رحل عميد الدبلوماسية الدولية ، وأيقونة الخارجية سعود الفيصل -رحمه الله -بعد أن علق صوره على ضلوع الوطن على مدى خمسة عقود ، رحل الفيصل سعود تاركاً تاريخا عظيما و حضوراً مهيباً في كل محفل على تبدل الظروف وتلون الملفات ، غادر مورثاً الدبلوماسية مراجع ضخمة ، ونضالاً عريضاً ، رحل الفيصل سعود بعد أن سجل دروساً في الشجاعة والإخلاص و الجدية وخدمة الوطن . حضور الفيصل رحمه الله كل محفل متحاملاً على نفسه محاربا لأجل مصالح وطنه وأمته ونصرة الحق ضد طواغيت السلطة و ضد طاغوت المرض ، لا يتعلل بالإرهاق من أجل الترحل بين العواصم العالمية ولا تثنيه عن تمثيل وطنه وأمته سطوة المرض العضال ولا يحدثه بترك المهمة والاسترخاء وبداعي العناية بصحته والتردد على المنتجعات الصحية الفاخرة ، لم يترك الأسد عرينه يوما و لم يكسر رقم صموده ومجاهدته التحديات دبلوماسي آخر في العالم أجمع ، ولم يتخاذل عن خدمة وطنه حين خذلته صحته . غادر سعود الفيصل رحمه الله ونحن نمنّي أنفسنا أن يكون خبر وفاته مجرد شائعة ، رحل والشعب السعودي على مختلف توجهاته يحمل له كل المحبة والتقدير والفخر الذي لا يشوبه التملق ولا التزلف ، رحل لكن عروقنا تعهدت بسقيا ذكراه ، واستلهام شخصيته وعبقريته . رحل سعود ، لنتعلم من سيرته المهيبة ، قيم نصرة الحق و الشجاعة في المواقف والانضباط في العمل والتحيز للمصالح العليا ، مصالح الأمة والوطن ، وتغليبها على المصالح الشخصية وهوى النفس ، فلا تهاون ولا تلكؤ ولا تغيب ولا تكاسل ولا تخاذل مهما عظم الهم الشخصي ، فالوطن يستحق العمر والصحة . رحم الله سعود الفيصل وبوأه مقعدا في عليين وجزاه عن أمته ووطنه خير ما جزى مجاهداً عن العدل والحق وكتب له بتحمله المرض العضال سنين طويلة الأجر الجزيل . أحر التعازي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولي عهده وولي ولي عهده ولأسرة الفقيد العظيم والأسرة المالكة الكريمة وللشعب السعودي النبيل وللأمتين الإسلامية والعربية و العالم أجمع . @Q_otaibi lolo.alamro@gmail.com
مشاركة :