سوف يسترعى إنتباه القارىء هذا العنوان ببرنامج شهير يبث على قناة القاهرة والناس , ونال أعجاب المشاهدين ,بل نال المركز الأول على البرامج الحوارية فى القنوات المصرية العربية لمدة عامين متتاليين .إلا أن موضوع المقال اليوم يهتم بشىء محير جداً حينما نتطلع إلى شئون الهم العام فى مصر ,حيث إننا نمتلك بما لا يدع مجالا ً للشك أو الحيرة كل التوصيفات (روشقه ) لعلاج أمراضنا الحياتية فى المجتمع .وأقصد بالأمراض المزمنه مثل العشوائيات ,وسوء تنظيم التعليم , وأزمة الشارع المصرى سواء (مرورياً أو سلوك عام ) أو ظاهرة أطفال الشوارع والتسول و(الإستنطاع ) وكذلك نظام الإدارة المحلية فى مصر اليوم ,ويتحدث التاريخ المعاصر عن أن دوله اليابان قد نقلت نظام الإدارة المحلية من مصر فى أوائل القرن الثامن عشر وما زالت تعمل به حتى اليوم!!.فقد أرسل إمبراطوار اليابان بعثه إلي مصر لنقل نظام الإدارة المحلية عام 1817 ، حيث ذاع صيت مصر كدولة تتحول إلي الحداثة ، وتظهر في المجتمع الدولي كدولة من الدول الكبرى بعد تولي "محمد علي" الحكم عام 1805 وشرع في إرسال البعثات إلي دول العالم وخاصة ( فرنسا ) ، وقام علي هندسة الري بإنشاء الترع والسدود والخزانات والقناطر ، وأسس اكبر أسطول بحري في المنطقة ، ونشط المجتمع هو وأبنائة من بعدة ، وشق الخديوي سعيد قناة السويس وإفتتحها الخديوي إسماعيل وأنشأ القاهرة الخديوية ونقلت مصر نقلة نوعية وقد كان لوفد (الجايكا) في مصر وهي مؤسسة يابانية تعمل في مجال التخطيط العمرانى ، حديث بين أعضائها والأعضاء المصريين المشاركين في مصر فى وضع مخطط للقاهرة في الثمانينات من القرن الماضي حيث صرحوا بأن النظام المتبع في إدارة الأحياء والمدن في اليابان منقول من مصر ، وأن شيخ الحارة ( المشهور ) في النظام المصري مازال معمول به في اليابان "وشيخ الحارة" مسئول عن الحي ، وكل مربع سكني له مدير أو إدارة محلية من بعض السكان وبعض موظفي الإدارة المحلية ، يقومون علي حل المشاكل الحياتية اليومية للحي ويوجد علي ناصية المربع السكني ( كشك زجاجي ) هو مكتب دائم للمسئول عن المربع السكني ولايسمح لأحد من السكان الجدد في الحي أن ينتقل إلي الحي دون إثبات حسن سلوكة من الحي المنقول منه ويتطلب ذلك أن يعلم "شيخ الحارة" كل شيء عن السكان سواء المقيمون أو هؤلاء المنقولين إلي الحي من مناطق أخري ، وكان نظام "شيخ الحارة" معمول به في أحياء مصر حتي وقت قريب جداً ولكننا لا نسمع عنه شيء اليوم ، ربما لأن "شيخ الحارة" قد إندثر ، مع إندثار الإهتمام بالأحياء والحواري والشوارع والميادين ، وظهر العبث في كل سلوكيات المجتمع .إن تصدير مصر لنظم الإدارة المحلية لم يقف فقط عند نقله إلي "اليابان" في القرن الثامن عشر ، ولكن نقلنا هذه النظم إلي الدول العربية التي كنا تقوم علي إرسال بعثاتنا الطبية والعلمية إليها ، وكذلك إستعانة تلك الدول بالخبراء في التخطيط والقانون والعدل وأيضاً في تكنولوجيا البناء ، لقد صدرنا نظم الإدارة المحلية إلي دول سبقتنا الأن في الحداثة والمدنية وبخلنا علي أنفسنا بإستخدام هذه النظم ، ماذا حدث للمحروسة !! Hammad [email protected]
مشاركة :