تقلبات في سوق النفط .. إصابات كورونا تجدد المخاوف من تعثر تعافي الطلب على الوقود

  • 7/4/2020
  • 00:14
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تخلى النفط أمس، عن مكاسب حققها في وقت سابق، بعد أن أوقد ارتفاع جديد في الإصابات بفيروس كورونا عالميا وفي الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، شرارة مخاوف من احتمال تعثر تعافي الطلب على الوقود. وعزز تخفيف القيود على السفر والأنشطة الطلب على الخام في الأسواق العالمية، إلا أن تقدم الجائحة ما زال يهدد بعرقلة التعافي، إضافة إلى الضغوط الناتجة عن تداعيات الإغلاقات لكثير من اقتصادات الدول. وسجلت أسعار النفط تقلبات خلال تداولات أمس، حيث نزلت الأسعار إلى أقل من 43 دولارا للبرميل أمس، لكن الخام لا يزال يتجه لتحقيق مكسب أسبوعي بدعم من انخفاض المعروض وزيادة المؤشرات على التعافي الاقتصادي. وسجلت الولايات المتحدة أكثر من 55 ألف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا أمس الأول، وهو رقم يومي قياسي عالمي جديد بالنسبة للجائحة، ويشير ارتفاع عدد الحالات إلى أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة، الذي شهد قفزة في حزيران (يونيو)، قد يعاني تراجعا. ووفقا لـ"رويترز"، قالت لويز ديكنسون من "ريستاد إنرجي": "إذا تواصل هذا الاتجاه، فالطلب على النفط في المنطقة في خطر". ونزل خام برنت 56 سنتا، أو ما يعادل 1.3 في المائة، إلى 42.58 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:52 بتوقيت جرينتش، وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 58 سنتا، أو ما يوازي 1.4 في المائة، إلى 40.07 دولار. وارتفع الخامان القياسيان ما يزيد على 2 في المائة أمس الأول، بدعم من بيانات للوظائف الأمريكية جاءت أقوى من المتوقع وانخفاض في مخزونات الخام في الولايات المتحدة. ولا يزال برنت متجها لتحقيق مكسب أسبوعي 5 في المائة. وصعد برنت إلى أكثر من مثليه من قاع 21 عاما عند أقل من 16 دولارا للبرميل الذي بلغه في نيسان (أبريل)، وذلك بدعم من مؤشرات على التعافي الاقتصادي وتقلص المعروض بعد اتفاق خفض غير مسبوق للمعروض من منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاء، في إطار ما يعرف بمجموعة "أوبك +". وما عزز الآمال في التعافي، خلص مسح خاص "بـ"رويترز" البارحة الأولى، إلى أن قطاع الخدمات الصيني نما بأسرع وتيرة في أكثر من عشرة أعوام في حزيران (يونيو). ونزل إنتاج "أوبك" النفطي في حزيران (يونيو) إلى أدنى مستوياته في عقود، وانخفض إنتاج روسيا لقرب المستهدف له في إطار "أوبك +". وقال "إيه. إن. زد ريسيرش" في مذكرة "السوق باتت واثقة على نحو متزايد بأن تخفيف القيود على السفر والأنشطة سيعزز الطلب على النفط الخام، لكن تقدم الجائحة يهدد بعرقلة هذا التعافي"، مضيفا أن تعافي الطلب على البنزين سيتوقف عن التقدم حتى يتحسن الاقتصاد الأمريكي. وتبشر عودة الاقتصاد العالمي إلى مساره الطبيعي باستهلاك أكبر للخام الذي يشهد ارتفاعا نسبيا خلال الفترة الماضية، في وقت تتجه فيه الولايات المتحدة صوب عطلة في الرابع من تموز (يوليو) ومن المتوقع أن يتحرك عديد من الأمريكيين على الطرق. وأفادت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأول، بأن مخزونات البنزين في الولايات المتحدة زادت 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 26 حزيران (يونيو). واتفقت "أوبك +"، التي تضم روسيا، على خفض إنتاج النفط إجمالا بنحو 9.7 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل نحو 10 في المائة من الاستهلاك العالمي، لمواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا. وكان من المقرر أن تستمر التخفيضات القياسية حتى نهاية حزيران (يونيو) لكن جرى تمديدها حتى تموز (يوليو). وسيجتمع وزراء من دول رئيسة في "أوبك +" في منتصف الشهر الجاري، ضمن لجنة تعرف باسم لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لإصدار توصية بشأن المستوى التالي من الخفض. وانخفض إنتاج النفط الروسي إلى 9.32 مليون برميل يوميا في حزيران (يونيو) من 9.39 مليون برميل يوميا في أيار (مايو)، قرب الهدف المحدد بموجب اتفاق مع "أوبك +" بحسب ما أورته وكالة إنترفاكس للأنباء. إلى ذلك، قال متعاملون أمس إنه من المقرر أن تقلص بولندا وألمانيا مشتريات مزيج خام الأورال الروسي الرئيس عبر خط أنابيب دروجبا هذا الشهر بعد أن خفضت موسكو إنتاجها النفطي شأنها شأن منتجين كبار آخرين. وواردات أوروبا المنقولة بحرا من خام الأورال، الذي يجري تداوله بعلاوة فوق خام القياس برنت المؤرخ، متقلصة بالفعل. وقال ثلاثة متعاملين إن إمدادات خام الأورال عبر خط الأنابيب الفرعي الشمالي من دروجبا، وهو خط أنابيب جرى مده إبان العهد السوفياتي ويعني اسمه الصداقة بالروسية، إلى بولندا وألمانيا ستنخفض لنحو 2.5 مليون طن (590 ألف برميل يوميا) في تموز (يوليو) من 2.85 مليون طن في حزيران (يونيو). وسيقل ما ستحصل عليه المصافي البولندية من هذا الخام بمقدار 200 ألف طن مقارنة بالشهر الماضي، ومن المقرر أن تتقلص المبيعات إلى ألمانيا بنحو 150 ألف طن. وقال متعاملون إن شركة إنتاج النفط الروسية المتوسطة الحجم (تاتنفت) ستعلق الإمدادات إلى ألمانيا هذا الشهر. وهي عادة ما تورد نحو 50 ألف طن من خام الأورال إلى البلاد شهريا. ومن المقرر أن تخفض "روسنفت "تدفقاتها من خام الأورال إلى ألمانيا، التي تملك حصصا في عدة مصاف فيها، بنحو 100 ألف طن مقارنة بحزيران (يونيو). في غضون ذلك، من المقرر أن يبلغ حجم إمدادات "روسنفت" و"تاتنفت" عبر خط الأنابيب الفرعي الجنوبي من دروجبا إلى التشيك 350 ألف طن، وذلك بعد توقف التدفقات في حزيران (يونيو) بسبب أعمال صيانة في المصافي. وقال متعاملون أيضا إن صادرات النفط الروسية إلى سلوفاكيا والمجر ستظل كما هي هذا الشهر، ولم ترد "روسنفت" و"تاتنفت" و"ترانسنفت"، التي تحتكر خطوط أنابيب النفط في روسيا، على طلبات للتعقيب. وتشهد الأسواق العالمية حالة من عدم الاستقرار خاصة في الفترة الراهنة مع تزايد المخاوف على الطلب في ضوء عودة وتيرة الإصابات الجديدة السريعة في دول متفرقة حول العالم، ما جعل الطلب مستمرا في حالة الضعف بشكل ملحوظ مقارنة بمستويات ما قبل اندلاع الوباء. كما تشير التوقعات الدولية، إلى أن حالة العجز للطلب في مقابل العرض ستظل واسعة على الرغم من تخفيضات الإنتاج حتى نهاية العام الجاري. إلى ذلك ارتفع سعر سلة "أوبك" للنفط فوق 40 دولارا للبرميل للمرة الأولى في أربعة أشهر، نظرا لارتفاع أسعار البيع الرسمية، وفقا لبيانات من المنظمة. وبلغ سعر السلة 42.66 دولار للبرميل في أول تموز (يوليو)، بما يزيد نحو 12 في المائة، مقارنة باليوم السابق، وهو أيضا أعلى مستوى منذ الثالث من آذار (مارس)، بحسب الأرقام. وترجع الزيادة، التي جاءت رغم مكاسب أكثر تواضعا للفترة ذاتها في العقود الآجلة لبرنت، إلى ارتفاع أسعار البيع الرسمية لعديد من المنتجين في المنظمة مثل السعودية والكويت والإمارات والعراق التي دخلت حيز التنفيذ مطلع الشهر، حسبما ذكره مصدران في "أوبك". وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي وإن السلة كسبت نحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 38.17 دولار للبرميل.

مشاركة :