يستمر السجال اللبناني بشأن صلاحيات رئيس الجمهورية وآلية عمل الحكومة والتعيينات الأمنية، بعد إفلات مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة الصاخبة من أزمة كادت تهدده، فيما تؤكد التطورات أن قراراً إقليمياً وخارجياً يمنع انهيار الحكومة، بانتظار تسويات خارجية واسعة، وقد عكس سيل الاتصالات المحلية والعربية والدولية مع رئيس الحكومة تمام سلام مدى الحرص على استمرار الحكومة، التي ستجد نفسها بعد عيد الفطر أمام مرحلة جديدة من التعاطي مع جميع الأمور المطروحة على بساط الجدل اللبناني في وقت اعتبرت أوساط مراقبة أن الصيغة التي انتهت بها جلسة مجلس الوزراء الأخيرة أتت وفق قاعدة لا غالب ولا مغلوب، وتمكن سلام من خلالها من إطالة عمر حكومته ومنع تعطيلها أو تفجيرها في حين يصر التيار الوطني الحر على اعتبار ما حققه انتصاراً. وفي السياق، أكد الوزير السابق سليم جريصاتي أن ما تحقق انتصار المعايير والمفاهيم على هذه الهجمة المتجددة على ميثاقنا ودستورنا، ويتمثل في وضع حد لانقلاب موصوف عليهما ولمخالفة متمادية لقوانين الأمة اللبنانية، أما أن نقول إن لا غالب ولا مغلوب، فقول لا يستقيم، لأن الغالب كان الميثاق والدستور ومَن ناصرهما. في هذا الوقت، سجل بعد الانتقاد الذي وجهه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط لروسيا، زيارة لنجله تيمور يرافقه وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث بحثا مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي قسطنطين كوساتشيف وعضو المجلس الفيدرالي رزانس كوفا، الأوضاع السياسية العامة في المنطقة، لاسيما الوضع في سوريا وتطورات الأوضاع الميدانية فيها وتأثيراتها في لبنان، إضافة إلى الاتصالات الجارية مع جهات الأزمة والحلول المطروحة، في حضور سفير لبنان في موسكو شوقي بو نصار، بحسب ما أعلنته مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي.
مشاركة :