أي رجل من الرجال أنت؟

  • 7/3/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قالت له: لقد ذاب التفاهم الذي كان يربطنا ووصلنا إلى آخر مرحلة في السقوط وأشدها عمقاً وهى سقوط الأدب والاحترام..لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن أقف مثل هذا الموقف الذي تسمع فيه أذناي ما تنفر منه. بأي نفس تريدني أن أقترب منك وقدماي تأبى الوقوف أمامك وعيناي لن تستجديك،وصوتي لن يناديك فطريقنا أضحى مختلفاً بعدما أصبحت الآلام تشكو وتهزأ من كثرة ضيافتنا لها وبعد أن خلقت منى إنسانة مختلفة كانت تعيش بلغة ومفاهيم خاصة لا تفهمها أنت. أيمكن أن توجد عقلية بهذا الأسلوب السخيف ؟ أتستخدم معي أسلوب التهديد لتنفيذ أوامرك ..مع الأسف لست أنا تلك المرأة التي تهدر كرامتها ولست شاه في يد راعيها يسوقها حيث شاء ويسرحها متى أراد كما أنه ليست لدى القدرة للعيش فوق أرض مهتزة ولن أتمسك بأي كائن إذا لم يراع آدميتي ولم يحافظ على شعوري بأي لغة على وجه الأرض أتحدث بها معك أخبرني ما الذي يرضيك ويسعدك وأيهما أسلم لى ،الصدق أم الكذب ؟ فالكذب يعنى لك الراحة بكلامي الزائف والتعب بالنسبة لى،لأني لم أتعوده ولن أمارسه حتى لو تسبب في تعاستي ..أيهم أسلم لي الصمت ،أم الكلام ،أم الضحك؟ فالصمت يعنى لك الخضوع والاستسلام والسلبية ،وإذا تكلمت أكون في نظرك مسترجله ومتمردة وأنادى بمبدأ المساواة ..أما إذا ضحكت أكون مستهترة ولا مبالية ..إذاً لا يوجد أمامي سوى الصراخ أو أن أردد خلفك ألحانك العذبة وبنفس أسلوبك وكأنك رجل لا تعشق الراحة .. فأي رجل من الرجال أنت؟ فهل من الرجولة أن تكرر نفس الموقف الغبي مرة أخرى وللمرة الثانية تتلفظ بقرار خطير تجهل مدى قسوته وللمرة الثانية والأخيرة تريد أن تصفعني وتضعني في موقف العدو من أمامي والبحر من ورائي وأين المفر ؟ وللمرة المليون أقول لك أرجوك كفى استبداداً واستهتاراً وكفاك من فلتات اللسان التي لا تعرف إلى أين ستقودك..أشعر لمرة واحدة بأنك أمين وقادر على تحمل المسؤولية وعلى حفظ الكلمة التي وضعها الله أمانة بين ضلوعك. لقد كنت بحاجة لعقل كبير يدبرني ..وقلب عطوف يحتويني..والمشكلة أن لديك عقلاً ولكنه عاطل عن التفكير وقلباً خاوياً لا يستطيع إسعاد من حوله ولا حتى إسعاد نفسه وكم أكره هذه النوعية من الرجال الذين لم تصقلهم تجاربهم ولم تعلمهم كيفية التعامل مع النساء وفى النهاية ثق بأنك لم تتغلب على ذاتي لأني بعد فراقك ستخلق هذه التجربة منى شخصية أقوى وإني لأفتخر بذلك سواء رضيت أم لم ترض..فأنت تعلم بأني كنت أستطيع أن ألفظك من حياتي قبل أن تلفظني أنت ،ولكنى وهبت لك هذا الشرف حتى تكتمل رجولتك بعد أن اكتشفت بأن حبك لم يكن سوى رغبة في امتلاكي واقتلاع جذوري.

مشاركة :