مقالة خاصة: الصين والدول العربية...تعاون مُثمر ومُستقبل مُشرق

  • 7/8/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم د حسن رجب، أستاذ الدراسات الصينية وعميد كلية الألسن في جامعة قناة السويس يُعتبر منتدي التعاون الصيني العربي منذ تأسيسه في عام 2004 مِنصة مهمة لإجراء الحوار وتعزيز التعاون العربي الصيني المشترك ، وإنطلاقا من الصداقة الصينية العربية الراسخة يعقد يوم 7 يوليو الحالي الإجتماع الوزاري التاسع لمنتدي التعاون الصيني العربي في توقيت هام للغاية في ظل جائحة كورونا التي تضرب العالم بأسره بقوة مُشكلة بذلك تحديا كبيرا يواجه العالم منذ الحرب العالمية الثانية وذلك من أجل دفع الشراكة الإستراتيجية الصينية -العربية للأمام والتأكيد علي التضامن والتكاتف من أجل التغلب علي التداعيات الناتجة عن انتشار جائحة كورونا علي مستوي العالم وبالإضافة الي التشاور حول سُبل تجاوز الأزمات الإقليمية والدولية التي تهم الجانبين بما يعزز الأمن والإستقرار في المنطقة والسلام في ربوع العالم. وقد شهدت الفترة الأخيرة تعاونا فعالا بين الصين والدول العربية في مكافحة فيروس كورونا. حيث تم التغلب علي الصعوبات المرحلية في بداية الجائحة من خلال وقوف الدول العربية وفي مقدمتها مصر بجوار الصين في الوقت الذي قام فيها الغرب بتسييس الجائحة ودفع الشركات الأجنبية للخروج من الصين. وفي نفس الوقت وقف العرب علي قلب رجل واحد من خلال جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي حيث أعربوا عن دعمهم الكامل لجهود الصين في مكافحة جائحة كورونا. حيث أصدرت الدورة الـ53 لاجتماع مجلس وزراء الصحة العرب بياناً يدعم ويثمن الجهود الصينية في مكافحة فيروس كورونا، بالإضافة إلي الدعم المعنوي والمتمثل في إضاءة أبرز المعالم الأثرية في مصر بلون علم الصين وكذلك إضاءة برج القاهرة وبرج خليفة في دبي بعبارة تدعم الصين معنويا وتشد من أزرها. وحين ضرب الوباء الدول العربية أسرعت الصين إلي إرسال فرق الخبراء والمستلزمات الطبية إلي العديد من الدول العربية مثل السعودية العراق مصر والجزائر وجيبوتي، بل عملت علي إنشاء معامل لإكتشاف الفيروس وإقامة العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية عبر الواقع الافتراضي لإستعراض الخبرة في حصار الجائحة وعودة الانتاج وعودة الحياة الطبيعية.ولذلك فإني أعتبر أن التعاون الصيني العربي في مكافحة الجائحة ودعم الجانبين بعضهما لبعض يعد نموذجاً يحتذي في بناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني-العربي. وفي نفس الوقت فإني علي يقين بأن الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدي التعاون الصيني العربي سوف يأتي بنتائج مًثمرة من خلال التعاون مع شريك دولي مهم وجاد بحجم الصين في إطار الاحترام والمنفعة المتبادلة خاصة ونحن نتشارك معها نفس الرؤية حول سبل الوقاية والسيطرة علي الجائحة ورفض تسيسيها مما يسهم في حشد الجهود الدولية لمكافحة كوفيد 19 من أجل مستقبل أكثر إشراقاً.

مشاركة :