نيويورك - حث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مجلس الأمن الدولي على تمديد حظر الأسلحة على إيران قبل انتهاء العمل به في أكتوبر المقبل، ودعمت السعودية التوجه الأميركي برسالة موجهة إلى مجلس الأمن، أكدت من خلالها، أنَّ إيران قوة للتدمير وزعزعة الاستقرار في المنطقة، داعية" المجتمع الدولي بعدم تجاهل الخطر الإيراني". ووزعت الولايات المتحدة مسودة قرار لتمديد حظر الأسلحة إلى أجل غير مسمى على أعضاء المجلس الخمسة عشر لكن روسيا والصين اللتين تملكان حق النقض (الفيتو) أشارتا إلى معارضتهما للإجراء. وقال بومبيو في اجتماع افتراضي للمجلس "لا تأخذوا هذا من الولايات المتحدة، استمعوا إلى الدول في المنطقة. من إسرائيل إلى الخليج، دول الشرق الأوسط، الأكثر تعرضا للافتراس الإيراني، تتحدث بصوت واحد (وهو): مددوا حظر السلاح". وتقول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يجب ألا يرفع الحظر عن إيران، وينتهي الحظر في منتصف أكتوبر بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية في عام 2015. ومنذ وصول ترامب للرئاسة عام 2017 خرجت إدارته من الاتفاق النووي وكثفت العقوبات على إيران في إطار ما تصفها واشنطن بسياسة الضغوط القصوى. من جانبها، رحبت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها، بالتقرير الذي قدمه أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن بشأن إيران، والذي أكد ضلوع النظام الإيراني المباشر ومسؤوليته عن الهجمات التخريبية التي استهدفت المنشآت النفطية في بقيق وخريص شرقي المملكة العربية السعودية وكذلك استهداف مطار أبها الدولي جنوب المملكة العام المنصرم، بصواريخ "كروز" وطائرات مسيرة، وخلص التقرير إلى أنها إيرانية المصدر. وأكدت وزارة الخارجية السعودية "أن ما توصل إليه التقرير الأممي لا يترك مجالاً للشك أمام المجتمع الدولي حول نوايا إيران العدائية تجاه المملكة بشكل خاص، والمنطقة العربية والعالم بشكل عام. كما يكشف استمرارية هذا النظام في نهجه العدائي والتخريبي لزعزعة أمن المنطقة، ودعمه اللوجيستي والعسكري والمالي للمليشيات الإرهابية المسلحة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وغيرها، دون اعتبار للمواثيق والمعاهدات الدولية، ومبادئ حسن الجوار". لكن السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا وصف هذا النهج في كلمته أمام المجلس بأنه "سياسة الخنق القصوى". وأضاف قائلا "الهدف هو تغيير النظام أو إحداث وضع تكون فيه إيران عاجزة حرفيا عن التنفس. هذا أشبه بوضع ركبة على رقبة شخص" وذلك في إشارة مستترة إلى مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد في مدينة منيابوليس الأميركية بعدما جثم شرطي بركبته على رقبته. ويبدو أن الرفض الروسي الصيني لقرار تمديد حظر الأسلحة على إيران يندرج في إطار تصفية حسابات مع الولايات المتحدة. وهددت واشنطن بتفعيل عقوبات الأمم المتحدة على إيران المدرجة بالاتفاق النووي إذا فشلت في تمديد حظر السلاح وذلك رغم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018. ويقول دبلوماسيون إن واشنطن ستواجه معركة صعبة وفوضوية. وانتهكت إيران بعض بنود الاتفاق النووي ردا على انسحاب الولايات المتحدة منه واتخاذها قرار إعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية. وعبرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن قلقها من أن رفع حظر السلاح عن إيران سيكون له تداعيات كبيرة على الأمن والاستقرار الإقليمي لكنها أوضحت أنها لن تؤيد المساعي الأميركية الأحادية لإعادة تفعيل كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
مشاركة :