كارلوس زافون يعالج الخرافات بـ«ظل الريح»

  • 7/9/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: «الخليج» عقدت في ندوة الثقافة والعلوم جلسة حوارية لمناقشة رواية «ظل الريح» للكاتب الإسباني كارلوس زافون، بحضور علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس إدارة الندوة ومترجم الرواية معاوية عبد المجيد ود. مريم الهاشمي ود. بديعة الهاشمي وفتحية النمر وعدد من الأدباء والمهتمين والإعلاميين.أدارت الجلسة الكاتبة عائشة سلطان عضو مجلس إدارة الندوة ورئيس اللجنة الثقافية، التي عرفت بكارلوس زافون الذي توفي في يونيو/ حزيران الماضي قائلة: «اشتهر زافون بكتابته السلسلة الروائية مقبرة الكتب المنسية، المؤلفة من أربع روايات ترتبط ببعضها من خلال تشابه الشخصيات والموضوعات، إلا أن كل رواية منها مستقلة عن الأخرى ومنفردة بذاتها، فيما تبقى ظل الريح الأكثر شهرة وقد حظيت بإقبال كبير عند صدورها».ولفتت سلطان إلى أن كتابات زافون تنتمي إلى ما يطلق عليه «الأدب القوطي» وهو يضم مزيجاً من أشكال الكتابة الأدبية الرومانسية والكلاسيكية التي تتصف بطابع سوداوي فيها الكثير من الإثارة والغموض، وأن أغلب كتاباته تتسم بالمشاهد السينمائية نتيجة عمله في مجال السينما قبل أن يتجه للكتابة التي خاضها كرد فعل على سطوة القصص القصيرة (النوفيلا).بدوره أشار معاوية عبد المجيد إلى أن ترجمته للرواية جاءت ثمرة دراسة طويلة كللها بالحصول على درجة الماجستير، وقد ترجمها من اللغة الإيطالية التي يجيدها إلى اللغة العربية، وأضاف أن «ظل الريح» تشتغل على أسطورة محورية، يدور في فلكها عدد كبير من الأشخاص، ممن يؤمنون بالخرافات. وقال معاوية عبد المجيد: «إن مقبرة الكتب في ظل الريح هي طوق نجاة للناس من سطوة الخرافة، حيث يرتبط الخيال بالواقع حتى أننا لا نستطيع التمييز بينهما عند قراءة أعمال زافون، هذا الكاتب الكبير الذي تأثر في عمله بالكاتب أمبرتو إيكو في روايته اسم الوردة حيث تتشابه أجواء الروايتين». أمانة بدوره قال علي عبيد الهاملي: «إن الترجمة أمانة، وأسلوب المترجم له دور كبير في إمتاع القارئ، فهناك ترجمات تجهض العمل الأدبي، ورواية ظل الريح ترجمت بحرفية رغم اتسامها بالتداخل المتسلسل كأنها حلقات متتالية، كذلك تتعدد الشخصيات التي بلغت نحو 16 شخصية، لكل منها دورها المحوري ضمن أحداث الرواية، وهذا الازدحام في الشخصيات والمنعطفات والمفاجآت هو ما أكسب العمل متعة وجاذبية».وأضاف الهاملي أن تعدد الدوائر في العمل اضطر المؤلف للتخلص من بعض الأشخاص وخلق شخصيات جدية، فمهارة السرد في الرواية لا تتوفر لدى الكثير من المؤلفين في قدرتهم على خلق الحدث، وقد أدخل الكاتب القارئ في أحداث الرواية بشكل سلس. وتساءلت زينة الشامي: لماذا لم ينقل المترجم بعض الأعمال الأدبية العربية إلى اللغة الإيطالية؟وعلقت فتحية النمر على شخصية كلارا، الفتاة العمياء في الرواية، التي رأت أنها لا تضيف شيئاً جديداً لبنية الرواية، ورغم أن الكاتب اختارها كفيفة غير أن وجودها لم يؤثر في أحداث الرواية، وشعرت أنها شخصية مقحمة، وأن ظل الريح كأنها عبارة عن قصتين متداخلتين، وتسيران بالتوالي مع بعضهما، وهذا أسلوب حداثي متبع في الأدب الحديث.وتحدث معاوية عبد المجيد عن موضوع الترجمة من اللغة الأم وبالأخص العربية، بقوله: هي لغة تتمتع بمفردات قوية، تظل حاضرة في ذهن المترجم، وموضوع الترجمة من العربية يحتاج إلى بحث معمق عن مفردات رديفة لها في اللغات الأخرى، أو تعبيرات متشابهة، ما يسبب إجهاداً مضاعفاً عند الترجمة.وعن شخصية كلارا، أكد عبد المجيد أنها ليست شخصية مركزية، إلا أن وجودها يثري فكرة الحب التي انفتحت على مصراعيها في ذهن دانيال، حبيب كلارا، فأقدم على حب القراءة وغاص في عوالمها المدهشة. عبقرية السرد وأكدت د. مريم الهاشمي أن الرواية تتمتع بالكفاءة وعبقرية السرد وخصوبة الخيال فيها، ونجد فيها حضوراً لشخصية الراحل زافون السينمائية والأدبية، وأشارت الهاشمي إلى عنصرين من عناصر هذه الرواية: ظاهرة حرق المؤلف كتبه، وظاهرة أزمة الحداثة عند زافون.وأوضحت أن التاريخ يعرض لنا كتباً يحرقها من يمقتونها أو يكرهون مؤلفيها، وهناك أمثلة أخرى عن مخطوطات أحرقها مؤلفوها في حياتهم كالتوحيدي، أو أوصوا بتدميرها بالنار بعد مماتهم مثل كافكا.. ومن أبرز أسباب إتلاف الكتب شعور مؤلفيها بالإحباط من مجتمعاتهم التي تجاهلتهم وربما حاربتهم ولم تمنحهم ما يستحقون من التقدير.وتحدثت الهاشمي عن «ظل الريح» وأعمال زافون الأخرى، التي يكتنفها عالم درامي، مهجور، متخلى عنه، وتغمرها سوداوية، وخيبة أمل وإحساس بدنو الكارثة، وفي إطار هذا التصور الدرامي يكون العالم أقرب إلى الخراب، وفي الرواية ذهب البعض إلى تشبيهها بالواقعية السحرية، وفي هذا الإطار تتخذ الحداثة طابعاً إشكالياً.

مشاركة :