الغضب.. خطر على القلب والدماغ

  • 7/12/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعرف الغضب بأنه عاطفة إنسانية طبيعية وصحية أحياناً، ولكن عندما نفشل في التحكم بها تتحول إلى أداة تدمير تسبب لنا الكثير من المشكلات، سواء في العمل أو الحياة الشخصية أو الاجتماعية أو الأسرية. ويتدرج الغضب من كونه مجرد توتر بسيط إلى كونه غيظاً وحنقاً وانتقاماً، وتصاحبه بعض التغيرات النفسية والجسدية، فعندما نغضب يزيد معدل ضربات القلب ويزيد ضغط الدم، كما يزيد معدل إفراز هرمون الأدرينالين والنور أدرينالين من قبل الغدة الكظرية. وقد تكون مسببات الغضب عوامل داخلية أو خارجية، فقد نغضب من شخص معين أو حادثة معينة، أو قد ينتج الغضب من داخلنا كنوع من القلق على مشكلاتنا الخاصة، أو نتيجة ذكرى لحادثة مؤلمة مرت بنا. وتختلف مستويات الغضب من شخص لآخر، فهناك من ندعوهم بالعامية ذوي الدماء الحارة، وهم من يسهل إثارتهم ويثورون بسرعة بمعدل أكبر من الشخص الطبيعي، وهؤلاء الأشخاص قد لا يعبرون عن غضبهم بطريقة عدوانية، بل قد تكون ردود أفعالهم عبارة عن انسحاب من المجتمع أو إصابتهم بالمرض، وهم دائماً يشعرون بأنه كان يجب ألا يتعرضوا لهذا النوع من المضايقة حتى ولو كان بسيطاً، مثل أن يقوم أحد بتصحيح بعض تصرفاتهم، فهم لا يأخذون التصرفات بمحمل جيد، والسبب يرجعه المختصون لعامل جيني أو نفسي، فالكثير من الأطفال يكونون سريعي الغضب منذ شهورهم الأولى، وهناك أسباب بيئية، فالأشخاص سريعو الغضب كثيراً ما ينحدرون من أُسر لديها مشكلة في طريقة التفاهم وتعيش حياة فوضوية. ويرى الأطباء أن الغضب والحساسية العصبية المفرطة يمكن أن يكونا ضمن الآثار الجانبية لأمراض كثيرة، وما يثير الدهشة أكثر هو تواتر معلومات وتقارير طبية مفادها أن أدوية وعلاجات معينة قد تكون مسؤولة أيضاً عن هذه السمة الشخصية. وفي المساحة التالية يستعرض أطباء مختصون بعض الحالات المرضية والعقاقير التي يمكنها أن تثير الغضب والنرفزة. فرط نشاط الغدة الدرقية (hyperthyroidism)، أو الانسمام الدرقي كما يشار إليه أحياناً هو الشرط الذي يتميز بزيادة في مستوى هرمونات الغدة الدرقية في مجرى الدم، حيث يزيد نشاط هذه الغدة التي توجد على شكل جناحي فراشة موجودة في مقدمة الرقبة أسفل الحنجرة مباشرة، وبالتالي يزيد إفرازها لهرمونات T3-T4، وهي هرمونات تنظم الأيض ونمو الجسم، ما يؤدي إلى سرعة استهلاك الطاقة بالجسم فيسبب حالة عامة من النشاط الزائد عن الحد والذي يمكن وصفه بالهيجان. ووفقًا لجامعة ميريلاند للمركز الطبي، فإن النساء يتأثرن بالغدة الدرقية اكثر من الرجال وخاصة بعد 60 سنة. ويحدث فرط نشاط الغدة الدرقية بسبب خلل الجهاز المناعي، فبعض العدوى الفيروسية في الغدة الدرقية أو مشكلة في نظام المناعة قد يكون أيضا سببًا في فرط نشاط الدرق. وهذا الشرط المعروف أيضا باسم التهاب الغدة الدرقية يمكن أن يسبب تسرب تخزين هرمون الغدة الدرقية من الغدة. كما يحـــــدث فرط نشاط الغدة الدرقـــــية بسبب فائض من اليود، حيث يؤدي ابتلاع جرعـــات زائدة من اليود عن قصد أو عن غير قصد من مصادر مختلفة مثل المطهرات وسائـــــل النقيـــــض من الأشعة السينية يمكن أن يؤدي أيضا إلى فرط نشاط الدرق في الأفـــــراد المعرضــين للخطر. ويقول الأطباء إن زيادة نشاط الغدة الدرقية قد يؤدي للنرفزة والحنق، خاصة عند النساء (حوالي واحدة من كل 100)، وتحدث سمة النرفزة بصورة تدريجية عندما تفرز الغدة الهرمون الدرقي بإفراط. ويقول الأطباء إن هذا الهرمون يؤثر في كل شيء له علاقة بعملية الاستقلاب الأيض في الجسم، ويشمل ذلك ضربات القلب وحرارة الجسم. وتؤثر الهرمونات الموزعة في كل نسيج بما في ذلك الدماغ. وقد تشمل الأعراض الأخرى فقدان الوزن والارتجاف والتعرق. وهذه الحالة من السهل تصحيحها بالأدوية والعلاجات التي تمنع الغدة من إفراز هرمونات زائدة. الكوليسترول المرتفع مادة شبيهة بالدهون، وهو لبنة أساسية في خلايا الجسم، ولكن إذا كانت هناك مستويات عالية من أنواع مختلفة من الكوليسترول في الجسم، فإنه قد يتراكم على جدران الشرايين، تماما كما يتراكم الصدأ أحيانًا في الجزء الداخلي لأنبوب معدني. في الحالات القصوى، والتي للأسف شائعة جداً بين السكان، فإن تراكم الكوليسترول يعيق تدفق الدم إلى عضلة القلب ويخفض إمدادات الأكسجين. وعندما تكون هناك مشكلة في إمدادات الدم والأكسجين إلى القلب فإن ذلك قد يؤدي إلى آلام في الصدر وضيق في التنفس. في أسوأ الحالات يمكن أن يسبب ذلك انقطاعًا كاملًا في تدفق الدم إلى القلب وهذه هي عمليًا النوبة القلبية. وبالمثل، انسداد الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ يمكن أن تسبب السكتة الدماغية. والكوليسترول السيئ، الذي يعيق تدفق الدم الطبيعي والذي يمكن أن يسد الشرايين يسمى الليبوبروتئين - البروتين الدهني- منخفض الكثافة، أو باسمه المعروف أكثر LDL، ولهذا السبب يتناول ملايين الناس حول العالم عقاقير الستاتين لإعانتهم على تخفيض مستويات كوليسترول الدم وتقليل مخاطر التعرض للأمراض القلبية، بيد أن النرفزة تعتبر من الآثار الجانبية لهذه العقاقير. وفي دراسة أجريت في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، تحسنت فوراً حالة 6 مرضى يعانون النرفزة والهياج العصبي بمجرد هجرهم للاستاتينات. ويقول خبراء الصيدلة والعقاقير إن المستويات المنخفضة من الكوليسترول تقلص مستويات السيروتينين (هرمون السعادة) في الدماغ، وبالتالي تصعب السيطرة على الغضب. وتعني المستويات المتدنية السيروتينين ارتباط عقاقير الستاتين بالاكتئاب وحتى بزيادة مخاطر الانتحار. ويقول الأطباء إن مخاطر الاكتئاب تبلغ ذروتها بارتفاع وانخفاض مستويات الكوليسترول، ولذلك يفضل المحافظة على النطاق المتدني أو المتوسط الذي يبدو أنه أفضل نطاق للكوليسترول. وأفضل وسيلة لتجنب هذا الأثر الجانبي هو تخفيض مستويات الكوليسترول ببطء. ولذلك ينبغي استشارة الطبيب فيما يتعلق بحجم جرعة الاستاتين المناسبة. وأحد أبرز العوامل لارتفاع الكوليسترول في الدم هو التاريخ الطبي للعائلة، وفي هذه الحالة تلعب الجينات دوراً مهمًا، لكن مجموعة متنوعة من العوامل الأخرى قد تؤثر في مستويات الكوليسترول في الدم، مثل التغذية، ومستوى النشاط البدني ووزن الجسم. والطريقة الوحيدة لمعرفة مدى ارتفاع الكوليسترول هي التي تتم بواسطة اختبارات الدم. وتنصح الدراسات جميع الرجال فوق سن الـ 20 بإجراء فحص مستوى الكوليسترول مرة واحدة على الأقل في السنة. وإذا اكتشف الطبيب مستوى مرتفعًا من الكوليسترول، فإنه قد يوصي بإجراء الفحوص بشكل أكثر تواترًا، جنبًا إلى جنب مع الإرشادات التوجيهية التي يعطيها لخفض مستويات الكوليسترول في الدم. السكري يمكن للمستويات المنخفضة من سكر الدم أن تسبب نوبات مفاجئة من النرفزة والغضب. فقد أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن المستويات الضعيفة من السكر في الدم تجعل الأشخاص المتزوجين أكثر غضباً، ما يزيد خطر العدائية لديهم، وبالتالي يعكر صفو العلاقة بين الأزواج. وبينت هذه الدراسة، التي نشرت نتائجها في تقارير الأكاديمية الأمريكية للعلوم، كيف أن مجرد الشعور بالجوع الناجم عن مستويات متدنية من الجلوكوز في الدم يمكن أن يتحول إلى عامل توتر وخلافات بين الأزواج وصولاً حتى إلى العنف. كما أظهرت الدراسة التي أجريت على 107 من الأزواج على مدى 21 يوماً أن قياس مستوى الجلوكوز في الدم في آخر اليوم سمح بتوقع درجة الغضب لدى كل من الأزواج تجاه شريكه. ولقياس درجة هذا الغضب، أعطى الباحثون لكل مشارك دمية فودو، من شأنها أن تمثل شريكهم، إضافةً إلى 51 دبوساً. وفي آخر كل يوم، كان كل من الزوجين يغرس عدداً من الدبابيس في الدمية تبعاً لدرجة الغضب الذي يشعره حيال الشريك الآخر. وكان كل شخص بمفرده عندما أطلق العنان لمكنونات نفسه، وصب جام غضبه على الدمى، ثم قام بتدوين عدد الدبابيس التي استخدمها خلال نوبة الغضب. وفي الوقت عينه، تعين على كل فرد قياس مستوى السكر في الدم لديه قبل الفطور، وقبل الخلود إلى النوم ليلاً. وأظهرت النتائج أنه كلما كان مستوى السكر أدنى كان عدد الدبابيس المزروعة في الدمى أعلى. وهبوط سكر الدم الناجم من تدنٍ غير طبيعي في مستويات غلوكوز الدم، يمكن أن يحدث في سكري النمط 1 وسكري النمط 2. وتؤثر مستويات سكر الدم المنخفضة في كل أنسجة الجسم، بما في ذلك الدماغ، ويمكن أن تؤدي لإرباك توازن مواد كيماوية تشمل السيروتينين. ويمكن لهذه الحالة أن تتحول خلال دقائق معدودة إلى عدوانية وغضب وإرباك وعدم ارتياح ونوبات خوف. ويشتمل علاج هذه الحالة علــــى شـــرب أو أكــــــل شيء يحــــتوي عــــــلى الســـكر، أو يكــــون حلو المذاق (محلّـى) فــــــي أسرع وقــــــت ممكن، ويفترض أن يحدث الشعور بالتحسن في غضون فترة لا تتجاوز 20 دقيقة. والمعروف أن مرض السكري من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى تدني مستويات سكر الدم وبالتالي الميل للنرفزة وفورات الغضب. ويقول الأطباء إن الجوع قد يسبب آثاراً مشابهة. الاكتئاب يحافظ الجهاز المناعي على الصحة ويساعد على الشفاء عبر محاربة الأجسام الدخيلة كالفيروسات والخلايا المريضة، لكن الجهاز العصبي يؤثر بدوره فيه عبر اتصال الأعصاب بأعضاء تختص بالمناعة كالطحال والغدد اللمفية والغدة الصعترية وعبر إفراز الهرمونات. فعند التعرض للضغط، يستعد الجسم للمجابهة أو الهرب، فتستحث مناطق من الدماغ وتطلق الهرمونات في الدم، ويبدأ هذا الشعور الذي نخبره عند الخوف أو الحماس، فتزداد سرعة دقات القلب، ويرتفع ضغط الدم وتتشنّج العضلات. ومثل ردّة الفعل هذه تلك التي تساعد على اجتياز امتحان أو إلقاء خطاب، لكنها لا تخلو من مخاطر كبيرة، فقد أثبتت الدراسات أنَّ المواد الكيميائية التي يفرزها الجسم أثناء فترات الضغط يمكن أن تضعف المناعة وتؤدي للإصابة بأمراض كثيرة. ففي حالة الإصابة بمرض مزمن كالتهاب المفاصل يضعف الضغط قدرة الجسم على مواجهة التحديات. ولعل أسوأ تأثير للضغط هو تشنج العضلات، وبالتالي زيادة الآلام التي تحد من قدرة الجسم على المقاومة فيشعر بالضعف وبانفعالات أخرى كالغضب والقلق والانزعاج والكبت، ينتج عنها الاكتئاب الذي يضاعف الشعور بالعجز ويدخل الإنسان في حلقة مفرغة فيستسلم لليأس. ورغم أن الضغط جزء من الحياة، فإن الإنسان لا يستطيع أن يسيطر على بعض الأحداث القاهرة (كموت حبيب مثلاً) أو حتى المناسبات السعيدة (كالزواج أو الترقية في العمل) التي تتسبب فيه. إلا أنه قد يتولد من داخله، ولا يمكن لجمه إلا عن طريق تغيير ردة فعله على المؤثرات الخارجية. وهذا الحل الوحيد لكسر الحلقة وتعلم كيفية معالجة الضغط. ويرى الأطباء أن الخمول والحزن لا يعبران كفاية عن الاكتئاب، لأن الاكتئاب يمكنه أيضاً أن يجعلك تشعر بالغضب والعصبية والنرفزة. وهذا ما يحدث تحديداً للرجال، لأن احتمالات تعرضهم لمشاعر اليأس وكراهية الذات التي تعانيها النساء تعد منخفضة نسبياً. ويعتقد الأطباء أن الاكتئاب الهياجي ــ وهو نمط متطرف من أنماط الاكتئاب ــ يصيب 5% من المصابين بالاكتئاب. وأعراضه يمكن أن تشمل الأرق والضجر، أو نفاد الصبر، واضطراب الأفكار. ويعتقد أن الاكتئاب مرتبط بمستويات السيروتينين. ويمكن لعلاجات مثل مضادات الاكتئاب، أو علاجات التخاطب ــ مثل علاج السلوك الإدراكي ــ أن تسهم في معالجة الاكتئاب. ويرى الأطباء أن كون شخص ما أكثر ميلاً للعدوانية من غيره يرتبط غالباً بالصفات الشخصية. فبعض الناس أكثر نرفزة وعدائية ويمكن للأدوية أو الأمراض أن تعزز هذه الصفات. الزهايمر يعتبر مرض الزهايمر (Alzheimer) من أكثر أنواع عته الشيخوخة (Dementia) انتشاراً، ويصيب الكثير من الأشخاص كبار السن. وفي معظم الحالات، فإن أول الأعراض وأبرزها للزهايمر، هو فقدان الذاكرة. فقد يؤدي التقدم في السن لفقدان الذاكرة، وغالباً ما يكون فقداناً طفيفاً للذاكرة. لكن فقدان الذاكرة المستمر والشديد حتماً ليس بسبب التقدم بالسن. ويبدأ مريض الزهايمر بفقدان الذاكرة، حيث ينسى مرضى الزهايمر أحداثاً جرت مؤخراً، أو ينسون تواريخ مهمة، وهم بهذا ينسون كامل الحدث أو كامل التفاصيل، وليس جزءاً بسيطاً منها فقط. كما قد يلاحظ أن مرضى الزهايمر وعته الشيخوخة بشكل عام، يكررون الأسئلة ذاتها، والأخبار والقصص نفسها، أو حتى الكلمات ذاتها، مرة تلو الأخرى، وبغض النظر عن عدد المرات التي يجاب فيها عن أسئلتهم، فإنهم يستمرون في توجيه الأسئلة نفسها لمن معهم. وقد تتغير شخصية مرضى الزهايمر، حيث يلاحظ عليهم تقلب المزاج، وحدة الطبع، والعصبية والغضب. وقد يهمل مرضى الزهايمر أنفسهم ويهملون هواياتهم والأمور التي أحبوها. وقد يلاحظ عليهم زيادة الشكوك حيث يشكون بالأشخاص المحيطين بهم وبأفراد عائلتهم، ويصبح من الصعب اكتساب ثقتهم. وتقول تقارير طبية إن استفحال مرض الزهايمر قد تترافق معه مجموعة من الأعراض السلوكية والنفسية لدى 90 % من ضحايا هذه المرض، وهذه الأعراض يمكن أن تشمل النرفزة وسرعة التهيج بالإضافة لنوبات غير محددة ــ أو غير واضحة المعالم ــ من الحنق والغضب. وشيئاً فشيئاً يتزايد تأثير هذا المرض في أقسام متعددة من الدماغ تشمل الفص الجبهي، وهي المنطقة المسؤولة عن السمات الشخصية. التهاب الكبد التهاب الكبد الفيروسي هو التهاب خلايا الكبد الناتج عن الإصابة بأحد الفيروسات. وهنالك عدة فيروسات يمكن أن تسبب التهاب الكبد الفيروسي وقد سميت هذه الفيروسات A،B،C،D، E. وكل هذه الفيروسات قد تتسبب في التهاب حاد أو قصير المدى للكبد. وقد ينتج عن الإصابة بالتهاب الكبد من النوع A،C، D عدة أمراض تؤثر في الكبد لعل أبرزها تليف الكبد الذي يحدث بسبب الإصابة بمرض فيروسي مثل الحمى العقيدية والالتهابات البكتيرية الحادة يمكن أن يؤدي للإصابة بمرض يسمى الاعتلال الدماغي الكبدي. وهذا المرض يسبب تغيرات في الشخصية تشمل الفظاظة والعدوانية. ويقول الأطباء إنه حينما تكون صحة المرء سليمة فإن الكبد يضمن عدم إيذاء السموم التي يصنعها الجسم بنفسه أو تدخل له مثل الأدوية للصحة. ولكن حينما يتعرض الكبد للتلف، يمكن لهذه السموم أن تتراكم بالتدريج في مجرى الدم، وبالتالي تؤثر في الدماغ. الصرع مرض الصرع هو اعتلال الدماغ أو المخ حيث يحدث خلل في وظيفة خلايا الدماغ والخيوط العصبية بأن يصدر عنها موجات كهروكيميائية مفاجئة تسبب خللاً في وظيفتها، وقد تكون هذه الموجات على شكل خلل سلوكي، واضطراب نفسي، واضطراب حسي، وفقدان الوعي أو تشنجات عضلية، وقد تكون محدودة على أجزاء معينة من الدماغ أو شاملة. وتعتمد العلامات المرضية ونوع الصرع على الأجزاء المصابة وما ينتج من خلل في وظائفها. وهذا الاضطراب مؤقت لفترة زمنية محدودة غالباً ثوان أو دقائق. والصرع مرض غير معد، وقد يصاحب بعض أمراض الدماغ وأمراضاً أخرى. وفي الماضي تم التعامل مع الصرع على أنه شكل من الجنون، وعولج بأشكال غير مقبولة في العصر الحالي، حيث عولج بوسائل الشعوذة أحياناً وطرد الأرواح والشياطين من جسم الشخص المصاب. ويقول الأطباء إن ضحايا هذا المرض تنتابهم أحياناً نوبات غضب تحدث في أعقاب نوبات الصرع مباشرة. وتحدث نوبات الصرع نفسها بسبب اندفاع مفاجئ للنشاط الكهربائي في الدماغ. وهذا الاندفاع يؤدي بدوره إلى إرباك مؤقت في منظومة الرسائل الطبيعية المتناقلة بين خلايا الدماغ. وإذا كانت نوبة الصرع من النوبات القوية، فقد تحدث في أعقابها استشاطات غضب تكون في بعض الأحيان متوهمة. وبالرغم من ندرة هذه الحالات إلا أن أعراضها يمكن أن تدوم من دقائق لأيام بعد نوبة الصرع. ويقول الأطباء إن معالجة السبب، وهو مرض الصرع نفسه، يعتبر في غاية الأهمية في هذه الحالة، وفي العادة يكون العلاج بالعقاقير المضادة للصرع. النساء متلازمة ما قبل الحيض هي مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية والعاطفية المرتبطة بحدوث الحيض لدى النساء. بالرغم من أن 80% من النساء في عمر الإنجاب يعانين بعض أعراض هذه المتلازمة إلا أن التعريف الرسمي للمتلازمة يقتضي أن تكون الأعراض من الشدة بحيث تمنع المصابة من ممارسة أنشطة حياتها بشكل طبيعي. وتشخيص الإصابة بالمتلازمة في حد ذاته مختلف عليه بين العلماء، حيث يشير عدد من المراجع العلمية إلى أن التشخيص يجب أن يتم بناء على وجود نسبة معينة من الأعراض الجسمانية والنفسية والمزاجية معًا في الفترة التي تسبق نزول الدورة الشهرية (نحو 10 أيام)، وبصورة متكررة دائماً، وتصل إلى أنها قد تعوق المصابة عن ممارسة حياتها بصورة طبيعية. إلا أن مراجع أخرى وأطباء كثيرين لا يلتزمون بتلك المعايير الصارمة، ويقومون بإدراج كثير من حالات المعاناة المتكررة في الفترة التي تسبق الحيض في تلك المتلازمة. وتشمل أعراض المتلازمة مناحي رئيسية هي الجسمانية والمزاجية والنفسية والسلوكية، ولكن الأعراض الأبرز هي التهيج العدواني، والتوتر، وغياب السعادة. أما الأعراض الجسمانية فتشمل المغص في منطقة البطن (سواء كان ناتجاً من الأمعاء أو المبايض)، وآلام الثدي، والوهن العام، وآلام العضلات والجهاز الحركي. كما قد يزداد ظهور البثور الجلدية (حب الشباب)، فيما تشمل الأعراض المزاجية والنفسية الاكتئاب، والتقلب المزاجي السريع، وسرعة الغضب، والتشوش الذهني، والأرق. ويقول الأطباء إن مجرد ذكر المزاج المتكدر الذي يتخلل فترة الدورة الشهرية قد يكون كافياً لإثارة حنق أغلبية النساء، ولكن ثمة سبب أصيل يقف خلف هذه الحالة. ويعتقد العلماء أن الحالة التي تعرف بمتلازمة ما قبل الحيض تحدث عندما تتناقص مستويات هرمونات مثل الأستروجين والبروجسترون في نهاية الدورة، أي في الأسبوع الذي يسبق الطمث. وبالرغم من عدم إدراك العلماء لآلية عمل هذه الحالة، إلا أنهم يعتقدون أنها تؤثر سلباً في السيروتينين. وهذه العملية قد تحدث أيضاً أثناء سن اليأس، أو انقطاع الطمث، بسبب انخفاض مستويات الأستروجين. الحبوب المنومة يقول العلماء إن الافتقار للنوم يكفي لإصابة أي شخص بالإرهاق والحساسية العصبية، بيد أن أحد العقاقير التي يفترض أن تخفف الأرق قد تؤدي أيضاً لزيادة العصبية. وتعمل مجموعة العقاقير التي تستخدم للمساعدة على النوم عبر إبطاء عمل وظائف الدماغ. ويقول الأطباء إن التأثيرات السلبية لهذه العقاقير تصيب 1% فقط من مستخدميها ـ ذوي الشخصية العدوانية ـ لكنها قد تجعلهم أكثر قابلية لنوبات الهياج العصبي. ولذلك ينبغي لمستخدمي هذه العقاقير استشارة طبيبهم للتحول لنوع آخر من العقاقير المنومة في حال تطلبت حالتهم المرضية ذلك في حالات الضرورة. مرض ويلسون نوبات الغضب التي تنتــــاب المرء قد تكون نتيجة إصابته بمرض ويلسون (Wilson>s disease). ومرض ويلسون أو التَنكس الكبدي (Hepatolenticular Degeneration)، هو مرض وراثي نادر الانتشار حيث يصيب فرداً من كل 30000 شخص. ويظهر في بعض الناس ويورث عن الآباء. وتؤدي الإصابة بهذا المرض إلى تجمع النحاس في الكبد، فلا يستطيع التخلص منه بالكامل، فينتشر إلى العينين والبنكرياس في الأنسجة العصبية، وهذا يؤدي إلى أعراض عصبية وعقلية بالإضافة إلى أمراض الكبد، وعادة يتم علاجها بتقليل امتصاص النحاس أو بإزالة النحاس الزائد عن الحاجة في الجسم، ولكن في بعض الأحيان يكون هناك حاجة لعملية زراعة كبد. ويقول الأطبــــاء إن الكميات الصغيرة من النحاس مهمة للإنسان، حالها كحال الفيتامينات، تحافـــــظ على ســــلامة صــــحة العظـــــام والأنسجـــــــة، وأعضاء بشرية أخرى، ونحن نحصل عليها من الطعام الذي نتناوله. والأشخاص الذين يتمتعون بصحة سليمة يخرجون كميات النحاس التي لا يحتاجون لها، بيد أن المصابين بمرض ويلسون لا يتمكنون من فعل ذلك. ويفضي تراكم النحاس إلى مهاجمة الدماغ ويتلف نسيجه بما في ذلك الفص الجبهي الأمامي، وهو الجزء المسؤول عن السلوك أو السمات الشخصية. السكتة الدماغية يقول الأطباء إن حدة المزاج التي تعقب السكتة الدماغية تعد من الأعراض الشائعة نسبياً. وتحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع انسياب الدم للدماغ، إما بسبب تجلط دموي، أو تلف وعاء دموي، ما يؤدي إلى موت خلية دماغية. وإذا كان الجزء المتضرر من الدماغ هو الجانب السفلي من الفص الجبهي الذي يتعامل مع مقدرتنا على الشعور بالتعاطف والتحكم في انفعالاتنا، ففي هذه الحالة قد تظهر العدوانية. الغضب يقصر العمر وجدت دراسة أمريكية أن الإحساس بالغضب الشديد خطر قد يهدد حياة من لهم قابلية للإصابة بمشاكل القلب ويعانون عدم انتظام نبضاته. وفي هذه الدراسة قامت الدكتورة راشيل لامبرت من جامعة ييل وفريق البحث، بدراسة 62 مصاباً بأمراض القلب وآخرين زرعت لهم أجهزة متابعة لكهرباء القلب تستطيع رصد الاضطرابات الخطرة وإعطاء صدمة كهربية لإعادة ضربات القلب إلى نمطها الطبيعي، في حالة عدم انتظامها. وقد أظهرت دراسات أخرى أن الهزات الأرضية، والحروب وحتى مباريات كرة القدم قد ترفع معدلات الوفاة بالسكتة القلبية، والتي يتوقف فيها القلب عن ضخ الدم. وحول الدراسة، التي نشرت في دورية كلية أمراض القلب الأمريكية، قالت لامبرت: قطعاً عندما نضع مجموعة كاملة من السكان تحت ضغوط متزايدة فإن حالات الموت المفاجئ ستتزايد. وقد بدأت دراستنا في النظر حول التأثير الحقيقي لهذا في النظام الكهربائي للقلب. وأثناء الدراسة قام المرضى المشاركون فيها بتذكر مشهد أثار غضبهم مؤخراً، فيما عكف الباحثون على قياس عدم الاستقرار الكهربي في القلب. وقالت الدكتورة لامبرت: إن الفريق تعمد إثارة غضب المرضى، وقد وجدنا أن الغضب زاد من اضطراب كهرباء القلب لدى هؤلاء المرضى. والذين تعرضوا لأعلى مستوى من الاضطراب في كهرباء القلب جراء الغضب، ارتفعت احتمالات إصابتهم بعدم انتظام نبضات القلب، أثناء فترة المتابعة، بعشرة أضعاف ما أصاب الآخرين. وتابع العلماء المرضى لثلاثة أعوام لتحديد أي منهم تعرض لاحقاً لسكتة قلبية واحتاج إلى صدمة من أجهزة متابعة نظام كهرباء القلب.

مشاركة :