الأفراح والتجمعات الكبيرة تساهم في تفشي فيروس كورونا المستجد في الضفة الغربية

  • 7/8/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تشير تقارير إلى ارتفاع الإصابات بشكل كبير في جميع أنحاء الضفة الغربية خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد أن أحصت المصالح الصحية أكثر من 4 آلاف حالة جديدة و15 وفاة إضافية. السلطات الفلسطينية ألقت باللوم على المواطنين لعدم احترام تدابير الوقاية المتمثلة في عدم احترام مسافات التباعد الاجتماعي وعدم ارتداء الكمامات الواقية خاصة وأن الفترة تشهد تنظيم الكثير من حفلات الزفاف. رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أكد في اجتماع لمجلس الوزراء أن 82 في المائة من الإصابات المؤكدة في الضفة الغربية مرتبطة بحفلات الزفاف والمآتم حيث قال إن مثل هذه التجمعات العامة الكبيرة يجب أن تتوقف "على الفور" وإلا ستبدأ قوات الأمن في معاقبة منظميها. وفرضت السلطة الفلسطينية تمديد قرار إغلاق المحافظات في الضفة الغربية لمدة خمسة أيام للحدّ من تفشي الفيروس حيث تمّ تعليق السفر بين المدن وتقييده بشدة، وتمّ إصدار أوامر بالتزام البيوت خلال الإغلاق. ويبدأ قرار تجديد الإغلاق صباح هذا الأربعاء، إلا أن المحلات والمخابز والصيدليات ستبقى مفتوحة.Nasser Nasser/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved وتوجد أكبر بؤرة لتفشي الفيروس في الخليل، أكبر مدن الضفة حيث تضم حوالي 75 في المئة من الإصابات المسجلة وأكثر من ثلثي الوفيات. وتعتبر حفلات الزفاف الفلسطينية، التي تقام عادة خلال فصل الصيف، مناسبات مجتمعية كبرى حيث يحضرها مئات الضيوف وتستمر الاحتفالات إلى وقت متأخر من الليل. وقال علي عبد ربه، مسؤول الطب الوقائي بوزارة الصحة في رام الله: "الخليلون فخورون بتقاليدهم ويحتفظون بها حتى في أوقات محفوفة بالمخاطر كهذه. يتفاخرون بعدد الأشخاص المدعوين وعدد الخراف التي ذبحت لإطعام الضيوف". وتبقى حفلات الزفاف وغيرها من التجمعات العامة الكبيرة محفوفة بالمخاطر بشكل خاص في ظل انتشار الفيروس حيث تتخوف السلطات الفلسطينية من تضاعف عدد المصابين بشكل سريع في الضفة الغربية التي تفتقر إلى التجهيزات الطبية حيث يضم قطاع الصحة الفلسطيني 350 جهاز تهوية فقط لأكثر من مليونين ونصف المليون شخص.Nasser Nasser/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved وأشار رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو سنينة، إلى تسارع انتشار الوباء بسبب عملية تنقل أعداد كبيرة من العمال والتجار من الخليل إلى إسرائيل، التي تشهد بدورها تفشيا للفيروس في الأسابيع الأخيرة. وقال أبو سنينة إن السلطة الفلسطينية التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية حاولت منع التجمعات الكبيرة، ولكن يبقى الأمر صعبا في الخليل التي تضم مناطق "أيتش 2" التي تخضع لسيطرة عسكرية إسرائيلية كاملة. ويعيش فيها عدة مئات من المستوطنين اليهود المتشددين تحت حماية القوات الإسرائيلية. واعتبر أبو سنينة أنه وفي ظل انحسار سلطة الأمن الفلسطيني في الخليل وتمركز الجيش الإسرائيلي لتأمين المستوطنات، لا توجد سلطة لفرض قيود على الفيروس، ونتيجة ذلك، أقام السكان حفلات زفاف كبيرة وتجمعات أخرى في الأسابيع الأخيرة يبدو أنها عجلت بتفشي الوباء حيث يحتفل الناس ويعانقون بعضهم البعض ويتناولون الطعام معا دون احترام أي تباعد اجتماعي ودون قيود.Nasser Nasser/Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved وأوضح عودة الرجبي، رئيس اللجنة المحلية غير الرسمية التي تدير "أيتش 2" أنه تواصل مع السكان لإقناعهم بتنظيم حفلات زفاف عائلية صغيرة بدلا من الاحتفالات الضخمة المعتادة، ولكن بعضهم يشعر بالحرج من عدم إقامة وليمة ودعوة الناس. وتأمل اللجنة في إقناع معظم العائلات الكبيرة بالتوقيع على مدونة قواعد السلوك في الأيام المقبلة لمنع مثل هذه التجمعات. وقام بعض المحافظين في الضفة الغربية بتحدي القيود من أجل الصلاة في المساجد حيث دعت إحدى المجموعات الناس علنا إلى تحدي القيود المفروضة على صلاة الجماعة متهمة السلطة الفلسطينية بـ "استخدام الفيروس التاجي كذريعة لمحاربة الإسلام". ونشر علاء أبو دياب، وهو فنان كوميدي فلسطيني شهير، مقطع فيديو هذا الأسبوع انتقد فيه الأشخاص الذين يقيمون حفلات زفاف خلال الوباء. وقال: "لقد رأيت للتو فيديو لحفل زفاف يرقص فيه الناس ويعانقون بعضهم البعض كما لو لم يكن هناك فيروس كورونا" وتساءل: "لماذا تعانقون وتقبلون بعضكم البعض في هذه التجمعات المزدحمة بالعرق؟". كما سخر من هؤلاء "المتاجرين" بنظرية المؤامرة حول القيود وقال: "من في الجحيم يتآمر ضد من؟ العالم كله ينهار، وتقولون إنها مؤامرة".الحكومة الفلسطينية تعلن عودة الحياة إلى طبيعتها بالضفة الغربية بعد انحسار كوروناشاهد: الضفة الغربية تحت الإغلاق مرة أخرى بعد ارتفاع الإصابات بكوفيد-19

مشاركة :