حضّ عملاق الاتصالات الصيني (هواوي) بريطانيا على عدم التسرع في قرارها بالاستغناء التدريجي عن معدات الشركة من شبكة الجيل الخامس؛ بسبب العقوبات الأمريكية.ويأتي الالتماس الصيني إثر تقارير عن تلقي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تقريراً من وكالة أمنية يطرح تساؤلات «جادة جداً» حول تأثير العقوبات الأمريكية على إمكان استمرار «هواوي» في كونها تعد مورداً لشبكة الجيل الخامس البريطانية.وجاء قرار المراجعة البريطاني على وقع العقوبات الأمريكية في فبراير/شباط التي هدفت إلى منع «هواوي» من تطوير أشباه النواقل في الخارج، بالاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية.وسمحت حكومة جونسون لشركة «هواوي» بنشر ما يصل إلى 35 في المئة من شبكة الجيل الخامس البريطانية، بشرط ألا تتضمن العناصر «الأساسية» التي تتعامل مع البيانات الشخصية للمواطنين.لكنّ العقوبات الجديدة أثارت احتمال اضطرار «هواوي» إلى التحول من موردين أمريكيين موثوق بهم إلى بدائل لا يمكن ضمان سلامتها من قبل وكالات الأمن البريطانية.وقال نائب رئيس الشركة الصينية فيكتور تشانغ: إن تأثير العقوبات الأمريكية على المدى البعيد، سيستغرق شهوراً لفهمه بالكامل.وأفاد تشانغ في مؤتمر عبر الهاتف «نحضّ الحكومة البريطانية على أخذ المزيد من الوقت».وتابع: «ما نتحدث عنه هو التأثير على المدى البعيد. يستغرق وقتاً. يستغرق فهمه عدة شهور».وقال تشانغ: إن أي قرار يقضي بإبعاد «هواوي» عن التطوير السريع للشبكة الجديدة؛ يمكن أن يؤخر دخول بريطانيا إلى شبكات الجيل الخامس لمدة تصل إلى 18 شهراً.وقدّر أن التأخير لمدة عامين سيكلف الاقتصاد البريطاني 29 مليار جنيه إسترليني؛ (35.8 مليار دولار).وأوضح تشانغ: إنّ «القرار سيؤثر في مستقبل الاستراتيجية الرقمية البريطانية والاقتصاد الرقمي البريطاني... إنه مهم للغاية».ويتعرض جونسون لضغوط سياسية متزايدة؛ للاستغناء عن «هواوي» وتبني خط أكثر صرامة مع الصين؛ بسبب سياستها في هونج كونج وقمع أقلية الإويغور المسلمة في منطقة شينجيانغ في غرب الصين.لكنّ جونسون تعهد أيضاً في العام الماضي بتوفير تقنية النطاق العريض لجميع البريطانيين بحلول عام 2025.وتتواجد معدات «هواوي» في كل مكان بالفعل في شبكات الجيل الثالث والجيل الرابع القديمة في بريطانيا.وتزعم الشركة الصينية بأن شبكات الجيل الخامس ستصبح أكثر أهمية مع تحول العالم إلى العمل في المنزل؛ بسبب فيروس «كورونا» المستجد.بدورها، حذّرت شركات الاتصالات البريطانية من أن التخلص من جميع معدات «هواوي» الحالية قد يكلفها مليارات، وقد يستغرق تنفيذها سنوات.وقال تشانغ: إن «هواوي» تريد العمل مع مزودي الاتصالات البريطانيين، والتوصل إلى بدائل آمنة للمعدات الأمريكية يمكن أن تبدد المخاوف الأمنية.وتابع: «نريد أن نكون واضحين، إننا سنعمل على مواجهة أي قيود مفروضة علينا».وشدد على أن الشبكات التي يجري تنفيذها راهناً لن تتأثر بالعقوبات؛ لأن تطويرها مخطط له مسبقاً قبل سنوات.وأوضح: إنّ «هواوي» أيضاً تمتلك مخزوناً من المعدات تم تصميمه؛ لتلبية الاحتياجات الفورية.(أ ف ب)
مشاركة :