وصلت إلى الجزائر، أمس الجمعة، رفات 24 مقاتلاً جزائريا ضد الاستعمار الفرنسي، فيما أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، أمس الجمعة، تثبيت الفريق السعيد شنقريحة في منصب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي. وحطّت طائرة (هرقل سي-130) حاملة الرفات ال24 في مطار الجزائر الدولي، رافقتها مقاتلات من الجيش الجزائري. وكان في استقبال النعوش الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وحشد من حرس الشرف. وأنهت الجزائر وباريس، مؤخراً، واحدة من أكبر الملفات التي أججت العلاقات بين البلدين طوال 60 عاماً، في ما يتعلق ب«ملفات الذاكرة»، بعد إعلان الجزائر استرجاعها جماجم شهداء المقاومة خلال فترة الاستعمار الفرنسي «1830 - 1962». والقرار جاء عشية احتفال الجزائر بالذكرى ال58 لنيل استقلالها في 5 يوليو/ تموز، حيث أعلن الرئيس تبون عن استرجاع بلاده 24 من رفات شهداء المقاومة الشعبية خلال فترة الاستعمار الفرنسي. وذكرت تقارير تلفزيونية أن الرفات ستدفن غداً الأحد في ساحة الشهداء في مقبرة العلية في الجزائر العاصمة، بحضور تبون، الذي لم يعلن عن مصير بقية الرفات ال13، حيث يبلغ إجمالي الجماجم 37. واتفقت الجزائر، وباريس، في ديسمبر/ كانون الأول 2017 على إنهاء قضية جماجم الشهداء بشكل نهائي، خلال أول زيارة رسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزائر، غير أنها تأجلت بسبب حالة الشد والجذب التي طبعت العلاقات بين البلدين، في العامين الأخيرين. وتعود هذه الجماجم ال37 إلى القرن ال19 لمقاومين سقطوا في ميدان الشرف في بدايات الاستعمار الفرنسي للجزائر، والموضوعة في متحف الإنسان بباريس، والتي نهبها الاستعمار مع أرشيف فترة احتلاله للبلاد قبل خروجه في 5 يوليو 1962. والجماجم منها ما تعود إلى مقاومين بارزين منهم: محمد لمجد بن عبدالمالك المعروف باسم شريف «بوبغلة»، و«رأس محنط» للضابط عيسى حمادي، والشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة بمنطقة بسكرة، وموسى الدرقاوي، وسي مختار بن قويدر الطيطراوي، ومحمد بن علال بن مبارك الذراع اليمنى للأمير عبد القادر الجزائري، قائد أول مقاومة ضد الاستعمار الفرنسي ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، أمس، تثبيت الفريق السعيد شنقريحة في منصب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي. وفي ديسمبر الماضي، عيّن الرئيس تبون، اللواء شنقريحة رئيساً لأركان الجيش، بالإنابة، بعد وفاة الفريق أحمد قايد صالح. وكان شنقريحة يقود آنذاك القوات البرية، وشغل منصب قائد الناحية العسكرية الثالثة، التي تشرف على المنطقة الجنوبية الغربية للجزائر.(وكالات)
مشاركة :