أعطى وزير الخارجية الاميركي جون كيري بارقة امل في نفق المفاوضات حول الملف النووي الايراني، متحدثا عن تسوية بعض النقاط الشائكة فيما تستمر المحادثات، في حين صرح مصدر قريب من الوفد الايراني في فيينا، ان لا «مهلة زمنية» لدى ايران للتوصل الى اتفاق مع الدول الست الكبرى حول هذا الملف. وقال هذا المسؤول ردا على سؤال عن احتمال ارجاء المفاوضات «ليس لدينا اي مهلة زمنية للتوصل الى اتفاق جيد». وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند صرح في وقت سابق بعد اسبوعين من المفاوضات الشاقة في فيينا «نحرز تقدما ولكن ببطء شديد (...) لا تزال هناك مسائل تنتظر حلها». وقال هاموند إن الوزراء اجتمعوا مجدداً، أمس، لبحث ما إذا كان يمكن التغلب على ما تبقى من عقبات. وأكد للصحافيين قبل مغادرته فيينا «نحن نحقق تقدما لكنه بطيء وفي شكل مؤلم». لكن نظيره الاميركي قال:«اعتقد اننا توصلنا الى حل بعض المسائل العالقة واحرزنا تقدما»، مشيرا الى انه ما زالت هناك نقطة او اثنتان «بالغتا الصعوبة». واضاف: «سنبحث (النقطتين العالقتين)»، لافتا الى احراز «تقدم» خلال الاجتماعات التي عقدت الجمعة، وموضحا ان «الاجواء كانت بناءة جدا». وكتب وزير الخارجية الاميركي على موقع «تويتر»،أمس، اثر لقائه نظيره الايراني محمد جواد ظريف لساعة ونصف ساعة،أمس، انه لا تزال هناك قضايا «صعبة تتطلب حلا». وصرّح الناطق باسم البيت الأبيض جون إيرنست: «أوضح الرئيس (باراك أوباما) لفريقه المفاوض أن عليه البقاء في فيينا ومواصلة التفاوض ما دامت المفاوضات مثمرة. وإن اتضح أن إيران غير مهتمة بالمشاركة بطريقة بناءة في محاولة حل القضايا المعلقة الباقية، فإن على المفاوضين حينها العودة الى الوطن». من جانبه، أعلن عضو الفريق النووي الايراني المفاوض، مساعد وزير الخارجية، مجيد تخت روانجي «انجاز الكثير من الوثائق والملاحق ولم يبق سوى عدة نقاط مفصلية». واضاف: «من وجهة نظر ايران، ليس هناك مهلة، ومن هنا فاننا سنواصل المفاوضات حتى الوصول الى نتيجة، وان منطقنا يقضي بتسوية المفاوضات النووية مع المحافظة على عزة ايران وشموخها، ومن هنا فاننا لن نساوم على عزتنا بأي شيء». ولاحقا،قال رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني، انه «لامصلحة للغربيين من ايصال المفاوضات النووية الى طريق مسدود، واذا ما رد الجانب الآخر على مرونة ايران بهذا الشكل، فانه يكون قد ارتكب خطأ استراتيجيا ولن تصب النتيجة في مصلحته مطلقا». واعتبر كلام وزير الخارجية الاميركي، بان «المفاوضات احرزت تقدما الا انه لايمكن مواصلتها الى الابد»، بأنها «محاولة للحصول على امتيازات اكثر في المراحل النهائية عبر ممارسة الضغوط والحرب النفسية». في غضون ذلك أكد رئیس اللجنة البرلمانية لشؤون الامن القومي والسیاسة الخارجیة علاء الدین بروجردي، ان «تغییر اميركا لمواقفها في المفاوضات النوویة بین عشیة وضحاها، يعود الى افتقارها للارادة السياسية جراء خضوعها للضغوط الصهيونية، وهي ستتحمل منذ الان علی الصعید الدولي مسؤولیة عدم التوصل الی اتفاق». اما القائد العام لقوات الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري، فشدد على «ان الغربيين هم بحاجة الى المفاوضات النووية اكثر من ايران، وان التهديدات لاجدوى منها ولن يستطيع احد ارتكاب اي حماقة»، وتابع: «هم يدركون جيدا انهم لايستطيعون ارتكاب اي حماقة ضد ايران، وهم يتصورون انهم يستطيعون عبر استمرارهم في هذا الطريق النفوذ بين شعوب المنطقة والتوصل الى نتائج».
مشاركة :