الرياض - ا ف ب: توالت التعازي امس بوفاة الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق، عميد وزراء الخارجية في العالم، وتخللها اشادات بدبلوماسي مخضرم واجه العديد من الازمات الاقليمية ومد الجسور مع الدول الغربية. والامير سعود الفيصل هو وزير الخارجية الوحيد في العالم الذي شغل منصبه اربعة عقود، وقد عمل في ظل اربعة ملوك في المملكة، قبل ان يطلب اعفاءه من مهامه في ابريل الماضي لاسباب صحية. وفي ردود الفعل الخارجية قال الرئيس الامريكي باراك اوباما في بيان، أجيال من القادة الامريكيين والدبلوماسيين استفادت من رؤية الامير سعود الثاقبة ومن شخصيته وهدوئه وموهبته الدبلوماسية. وتابع ان الامير الراحل كان مقتنعا باهمية العلاقات الامريكية السعودية وباضفاء الاستقرار والامن في الشرق الاوسط وخارجه، ولذلك فان العالم كله سيذكر ارثه. أما وزير الخارجية الامريكي جون كيري فوصف سعود الفيصل بالرجل ذو الخبرة الواسعة والمحب والوقور. ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية امس ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اتصل بالملك سلمان بن عبدالعزيز وقدم تعازيه بوفاة الامير سعود الفيصل. ونقلت الوكالة ايضا برقيات تعزية من وزيري خارجية الامارات والكويت، فضلاً عن شيخ الازهر احمد الطيب الذي اشاد بـحنكتَه وخبرته الدبلوماسية التي أسهمت في تقدم ورخاء المملكة العربية السعودية، ودعم واستقرار العالمين العربي والإسلامي، كما أنَّ الشَّعبَ المصريَّ لا يمكن أن ينسي وقفاته التاريخية مع مصر. كذلك أعرب مفتي مصر الدكتور شوقي علام عن بالغ حزن وعميق أسى الأمتين الإسلامية والعربية في وفاة الفيصل، وفق واس، التي نقلت ايضا تعزية كل من سلطنة عمان والاردن في بيان صادر عن وزارتي خارجيتهما. ووصف وزير الخارجية الاردني ناصر جودة الفيصل بـالدبلوماسي اللامع والمعطاء. إلى ذلك، قال رئيس الحكومة البريطاني دايفيد كاميرون انه هو وغيره استفادوا من حكمة الامير سعود الفيصل الكبيرة في ادارة العلاقات الدولية خلال سنوات عمله الطويلة. ومن جهته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الفيصل عمل من دون كلل او ملل من اجل السلام والاستقرار في الشرق الاوسط. ونقلت وكالة الانباء السعودية عن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينمير قوله انه برحيل الفيصل تفقد ألمانيا وجهاً معروفاً ومألوفاً لها له خبرة بالسياسة الدولية والحنكة الدبلوماسية على مدى أكثر من أربعين عاماً. كذلك اعتبر مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية سرتاج عزيز ان وفاة الفيصل ليست خسارة للمملكة العربية السعودية فحسب (...) بل أيضاً لباكستان، وفق الوكالة. الى ذلك قال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في بيان انه برحيل الأمير سعود الفيصل خسر لبنان صديقاً حقيقياً ونصيراً كبيراً (...) وقف إلى جانب لبنان في كثير من المحطات الصعبة وأسهم في المساعدة على حل أزماته، ومن أبرزها دوره في وضع اتفاق الطائف. وعين الامير سعود المولود عام 1940 وزيراً للخارجية في اكتوبر 1975 بعد سبعة اشهر من اغتيال والده الملك فيصل. وقام بدور فعال في الجهود التي افضت الى وضع حد للحرب اللبنانية (1975-1990)، كما قاد سياسة السعودية الخارجية ابان الحرب العراقية الايرانية (1980-1988) ومع الغزو العراقي للكويت في 1990 وخلال حرب الخليج التي تبعته (1991) وصولاً الى تحرير الكويت من قبل تحالف دولي قادته الولايات المتحدة انطلاقا من السعودية.
مشاركة :