قالت السلطات الصحية الأمريكية إن البلاد ستشتري تقريبا كل الإمدادات العالمية المتوقعة في الأشهر الثلاثة المقبلة من دواء ريمديسيفير لعلاج حالات كوفيد-19، وهو ما قد يعني أنه لن تكون هناك دولة أخرى قادرة على شرائه في تلك الفترة. وأكدت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية يوم الاثنين أنها قامت بتأمين أكثر من 500 ألف جرعة علاجية من ريمديسيفير للمستشفيات الأمريكية حتى سبتمبر من عملاق الأدوية ((جلعاد ساينسيز))، أي ما يمثل كل إنتاج الشركة في يوليو و90 بالمائة من إنتاجها في أغسطس وسبتمبر. قال وزير الصحة والخدمات الإنسانية أليكس عازار في بيان يوم الاثنين إن الرئيس دونالد ترامب "أبرم صفقة رائعة لضمان حصول الأمريكيين على أول علاج مرخص لكوفيد-19". غير أن تحرك واشنطن لشراء الكثير من مخزون الدواء قد أثار حفيظة دول أخرى، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة، نظرا إلى أن دولا أخرى شاركت في التجارب على ريمديسيفير، الذي تم تطويره في الأساس كمضاد لفيروس إيبولا وفشل في المهمة. وبعد تفشي الجائحة، لجأت واشنطن إلى قانون الإنتاج الدفاعي لحظر تصدير بعض المواد الطبية المصنعة في الولايات المتحدة إلى الخارج. وتأتي صفقة ريمديسيفير في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة تفاقما للوباء في البلاد. وقال أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة "لم تسيطر تماما" على الوباء، محذرا "لن أتفاجأ إذا وصلنا إلى 100 ألف حالة في اليوم إذا لم ينعكس هذا" الاتجاه. ويقترب عدد حالات كوفيد-19 في الولايات المتحدة حاليا من 2.7 مليون، مع أكثر من 128 ألف حالة وفاة، وتواصل بعض الولايات تسجيل ارتفاعات قياسية بشكل يومي، مما حدا بالعديد من الولايات إلى تعليق خطط إعادة الفتح أو التراجع عنها جزئيا. وريمديسفير هو الدواء الوحيد المرخص للاستخدام في حالات الطوارئ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج كوفيد-19. وكان فاوتشي قد أشاد في وقت سابق بنتائج تجربة سريرية للدواء أظهرت "أخبارا جيدة للغاية". وأعلنت ((جلعاد)) يوم الاثنين أن دورة العلاج بعقار ريمديسيفير في الولايات المتحدة ستكلف 3120 دولارا أمريكيا للمرضى الذين لديهم تأمين خاص. وانتقد النقاد سعر شراء العقار حيث ساعدت أموال دافعي الضرائب في تمويل مشروع تطويره، وفقا لوسائل الإعلام الأمريكية.
مشاركة :