استيقظ سكان لندن أمس على وقع إضراب موظفي وسائقي قطارات الأنفاق وما ترتب عنه من فوضى المواصلات في جميع أرجاء العاصمة البريطانية. واضطر الملايين صباح الخميس إلى الانتظار لفترات طويلة في صفوف الحافلات وسيارات الأجرة، فيما فضل البعض ملازمة منازلهم والاعتذار عن العمل. وقال مديرو قطارات الأنفاق في لندن إنه لن يجري تسيير أي قطار طوال يوم أمس الخميس بسبب الإضراب الذي جاء في أعقاب نزاع بشأن خطط لبدء خدمات ليلية جديدة. واضطر ملايين الركاب من الذين يستقلون قطارات الأنفاق إلى تخطيط رحلاتهم من وإلى العمل مسبقا، لكنهم فوجئوا بالكم الهائل من أمثالهم الذين قرروا استقلال الحافلات والدراجات الهوائية وسيارات الأجرة مما أدّى إلى تعثّر حركة السير فيما يعتبر أول إغلاق كامل «للأنفاق» منذ 13 سنة. وتقول لورا جونز، شابة بريطانية تقطن لندن منذ أكثر من 20 سنة، عن تجربتها للوصول إلى مكان عملها لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الإضراب هو الأسوأ الذي شهدته حتى اليوم. اضطررت للانتظار لمدة طويلة قبل أن أجد حافلة قد تسع مسافرين إضافيين، ثم قضيت ساعتين في الحافلة قبل أن ينفد صبري وأن أقطع المسافة المتبقية سيرا. فتحولت رحلتي التي تأخذ مني ساعة واحدة عادة إلى أربع ساعات تقريبا». وتضيف: «ما أعرفه هو أننا (سكان لندن) ندفع أموالا طائلة في المواصلات، فمن المفروض أن نحظى بخدمة مثالية». أما عصام كريم، شاب بريطاني من أصول مغربية يشتغل في القطاع المالي، فعبر عن استيائه من إضراب النقابات ومن القطاع الحكومي كذلك، موضحا: «لا أعتقد أن إضراب النقابات في محله. فقد اعتدنا على الإضرابات منذ سنوات، لكن بعض الخطوط كانت تظل مفتوحة لتخفيف الضغط على الحافلات وسيارات الأجرة. في المقابل، كانت الحكومة على علم بالإضراب منذ فترة، ومن المفترض أن تضع خطة بديلة لمساعدة الناس على الوصول إلى العمل كتشجيعهم على الاستفادة من القوارب النهرية مثلا وزيادة عدد الحافلات الإضافية». ومن جانبهم، قال مسؤولون من قطاع المواصلات إنهم وفروا خدمات حافلات وقوارب نهرية إضافية للمساعدة في مواجهة الطلب الزائد على الحافلات وسيارات الأجرة. وانضم أعضاء أربع نقابات إلى الإضراب بسبب استيائهم من الأجور والبنود التي طرحتها شركة قطارات أنفاق لندن لتسيير خدمات لمدة 24 ساعة في عطلات نهاية الأسبوع لبعض الخطوط. وقالت الشركة إنها عيّنت 137 سائقا إضافيا للعمل في الخدمة الليلية وإن كثيرا من الموظفين لن يتأثروا بالتغيير. وقالت متحدثة باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إن الإضراب «غير مقبول ولا مبرر له». وتابعت: «سيؤثر ذلك على الأسر والعمال والأعمال في أنحاء العاصمة». ومن جانبه ندّد بوريس جونسون عمدة لندن بالإضراب وأكّد على تشبثه باقتراح الخدمة الليلية خلال عطلات نهاية الأسبوع. كما اعتبر جونسون أن دوافع الإضراب سياسية بحتة، حيث «أصيبت النقابات بخيبة أمل بعد نتائج انتخابات شهر مايو (أيار) الماضي» على حد قوله. ويضيف: «لم تقدم النقابات أي حل بديل بل اكتفت بالاحتجاج.. فهي لا تسعى إلى الوصول إلى حل بل تودّ فرض رأيها».
مشاركة :