بعد العفو الصادر من الملك سلمان عن بعض الوعاظ والحزبيين ورفع حظر السفر عنهم؛ نشط المتلونون منهم فكرياً وعمدوا لمغازلة العهد الملكي الجديد والتزلف له بقدح عهد الملك عبد الله - رحمه الله -، لدرجة أن أطلق أحدهم عليه لفظ «السنوات العشر العجاف»! وهو جحود ونكران لعهد ملكي زاخر بالإنجازات والتطور وصلت فيه بلادنا إلى مستوى رفيع سياسياً واقتصادياً وثقافياً، برغم مرورها بأزمات وعقبات وتحديات كبيرة، وهو عهد كان الملك سلمان نفسه شريكاً وعضداً لأخيه ورفيق دربه في تحقيق ما تحقق من إنجازات كبيرة لا ينكرها إلاّ جاحد. وحينما حدثت الإساءة من لدن بعض الأشخاص الجاحدين لذلك العهد؛ نشط عدد كبيرٌ من أوفياء الشعب السعودي النبيل الممتن، وصاروا يعددون مناقب الملك عبد الله بعد رحيله، حيث كان عهده عهد النماء والحضارة والبناء، ولعل أهمها توسعة الحرمين الشريفين الشاهدة على متابعته والغائب عنها، وافتتاح عشرين جامعة في كل مناطق المملكة، وفتح المجال للابتعاث الخارجي، حيث تم إرسال أكثر من مائتي ألف طالب وطالبة لجميع الدول المتقدمة بهدف طلب العلم، فضلاً عن أنه - رحمه الله - اعترف أنّ هناك في عهده فساداً وسعى لمكافحته، وأقرَّ أنّ هناك فقراً وسارع لمعالجته حينما ضاعف مخصصات الضمان الاجتماعي، كذلك أصدر قراره بتطوير مرفق القضاء وتدشين المدونة القضائية، كما سعى لتطوير التعليم، وأمر بتشييد ست مدن طبية وعدد كبير من المستشفيات المتخصصة والعامة، وبناء مدن اقتصادية تربطها طرق برية وسكك حديدية، وإنشاء مركز الملك عبد الله المالي، وسعى لإنشاء مركز النانو وكان سعيداً به، ورصد 250 مليار ريال لمشاريع الإسكان، وزادت رواتب الموظفين 15%. وبسبب هذا النماء والتقدم انضمت المملكة إلى منظمة التجارة العالمية. وفي عهده تضاعفت أعداد موظفي القطاع الخاص بعد تشجيعه لعمل المرأة في الشركات والمؤسسات الخاصة، وقصر بيع الملابس النسائية عليها، تلك المرأة التي أعزها وأعلى من شأنها حين أدخلها لمجلس الشورى، ووافق على افتتاح أكبر جامعة للبنات بالعالم في أرقى أحياء الرياض، وكذلك جامعة الملك عبد الله العالمية، فضلاً عن إقامة وتدشين مركزي الحوار الوطني وحوار الأديان، وغيرها كثير تجسّدت فيها إنسانيته، وبزغت فيها حنكته، وقد بارك الله في الدخل القومي فرافقه سخاء في الإنفاق. فهل نسي الجاحدون تلك الإنجازات؟ أم أنهم يجسّون نبض الملك الخلف سلمان ليواصلوا تثبيطهم وبث سمومهم؟ أم كانوا بفعلهم الأبله يحاولون التقرب له بقدح أخيه الذي اختاره ولياً لعهده وهو ما رفضه الملك الصالح سلمان بن عبد العزيز وأمر بمساءلة من أساءوا إلى أخيه ومنعهم من أي ظهور إعلامي؟! أما أفراد الشعب السعودي الأوفياء فلم ينسوا مآثر ملكهم الراحل وهو الذي كان - وحتى اللحظات الأخيرة - يوصيهم بقوله «لا تنسوني من دعائكم»! عليك رحمة الله أيها الملك الصالح، واحفظ اللهم الملك سلمان ووفقه لكل خير.
مشاركة :