الرياض - وكالات: ودع السعوديون مساء امس عميد وزراء الخارجية في العالم الامير سعود الفيصل الذي توفي الخميس اثر مشاكل صحية في الولايات المتحدة الى مثواه الاخير، بعد الصلاة عليه في المسجد الحرام في مكة المكرمة. وتقدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المصلين على جثمان الراحل، في المسجد الحرام. وحضر الصلاة اشقاء وابناء الفقيد وعدد من افراد الاسرة المالكة والمسؤولين السعوديين وشارك في تأدية الصلاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، ونائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة ووزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد آل خليفة ووزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، يرافقه الشيخ حمدان بن زايد، ، ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة، وأيضاً وزير الخارجية المصرية سامح شكري، وكل من وزير خارجية تركيا مولود جاووش أوغلو،، ورئيس البرلمان الجزائري عبدالقادر بن صالح، فضلا عن رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري. ودفن جثمان الراحل في مقبرة العدل بجانب الراحلين في العهد السعودي، الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي السابق، وأخيه الأمير الشاعر عبدالله الفيصل، وابنه محمد العبدالله الفيصل، والأمير منصور بن عبدالعزيز، ومشاري بن عبدالعزيز، وماجد بن عبدالعزيز، وسطام بن عبدالعزيز. وتعد مقبرة العدل هي المقبرة الثانية في مكة بعد مقبرة المعلاة والواقعة بمنطقة الحجون، وتقع إلى الشمال الشرقي من المسجد الحرام بجانب إمارة منطقة مكة المكرمة، وتصل مساحتها إلى خمسين ألف متر مربع. وكان جثمان الراحل سعود الفيصل وصل عصر امس الى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، وكان في استقباله عائلته واخوته وعدد من الامراء والمسؤولين السعوديين. ورافق الجثمان على متن طائرة خاصة ابناء الامير سعود الفيصل كل من الامراء محمد وخالد وفهد. وتلقى الملك السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً امس من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عبّر خلاله الاخير عن عزائه ومواساته في وفاة الأمير سعود الفيصل. وعبّر مواطنون عن تأثرهم بوفاة صانع السياسة الخارجية السعودية لاربعة عقود ومهندسها الاول. وقال المواطن سعد الزهراني (48 عاماً) لا شك ان وفاته خسارة كبيرة ليس للمملكة فقط وانما للوطن العربي والعالم. واضاف، وهو يشاهد مراسم التشييع على شاشة التلفاز، لقد افنى الفيصل حياته حتى آخر دقيقة في خدمة بلاده، انه رجل عظيم ونطلب له الرحمة من الله. واعلن الامير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين امير منطقة مكة المكرمة وشقيق الفقيد بانه يستقبل المعزين اليوم في العاشرة مساء في منزله ولمدة ثلاثة ايام. والامير الراحل كان عميد وزراء الخارجية في العالم وقاد دبلوماسية بلاده التي تتمتع بوزن قل نظيره في العالم الاسلامي طوال اربعين عاما شهدت نزاعات اقليمية متتالية. وولد الامير سعود في منطقة الطائف عام 1940 وحصل على اجازة في الاقتصاد من جامعة برينستون الامريكية في 1964. وعمل الامير سعود بعد ذلك لدى شركة بترومين النفطية الحكومية ثم لدى وزارة النفط التي شغل فيها منصب وكيل وزارة اعتبارا من يونيو 1971. والامير سعود متزوج وله ثلاثة ابناء وثلاث بنات. وكان الامير سعود البالغ من العمر 75 عاما اعفي من منصبه بناءً على طلبه ولاسباب صحية في اواخر ابريل، وتم تعيين سفير المملكة في واشنطن عادل الجبير خلفا له. وجاء ذلك في ظل وضع اقليمي متوتر تهيمن عليه خصوصا العمليات العسكرية التي تشارك فيها المملكة، ان في اليمن حيث تقود تحالفا عربيا عريضا ضد المتمردين من حوثيين وقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، المتهمين بتلقي الدعم من ايران، او ضد تنظيم داعش في اطار تحالف تقوده واشنطن. والامير سعود هو وزير الخارجية الوحيد الذي شغل منصبه لهذا العدد من السنوات في العالم، وقد عمل في ظل اربعة ملوك. وخلال وجوده في هذا المنصب شهد غزو إسرائيل للبنان في 1978 و1982 و2006 وانتفاضتين فلسطينيتين في 1987 و2000 والحرب العراقية الإيرانية في 1980 وغزو العراق للكويت عام 1990 واحتلال التحالف الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003. سعود الفيصل الذي أرهقه المرض أخيراً، كان يتقن سبع لغات إضافة إلى لغته الأم العربية، وهي اللغة التي كان يفاخر بها متحدثاً في معظم مؤتمراته الصحافية ولقاءاته، رغم إجادته لعدد من لغات العالم، تماماً كما كان يفاخر بعروبته الذي ظل يناظل عنها طيلة مشواره السياسي في كافة المحافل الدولية.
مشاركة :