كيف نصنع عدوا محتملا

  • 7/10/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إن الكراهية التي تبعثها الطائفية المذهبية لا توجه دائما نحو أشخاص بذاتهم، الذي يحدث أن الكراهية تتحول إلى شخص آخر، أو جماعة أخرى لا علاقة لها بالأمر. هكذا بدأت الأمور قبل سنوات حين كانت مفردة "شيعي" تعني أشياء كثيرة لم يستوعبها عقلي ولا انتمائي للإنسان. منذ بدأ الجميع من حولي يدفعني لتلك النقطة السوداء من الكراهية المذهبية بدءا من معلمة الدين التي كانت تتحدث عن أناس مخيفين وحذرتنا منهم، مستشهدة على ذلك ببعض الجمل في المادة الدراسية حتى إن خيالي الخصب صور لي أنهم أناس لا يشبهوننا وأنهم من جنس بشري مختلف، وأكدت علينا ألا نلتقي بهم يوما في الطريق أو حتى نتناول الطعام معهم.. وانتهاء بمكتبة الجامعة حيث رفضت موظفة الإعارة للكتب أن تعيرني كتب أصل الشيعة وأصولها لمحمد الحسين آل كاشف وكتب إحسان إلهي ظهير، بل إنها بدأت تطرح عليّ بعض الأسئلة الغريبة والنظرة المستهجنة بينما لا يحق لها طرح أية أسئلة، حيث إن دورها ينتهي باستلام بطاقة إعارة الكتب ولكني حصلت عليها.. ومرورا بجارتنا التي سكنت إلى جوارنا حيث أخبرتنا وبشكل دقيق ويحتمل الكثير من "الأكشن "والخيال الخصب بأنها انتقلت من بيتها بسبب أن هناك ساكنا من المذهب الآخر سكن في المبنى ذاته وأخبرتنا أن ذهابها كان خشية على حياتها، بل وعلى سلامة الطعام في الحي! فلربما تقوم تلك الجارة المختلفة مذهبيا بتسميم سيدات الحي، أذكر يومها أني سألتها هل لديها أطفال؟ قالت: نعم. ولم ترق لي فكرة أن هناك أمًّا سوف تقوم بتسميم الأمهات الأخريات بشكل من الأشكال. تلك التفاصيل الصغيرة هذه التي كانت تبث هنا وهناك وتباركها الكثير من الآراء والأفكار والأشخاص، كلها كانت فعليا تصنع لنا "عدوا محتملا" يمكن أن نلتقيه يوما، وعلينا أن نكون مستعدين لمواجهته إن التقينا به. "كيف تصنع عدوا محتملا" كان هو العنوان الكبير لكل تلك التفاصيل الصغيرة القاتلة، والكفيلة بخلق عدو محتمل على الطرف الآخر من المكان والزمان.

مشاركة :