أحبطت فصائل المعارضة يوم أمس محاولة جديدة لقوات النظام وعناصر حزب الله لاقتحام مدينة الزبداني بريف دمشق الغربي، فيما أفيد عن مقتل 19 مدنيا بينهم 5 أطفال بقصف متبادل في مدينة حلب. وقال «مكتب أخبار سوريا» إن «القوات السورية النظامية المدعومة بقوات من حزب الله فشلت بدخول مدينة الزبداني، وذلك بعد نحو أسبوع من القصف العنيف الذي استهدف المدينة بأنواع مختلفة من الأسلحة، والمحاولات المتكرّرة لاقتحامها من عدة محاور»، لافتا إلى أن «المعارك المستمرّة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، فيما دفعت مئات المدنيين للنزوح عن المدينة إلى بلدة مضايا المجاورة، الخاضعة لأحكام هدنة بين الطرفين». وأفادت التقارير بتصدي فصائل المعارضة يوم أمس (الخميس) لمحاولة القوات النظامية التقدم من جهة محور قلعة الزهراء، ممّا أدى لاندلاع «اشتباكات عنيفة» بين الطرفين، وذلك بالتزامن مع استمرار القصف الجوي والمدفعي العنيف على المدينة. وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي أنباء أفادت بمقتل ثمانية من عناصر من حزب الله جراء استهداف بناءٍ تمركزوا فيه على محور قلعة الزهراء، والذي أدّى أيضا لسقوط عددٍ من الجرحى. من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ارتفاع عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على مناطق في مدينة الزبداني يوم أمس إلى 18، لافتا إلى «اشتباكات عنيفة تدور في محيط المدينة بين حزب الله والفرقة الرابعة من طرف، وفصائل المعارضة ومسلحين محليين من طرف آخر». وفي حلب، قتل 19 مدنيا على الأقل بينهم خمسة أطفال وامرأة حام، مساء الأربعاء في قصف بالبراميل المتفجرة من طيران النظام وبقذائف صاروخية مصدرها مواقع المعارضة في مدينة حلب. وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة «الصحافة الفرنسية» إلى أن «15 مدنيا قتلوا على الأقل بينهم أربعة أطفال ومواطنتان، إحداهما حامل، في قصف ببرميل متفجر على منطقة في حي كرم البيك في حلب نفذته طائرة مروحية تابعة للنظام»، لافتا إلى أن «جميع الأطفال هم تحت العاشرة، وإلى أن البرميل أصاب مبنى في الحي الواقع في شمال شرق المدينة «خلال وقت الإفطار». ولقي خمسة مدنيين آخرين مصرعهم يوم أمس الخميس جراء القصف المتبادل بين قوات المعارضة والقوات النظامية في حلب، أربعة منهم في حي الميدان الخاضع لسيطرة النظام السوري بوسط المدينة، ومدني آخر على الأقل في قرية بردة، الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة بريف حلب الجنوبي، بحسب مكتب أخبار سوريا. وأفاد شاهد عيان بأنَّ المدنيين الأربعة قتلوا وأصيب آخرون في حي الميدان جراء سقوط صواريخ محلية الصنع مصدرها الجهة الشرقية للمدينة التي تسيطر عليها المعارضة، لافتا إلى أن الأحياء التي يسيطر عليها النظام السوري في حلب باتت تشهد حركة سكّانية ضعيفة، بسبب نزوح السكان المستمرّ باتجاه محافظات أخرى، لارتفاع وتيرة الاشتباكات واستمرارها بين فصائل المعارضة والقوات النظامية. وفي مدينة تدمر الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بريف حمص الشرقي، تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر التنظيم المتطرف من جهة أخرى وسط تنفيذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق الاشتباك، بحسب المرصد السوري. ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن الناشط الإعلامي المعارض ياسر المحمد، أن الطيران الحربي النظامي استهدف مدينة تدمر بأكثر من عشر غارات، ما أدى لمقتل أربعة مدنيين وإصابة آخرين، بينهم أطفال، مشيرا إلى أن إحدى الغارات استهدفت متحف تدمر والبساتين الجنوبية المحاذية لمعبد «بل» الأثري، ما أدى لاحتراق الجزء الغربي من بناء المتحف. وأكد المحمد أن الجيش السوري النظامي، سيطر على مناطق ظهور الهيال وثنية الرجمة ورويسة أبو الفوارس وبئر المزارع غرب مدينة تدمر، موضحًا أن القوات النظامية باتت تبعد عشرة كيلومترات فقط عن مدينة تدمر، من جهة الغرب.
مشاركة :