يرى خبراء إيرانيون أن الإمارات تعمل على تعزيز علاقاتها مع طهران، بالتوازي مع التقارب تجاه إسرائيل. وأدى إحراق السفارة السعودية في طهران، وقنصليتها العامة في مدينة مشهد، مطلع عام 2016، إلى قطع العلاقات بين الرياض وطهران، ما دفع أبو ظبي إلى خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى القائم بالأعمال. إلا أن الخلافات التي نشأت مؤخرا بين الرياض وأبو ظبي، أدت إلى تحسّن العلاقات بين الأخيرة وإيران، بعد أن ساءت لأسباب عدة، أبرزها الحرب في اليمن، والجزر المتنازع عليها في الخليج العربي، وتمويل التنظيمات الإرهابية. ومع ظهور وباء كورونا، أرسلت أبو ظبي مساعدات طبية الى طهران، على متن 4 طائرات، كما أجرى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اتصالا هاتفيا مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد، منتصف مارس/آذار الماضي. وفي يوليو/تموز 2019، استضافت طهران الاجتماع المشترك لخفر السواحل الإيراني والإمارتي، لأول مرة منذ 6 أعوام. حيث بحث الجانبان قضايا التعاون الحدودي المشترك، وتوافد مواطني البلدين وتسريع عمليات نقل المعلومات الاستخباراتية بينهما. ومؤخرا، أفاد رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية، محمود واعظي، بأن الموقف الإماراتي في اليمن بدأ يتغيّر. وفي حديثه للأناضول، قال حسن هاني زاده، الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط، إن الحصار المفروض على قطر منذ 4 سنوات، والسياسات التي تتبعها الإمارات في ليبيا، وسوريا، والعراق، ولبنان، تسببت في فرض العزلة على أبو ظبي. وأضاف أن السياسات الخارجية للإمارات مرتبطة بالسعودية، وأن الخلافات التي ظهرت حول اليمن بين الرياض وأبو ظبي، دفعت الأخيرة إلى نهج طريق مختلف عن الأولى، وذلك لأول مرة منذ سنوات. وأشار الخبير الإيراني إلى وجود خلافات خلال الأشهر الأخيرة، بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، مستشهدا على ذلك بالأوضاع في اليمن. وأوضح أن توتر العلاقات بين السعودية والإمارات، يمنح الأخيرة فرصة لتحسين علاقاتها مع إيران، مضيفا: "اتباع سياسات محمد بن سلمان لن ينتج عنه سوى العزلة والأضرار السياسية والاقتصادية (للإمارات). كما ينبغي التنويه إلى أن أبو ظبي لديها سياسة معروفة، ألا وهي أنها تخطو خطوة نحو إيران، وأخرى نحو إسرائيل". وشدد "هاني زاده" على ضرورة اتّباع أبو ظبي سياسات مستقلة، وتعزيز علاقاتها مع البلدان الإسلامية، لافتا إلى أن زيارة المسؤولين الإماراتيين إسرائيل، تتناقض مع أهداف وغايات المسلمين. وفي سياق متواصل، انتقد الخبير الإيراني الموقف الإماراتي تجاه تركيا، مبينا أن الخلافات القائمة بينها وبين أنقرة تضر بالأمة الإسلامية، و"من المهم جدا أن تقلل أبو ظبي خلافاتها مع تركيا". من جهته، أشار أحمد دستمالجيان، السفير الإيراني السابق لدى بيروت والخبير في شؤون المنطقة، إلى رغبة الإمارات في تحسين علاقاتها مع طهران، مستدلا على ذلك بالمساعدات الطبية المرسلة من أبو ظبي إلى بلاده، وزيارة الوفود الإماراتية لطهران. وشدد على أن الخلافات القائمة بين السعودية والإمارات حول اليمن، تتيح الفرصة أمام تطورات جديدة. وأضاف دستمالجيان، أن "الإمارات تنتهج سياسة جديدة ويبدو أنها تتبنى مقاربة مختلفة. حيث ترغب في إصلاح علاقاتها مع إيران، إلا أن خطواتها في هذا السياق، بعيدة عن إقناع طهران". وتابع "على أبو ظبي تعديل سياساتها في العديد من القضايا، لتحقيق تعاون أقوى مع إيران". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :