أغلقت أسواق النفط تداولاتها يوم الجمعة الماضية على انخفاض، حيث هبط مزيج برنت 1 % إلى 57.96 دولار للبرميل بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط 80 سنتا إلى 51.98 دولار للبرميل. وفي صراع بين العوامل المؤثرة على الأسعار طغت المخاوف من الوصول إلى اتفاق بخصوص الملف النووي الإيراني ورفع الحظر عن صادرات إيران النفطية على التفاؤل الحذر بانفراج أزمة الديون اليونانية وبقاء اليونان ضمن منطقة اليورو. إلا أن تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي صدر يوم الجمعة الماضية قد يشكل عامل ضغط على الأسعار مع بداية تداولات هذا الأسبوع اليوم الأحد، وقالت الوكالة الطاقة الدولية إنه من المتوقع أن تتعرض أسعار النفط لمزيد من الضغوط جراء تراجع الطلب العالمي وتنامي المعروض الخام وأن استعادة التوازن بين العرض والطلب قد تتأخر حتى العام القادم. وتوقعت الوكالة أن يتباطأ نمو الطلب العالمي على النفط وتتراجع الزيادة السنوية إلى 1.2 مليون برميل في عام 2016، منخفضة عن معدلها الزيادة السنوي البالغ 1.4 مليون برميل في اليوم، ويأتي هذا التباطؤ بالرغم من توقعات نمو في الطلب في عدد من دول آسيا خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وذكر التقرير أن الطلب العالمي للنفط بلغ ذروته في الربع الأول من العام 2015 محققا زيادة بلغت 1.8 مليون برميل في اليوم، إلا أنه بدأ في الانخفاض الذي سيستمر طيلة ما تبقى من عام 2015 و العام 2016 م مع تلاشي عوامل الدعم. وذكر محللون أن ارتفاع الطلب في الربع الأول كان نتيجة إقبال عدد من كبار المستهلكين على استغلال الانخفاض في الأسعار وقيامهم بتخزين كميات كبيرة من النفط خشية أن يعاود الارتفاع، إلا أن القلق من معاودة ارتفاع الأسعار تلاشى تدريجيا ماتسبب في انخفاض الطلب على عكس ماتوقعته الوكالة في تقريرها السابق. وأضاف التقرير أن المعروض العالمي من الخام النفيس ارتفع بواقع 550 ألف برميل يوميا في شهر يونيو، وأتت هذه زيادة من دول منظمة أوبك ومن خارجها، وبلغ الإنتاج العالمي 96.6 مليون برميل في اليوم بارتفاع مؤثر بلغ 3.1 مليون برميل في اليوم عن معدله في العام الماضي، وبلغت نسبة الزيادة من دول أوبك أكثر من 60 %، ولكن التقرير توقع أن الإمدادات من خارج أوبك وستتوقف في 2016 مع استمرار انخفاض الأسعار. وارتفعت إمدادات أوبك من النفط الخام في شهر يونيو الماضي 340 ألف برميل قياسا بشهر مايو، ليصل إنتاج دول المنظمة إلى 31.7 مليون برميل في اليوم، وحسب تقرير الوكالة فإن الزيادات جاءت من السعودية، العراق والإمارات، وبلغت الزيادة السنوية في إنتاج دول أوبك 1.5 مليون برميل قياسا بنفس الفترة في العام الماضي. وبين التقرير أن مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من النفط الخام بلغت رقما قياسيا في شهر مايو وصل إلى 2876 مليون برميل، بارتفاع قدره 38 مليون برميل عن المستوى في الشهر السابق، وأدت عمليات الشراء إلى تراكم المخزون الذي يغطي احتياجات هذه الدول لمدة 30.7 يوم، ويشير إلى أن المخزون العالمي تزايد بحدة بواقع 3.3 مليون برميل في اليوم في الربع الثاني من العام 2015. وفي سياق متصل دفعت زيادات أكثر من المتوقع في قدرات مصافي دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الإنتاجية العالمية في الربع الثاني إلى 78.8 مليون برميل في اليوم من المواد المكررة، ومن المتوقع ارتفاع الإنتاجية العالمية للمصافي بأكثر من 700 ألف برميل في اليوم في الربع الثالث مع ارتفاع قدرات الدول خارج منظمة التعاون.
مشاركة :