سُمنة الفقراء - رقية سليمان الهويريني

  • 5/26/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قد تعجب حين تعلم أن أطفال الأسر الفقيرة أكثر عُرضةً للبدانة من غيرهم! بل إن الحرمان الاجتماعي يؤدي لزيادة الوزن، بناءً على متابعة 16ألف طفل خضعوا للدراسة في ثمانية بلدان أوروبية. وقد كشفت دراسة حديثة مُموّلة من الاتحاد الأوروبي قامت بها 17مؤسسة أوروبية - بحسب قناة DW - أن البدانة تتناسب عكسياً مع الوضع الاقتصادي للأسر، وتبين أن هناك40 % يعانون من زيادة الوزن في جنوبي إيطاليا. هذا في أوروبا، أما في الدول العربية فقد تصدرت مصر قائمة السمنة وخصوصاً الأطفال، والهند عالمياً! وذلك وفقاً لدراسة شملت 195دولة، وهذه الدراسة عُرضت خلال المنتدى السنوي للغذاء في ستوكهولم الذي يدعو لإعداد نظام غذائي أكثر صحة واستدامة، مما يشير لوجود علاقة بين الوضع المادي للأسر والبدانة! وتتنوع أسباب السمنة، فقد تكون الوراثة سبباً مباشراً، فبدانة أحد الوالدين تنتقل للمواليد عند الولادة، كما أن الأكل المُشبَع بالدهون والسكريات يسبب البدانة لهم وكذلك عادات النوم غير الصحية! والعجيب أن المحرومين عاطفياً تزيد لديهم احتمالات البدانة برأي فولفغانغ آرينز - الباحث في معهد لايبنتز لأبحاث الوقاية ودراسة الأوبئة - الذي قال: «من المهم الاضطلاع بجهود إضافية لاستهداف الأطفال الأكثر سوءاً بسياسات تهدف منحهم الدعم الذي يحتاجونه». وتأتي إعلانات الأطعمة غير الصحية الموجهة للأطفال من أهم الأسباب الرئيسة للبدانة، وهو ما يستوجب الرقابة على الإعلانات ومنع أي دعاية لطعام غير صحي، كما أن هناك أسباباً تعود لعادات غذائية خاطئة أو قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة. وفي حين تنشط المنظمات الصحية عبر جهد منهجي وعلمي لقياس حجم الخسائر الصحية الناجمة عن السمنة والإصابات المترتبة عليها، وعوامل الخطر؛ فإن السبب في السمنة - برأيي - هو نتيجة ضعف الوعي والثقافة والحياة الفوضوية التي يعيشها بعض الفقراء، لذا فالأسرة مسؤولة بشكل مباشر عن مراقبة زيادة أوزان أفرادها باعتبار الصحة والرشاقة جزءاً من جودة الحياة!

مشاركة :