موسكو وواشنطن تتبادلان الاتهامات حول أيهما أكثر انتهاكا لحرية الصحافة | | صحيفة العرب

  • 7/9/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو- دخلت موسكو وواشنطن في سجال حول حرية التعبير والصحافة في البلدين، وتبادلتا الاتهامات بشأن أيهما أكثر انتهاكا للإعلام، لتعلن أخيرا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، دمار مفاهيم هذه الحريات كليا في الولايات المتحدة. وقالت زاخاروفا، خلال مؤتمر عبر الإنترنت، نظمته مجموعة الإعلام الدولية “روسيا سيغودنيا”، “لقد شهدنا انهيار العملاق، شهدنا انهيار كل شيء، من المفترض أنه تم تشكيلها هناك لسنوات عديدة (مفاهيم حرية الصحافة والإعلام في الولايات المتحدة)، حيث تم تقديمها للعالم كله كنموذج، كل هذا لا يعمل فقط، بل انهار كل شيء​​​". وأضافت “عليهم الآن أن يبدأوا الطريق لأنفسهم مرة أخرى، في مجال حرية الإعلام وحرية التعبير وحماية حقوق الصحافيين وبشكل عام، فهم ما هي حرية التعبير”. ولفتت زاخاروفا إلى أنه “الآن في الولايات المتحدة لا يوجد حتى فهم معنى حرية التعبير، مشيرة “نرى حظرا على استخدام التعبيرات التي كانت لا تزال متاحة للجمهور مؤخرا، ولم تثر أي شكوك. ونرى حظرا على الأفلام والكتب وحظرا على الآثار وهدم الآثار التي كانت رموزا لأميركا بالأمس القريب”. واعتبرت أنه من الصعب التنبؤ بآفاق استعادة المعايير المدمرة. وتشير زاخاروفا إلى تعامل الشرطة الأميركية العنيف مع الصحافيين خلال موجة الاحتجاجات العارمة في الولايات المتحدة بعد مقتل الأميركي من أصل أفريقي، جورج فلويد، في 25 مايو الماضي. لكن هجوم زاخاروفا الحاد ضد الولايات المتحدة، جاء بعد أن كتبت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في روسيا ريبيكا روس على تويتر الثلاثاء “توقيف الصحافيين الروس الواحد تلو الآخر بات أشبه بحملة منسقة ضد حرية الصحافة”. وذلك إثر توقيف صحافي سابق في موسكو بتهمة “الخيانة”. وردت الخارجية الروسية عليها في تغريدة “اهتموا بشؤونكم الخاصة!”. ويشتبه جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بأن الصحافي البارز السابق إيفان سافرونوف، المتخصص في شؤون الدفاع والفضاء، يتعاون مع القوات الخاصة التشيكية منذ عام 2012، وفق محاميه يفغيني سميرنوف. وأكد محققو جهاز الأمن الفيدرالي أنهم يعتبرون أن التشكيين كانوا يتعاملون معه نيابة عن الولايات المتحدة. ويعد سافرونوف (30 عاما) واحدا من أبرز الصحافيين الروس في القضايا العسكرية والفضائية، وسبق أن عمل في صحيفتين روسيتين بارزتين هما “فيدوموستي” و”كومرسانت”. وكتب في السنوات الأخيرة مقالات أحرجت الجيش الروسي. وتكثر الاتهامات بانتهاك حرية الصحافة ضد السلطات الروسية منذ عشرين عاما. وبعد أن دُفع إلى الاستقالة من “كوميرسنت” عام 2019، أصبح في مايو 2020 مستشارا لمدير “روسكوسموس”، ديمتري روغوزين. وأثار توقيفه بتهم يمكن أن تعرّضه لعقوبة تصل إلى السجن عشرين عاما، غضب الكثير من الصحافيين الروس، وقد تجمّع بعضهم أمام مقرّ أجهزة الاستخبارات الروسية للاحتجاج. وأفادت منظمة “أو.في.دي أنفو” غير الحكومية المتخصصة بتوقيف عشرين شخصا معظمهم من الصحافيين. ونشر فريق تحرير صحيفة “كوميرسنت” أيضا رسالة دعم له منددا باتهامات “عبثية” بحقه. وأشاد بـ”أحد أفضل الصحافيين في البلاد” واصفا إياه بأنه “مهني” و”وطني فعلا”. وكتبت الصحيفة “من الصعب جدا بالنسبة إلى الأشخاص المتهمين بخيانة عظمى أن يخضعوا لتحقيق عادل ومحاكمة شفافة”. وأضافت “الجمهور مُرغم على الاعتماد فقط على تصريحات الأجهزة المختصة، التي يطرح عملها أكثر فأكثر أسئلة كل سنة”. كما حكم على صحافية روسية الاثنين بدفع غرامة باهظة بتهمة “تبرير الإرهاب” بسبب مقال عن هجوم انتحاري.

مشاركة :