الأدب يصور فنونه المتنوعة محاولا أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.واليوم ننشر قصيدة بعنوان "إلى الريح الغربية" للشاعر الإنجليزي بيرسي بيش شيلي."إلى الريح الغربية"أيتها الريح الغربية العاتية، يا زفرات كيان الخريفأنتِ يا من أمام حضرتك الخفية تندفع أوراق الشجر الميتةكما تفرُّ الأشباح هربًا من ساحرصفراء وسوداء وشاحبة، وحمراء محمومةجموعٌ قد ابتليت بالوباء: أنتِيا من تحملين البذورَ المجنّحَة إلى سريرِهاالشّتويِّ المظلم، حيث ترقد باردةً في الأسفلكلٌ منها أشبه بجثّةٍ داخل ضريحها، إلى أنتنفخ شقيقتك اللازوردية التي تأتي مع الربيع في بوقها على الأرض الغارقة في أحلامها، وتملاُوهي تسوق البراعم الحلوة كالقطعان لتتغذى في الهواءالسهولَ والتلالَ بألوانٍ وروائحَ تعجّ بالحياةأيتها الروح البرّية التي تتحرك في كل مكانأيتها المدمرة والحافظة؛ إسمعي، أتوسل إليكِ، أنصتي!
مشاركة :