل؟ وما ملاحظاتك حول ما يقدم من أعمال؟ - الحركة المسرحية للطفل ينظر إليها من جوانب عدة أولا: على مستوى المهرجانات التي تهتم بتقديم مسرح الطفل فإنها كثيرة في: مصر، والكويت، وتونس، والمغرب، وعمان، والإمارات، ويأتي على رأسها المهرجان العربي لمسرح الطفل بالكويت، ومهرجان الإمارات لمسرح الطفل، والذي نتمنى أن يمتد ليصبح مسرحا عربيا للطفل، فضلا عن مهرجانات عدة مثل مهرجان «أم العرائس»، و«نابل» بتونس، الذي يخاطب أطفال العالم، ومهرجان سلطنة عمان للثقافة والفن، الذي يعد من المهرجانات الرائدة، أما على مستوى العروض والأعمال فإنها بحاجة إلى إعادة نظر وزيادة ميزانية الإنتاج لعروض الأطفال، حيث تعد في معظمها عروضا مستقلة، أما فيما يختص بالمستوى المدرسي فيعاني المسرح المدرسي على مستوى الدول العربية تهميشا واضحا ونمطية رغم المبادرات التي تقوم بها الهيئة العربية للمسرح، والتي تتمثل في مبادرة المسرح المدرسي، وهي مبادرة في حاجة إلى متابعة حقيقية في كل الدول العربية، ونحن في حاجة إلى مهرجان المسرح المدرسي العربي على غرار المسرح المدرسي الخليجي. استيراد الأفكار • وهل تفتقر الساحة التربوية والترفيهية العربية إلى أعمال مسرحية موجهة للطفل العربي؟ - المسرح هو الفن الذي يجمع بين التعليم والترفيه معا، وتراثنا العربي زاخر بما يمكن أن يكون زاداً لكثير من المؤلفين المسرحيين بدلا من استيراد الأفكار من الخارج، والتي تتنافس أحيانا مع القيم والتقاليد العربية، وهنا لا مانع من الاستيراد على أن يتم تطويع ما نقدمه ليتوافق مع بيئتنا العربية، والأكثر جدوى من ذلك أن نعود إلى تراثنا وواقعنا المعيشي لكي نستحدث موضوعاتنا منه. • هل يؤدي المسرح الراهن دوره المطلوب والمأمول للطفل العربي؟ - لا نستطيع أن نقول ذلك إلا إذا كان المقصود بالطفل العربي هنا النخبة التي تستطيع الذهاب إلى المسارح، لابد أن نذهب بالمسرح إلى كل مكان فقير في عالمنا العربي: «المدرسة، المكتبة، الشارع، المنزل»، وهذا بحاجة إلى جهد كبير على مستوى الدول العربية كلها، لابد أن نفكر في طريقة لنصل إلى الجميع لنقدم مسرحا شاملا قادرا على أن يرسخ القيم العربية والإنسانية الأصيلة. ثورة وطن • كيف يمكن توظيف المسرح بتقديم المفاهيم السياسية لطفل الروضة؟ - لدي تجربة في هذا الأمر، وهي مسرحية «ثورة وطن» عام 2012، وهي أول تجربة لي وقدمت من خلالها أهم المفردات والمفاهيم والمصطلحات السياسية للأطفال من عمر 4-6 سنوات بصورة مسرحية، تفاعل معها الأطفال بشغف، وكانت من أكثر التجارب التي قدمتها نجاحا وإنجازا، وأفخر بها دائما، لأنها كانت منطلقا نحو تقديم مزيد من الأعمال المسرحية للطفل، ثم أعددت مشروع بحث ميداني حول تقديم المفردات السياسية للطفل من خلال المسرح لتطبيق تلك التجربة. • إذا تحدثنا عن أعمالك المسرحية كتابة وإخراج أيهما أفضلها برأيك؟ - ظللت فترة ليست بالقصيرة معنية بالنقد المسرحي، ومع ذلك قدمت مجموعة من الأعمال المسرحية ذات الطابع التعليمي والقيمي منها مسرحية «قطرة رنا» التي شاركت في مهرجان أم العرائس الدولي لمسرح الطفل بتونس عام 2016، فضلا عن مجموعة من المسرحيات التي تقع بإطار المسرح المتحفي التقديمي للمقتنيات المتحفية من خلال فن المسرح، وهي تجربة قد تساهم في الجذب السياحي، وتطوير العروض المتحفية لتصبح أكثر تفاعلية ومنها مسرحيات: «الإسكندر الأكبر»، و«في أعماق البحار»، و«قلعة قايتباي». • يرى بعض النقاد أن الدراما التلفزيونية طغت على السينما والمسرح وجعلتهما في الظل ما رأيك؟ - ربما بفعل المشاهدات تكون الدراما التلفزيونية هي الأكثر، ولكنني لا أتفق، مع أنها قد ألقت المسرح في الظل، لكنه يبقى صاحب أثر كبير ربما يفوق الدراما التلفزيونية في ترسيخ القيم والمفاهيم، ويبقى المسرح أكبر معلم للأخلاق والقيم عندما تقدم إلى الطفل في صورة مسرحية فإنها تتجاوز مفهوم التعليم التلقيني وتصل إلى فضاءات أخرى. • كيف ننمي الطفل ثقافياً في زمن الحجر حاليا؟ - المبادرات التي تسعى إلى تنمية ثقافة الطفل في زمن الحجر المنزلي بكورونا متعددة، وأطلقت مؤخرا على عدد من المبادرات للممارسات المسرحية والثقافية من داخل المنزل، وعلى سبيل المثال فقد قدمت فرقة «الدن» في سلطنة عمان في إقامة مسابقة لمسرح الطفل من داخل المنزل، فضلا عن دول عدة مثل الكويت، ومصر، والأردن، والإمارات. أعظم الرسالات • ما الرسالة التي توجهينها لكل من يهتم بمسرح وأدب الطفل؟ - أنتم تؤدون رسالة من أعظم الرسالات، وعلى عاتقكم يكون بناء الأجيال الجديدة، وتشكيل عقول أبنائنا.

مشاركة :