تواجه إسرائيل واقعاً جديداً قاسياً، مع تباطؤ وتيرة الحرب الأهلية السورية، وفيما تبعد طهران عن تل أبيب حوالي 3 آلاف ميل، فإن التهديد الإيراني يدق باب إسرائيل الآن، من هضبة الجولان، وبقية الأراضي السورية.ترى صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الحرس الثوري الإيراني ووحداته السورية غيروا من هدفهم الرئيسي من منع سقوط نظام بشار إلى الاستعداد لمواجهة مع إسرائيل. ويقول الجنرال الإسرائيلي المتقاعد ياكوف أميدرور إن الإيرانيين نجحوا في حربهم لإنقاذ الأسد، والآن تغير هدفهم وصار باتجاه إسرائيل، التي يريدون منعها من القيام بأي رد فعل للمرحلة المقبلة، التي تبني فيها إيران سلاحاً نووياً. وتشير «وول ستريت» إلى أن أسوأ كوابيس تل أبيب هو السيناريو الكوري الجنوبي، وفيه شاهدت سول جارتها الشمالية تطور قنبلة نووية، وهي عاجزة عن فعل أي شيء. واستطردت أن هجوم إسرائيل على قاعدة تي- فور السورية الإيرانية رداً على اختراق طائرة مسيرة أجوائها في 10 فبراير الماضي مثل أول مناوشات مباشرة بين القوتين الإقليميتين. وحذرت الصحيفة أنه ما لم يتوقف نظام خامنئي عن بناء قدرات عسكرية في سوريا -وهو أمر لا تنوي طهران فعله- فإن المواجهة مع تل أبيب ستتصاعد في الأسابيع والأشهر المقبلة، لكنها ستجر معها روسيا وأميركا، القوتان العظمتان الموجودتان أيضاً في أراضي الشام. خبيرة شؤون الشرق الأوسط في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية في موسكو «إلنا سبونينا»، ترى أن الموقف يزداد خطورة يومياً، مشيرة إلى أن الروس يحاولون تفادي دخول إسرائيل في مواجهة مع إيران، لأن ذلك لا يصب في مصلحة موسكو. ولفتت الصحيفة إلى تغير في خارطة الصراع، ففيما نأت إيران بنفسها في الماضي عن الدخول في مواجهة مباشرة مع تل أبيب، مؤثرة الزج بوكلائها مثل حزب الله اللبناني، إلا أنها قررت الدخول المباشر في الصراع في فبراير الماضي بإرسال طائرة من دون طيار، محملة بعبوة متفجرة إلى العمق الإسرائيلي. في هذه النقطة، يعتقد علي فايز -خبير الشأن الإيراني في مجموعة الأزمة الدولية- أن «الطرفين يحاولان اختبار حدود الآخر في لعبة شديدة الخطورة، فثمة تفاهم غير مكتوب بين بشار الأسد وإسرائيل، وحتى حزب الله، لكن الوضع الحالي مع إيران ليس واضحاً». وأضاف فايز أن الأمر معرض لحادثة واحدة، تنجم عن خطأ في الحسابات، وحينئذ يمكن للأمر أن يخرج عن السيطرة. وفيما ينقسم الإسرائيليون حول كيفية التعامل مع القضية الفلسطينية، إلا أن ثمة اتفاق في الساحة السياسية أن حرباً مقبلة مع إيران ربما تكون حتمية.;
مشاركة :