.. ورحل سيد الدبلوماسية

  • 7/10/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سيظل المهتمون والراصدون للجهود السياسية الدولية للخارجية السعودية التي قادها الأمير سعود الفيصل يرحمه الله في تردد وحيرة كبيرة عندما يبحثون الأعمال والجهـود التي بذلتها وزارة الخارجية السعودية بقيادة الأمير سعود. ولا تنبع تلك الحيرة والتردد من قلة المعلومات أو البيانات، بل تنبع من عدم القدرة على تحليل واستخلاص أبرز النظريات والسلوكيات والقواعد التي انتهجها وأرساها الأمير الراحل منذ توليه منصب وزير الخارجية، حيث قاد وزارته عبر السنوات إلى أن تبوأت مكانة عالية في الأقطاب المحلية والإقليمية والدولية. لم يعهد أحد في نهج سعود الفيصل السياسي في توجهـه وطريقته أية شكوك أو ظنون في أداء مهامه الجليلة، بدليل أن الإعلام الدولي والإقليمي والمحلي منذ توليه هذا المنصب وخوضه عددا كبيرا من الجولات السياسية الحاسمة، لم يرصد أي مخالفة لسموه يرحمه الله تجاه نهج المملكة العربية السعودية سواء في العقيدة أو الفكر أو الهدف أو النمط أو التوجه أو السلوك، وذلك ما انعكس على احترام كافة المحللين والناقدين لجهوده وأعماله، حتى أولئك الذين كانت لهم توجهات أخرى تخالف توجه السياسة الخارجية السعودية. سعود الفيصل اختلف عن أقرانه من وزراء الخارجية في العالم، الذين يعتمدون نهج أن النجاح السياسي منوط بالكذب والتناقض والتحايل وعدم الشفافية، هذه الصفات في السياسة التي لم تعرف أبدا عن سعود الفيصل الذي تمسك بمبادئ وقيم إسلامية وقواعد أخلاقية وإنسانية، قوامها النزاهة والشفافية والصدق في تعامله وتفاوضه وأهدافه، ولم يساوم يوما في القضايا السياسية الرئيسية التي تمس الإنسان العربي والمسلم مهما كانت الضغوط وتعقدت الظروف أو سبل الحلول، وكل ذلك كان يتضح جليا من خلال جهوده في المؤتمرات والندوات والحوارات والزيارات التي قام بها متجولا في أنحاء العالم آخذا في يمينه وفي فكره وعقله قضايا العرب والمسلمين مدافعا ومناضلا عنها في كل محفل وكل عاصمة. سعود الفيصل.. يغادرنا اليوم وقد زرع في نفس كل مواطن حبا وعشقا لهذه الشخصية التي تسيدت الديبلوماسية العربية والدولية بلا منافس وباستحقاق تـام على مدى أربعين عاما. ولا نملك غير الدعاء له بالرحمة والمغفرة، والتعازي للقيادة الرشيدة، ولهذا الوطن المعطاء الذي ترك سعود الفيصل في أبنائه كل محبة وتقدير..

مشاركة :