“داعش” يصل القاهرة ويعلن مسؤوليته عن تفجير “القنصلية الايطالية”

  • 7/12/2015
  • 00:00
  • 44
  • 0
  • 0
news-picture

كل الوطن- متابعات: وفق المصريون الالكترونية أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسئوليته عن التفجير الذي استهدف مبنى القنصلية الإيطالية صباح اليوم، بواسطة سيارة مفخخة بما يقرب من نصف طن من مادة TNT شديدة الانفجار. وعلى الرغم من أن مصر شهدت في الآونة الأخيرة تزايدًا في الهجمات التي تشنها جماعات إسلامية متشددة، إلا أن الهجوم على مقر القنصلية الإيطالية صباح السبت، هو الأول من نوعه الذي يستهدف أحد مقار البعثات الأجنبية في مصر منذ عدة سنوات. يأتي ذلك بعد أن سبق وتوعد تنظيم داعش في بيان أصدره في إبريل الماضي، بأن القاهرة ستكون من ضمن العواصم المستهدفة له. وتناقلت العديد من الصفحات الموالية لـ داعش على مواقع التواصل الاجتماعي، بيانًا يتضمن إعلان التنظيم مسؤوليته عن الانفجار، ولفت البيان إلى أن السيارة المفخخة كانت تحتوي على 450 كيلوجرامًا من المتفجرات. وجاء التفجير ليكشف عن تغلغل التنظيم الإرهابي إلى داخل العاصمة في أول عملية نوعية للتنظيم بعد أن كان تركيزه طوال العامين الماضيين على استهداف قوات الجيش والشرطة في سيناء. كما يأتي بعد أيام من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى شمال سيناء، وتصريحاته التي قلل فيها من خطورة التنظيم، والتي ذكر فيها، أثناء زيارته لسيناء عقب التفجير الدامي الذي أودى بحياة 22 من رجال القوات المسلحة، أن مساحة سيناء ستة آلاف كيلومتر مربع، بينما رفح والشيخ زويد والعريش لا تمثل خمسة في المائة من مساحتها، وحجم القوات الموجودة في سيناء واحد في المائة، والقوات الجوية التي تتدخل تمثل واحدًا في المائة أيضاً، والجيش قادر على أن يقدم ألف مرة أكثر مما فعله. وأضاف أن الهجوم على القوات في الشيخ زويد، والذي تم الترويج له في الداخل والخارج للإعلان عن ولاية إسلامية في سيناء بعد عامين من تحرك المصريين لتغيير النظام، كان يهدف إلى إرسال صورة غير حقيقية عن الأمن والاستقرار في مصر، والنيل من كرامة مصر وشعبها، لكن أبناء الشعب المصري من رجال القوات المسلحة استبسلوا في الدفاع عن شرف مصر بكل عزة واقتدار. وحذر خبراء الدولة المصرية من خطورة التقليل من تنظيم الدولة، مشددين على ضرورة إعطاء التنظيم حجمه الحقيقي وخطورته لما يملكه من أموال وموارد دول ومساحات شاسعة أصبح يسيطر عليها. وقال الدكتور كمال حبيب، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن تفجير مبنى القنصلية الايطالية والذي تبناه تنظيم داعش لم يكن الأول في العاصمة، حيث سبقه التفجير الذي قتل فيه النائب العام، وكذلك عدد من التفجيرات السابقة التي استهدفت مديريات الأمن، وذلك بالرغم من عدم إعلان التنظيم مسئوليته عن التفجيرات السابقة، إلا أن التفجيرات اشتركت في نفس الطريقة ونفس التكنيك وهو السيارات المفخخة. واستبعد حبيب في تصريحات لـالمصريون، وجود علاقة بين التفجيرات والبيانات المنسوبة إلى جماعات مسلحة أخرى، منها المقاومة الشعبية والتي أعلنت مسئوليتها عن اغتيال النائب العام، قائلاً: تنظيم داعش هو من يملك تلك الإمكانيات والتي تؤهله لهذا التفجير الضخم، لافتًا إلى أن المقاومة الشعبية وغيرها من التنظيمات المسلحة هي وليدة اللحظة ولا تستطيع تنفيذ تلك العمليات الكبيرة، حيث إن عمرها قصير وليس لديها الخبرات. وعن نقل التنظيم لعملياته من شمال سيناء للمحافظات وفي مقدمتها القاهرة، أشار حبيب إلى احتمالين الأول ضغط الجيش على التنظيم في سيناء، مما جعله يضطر لنقل عملياته إلى الداخل، والثاني هو محاولة التنظيم لإرسال رسالة للدولة أنه مازال قادرًا على العمل والتهديد برغم تأكيدات الجيش والدولة المستمرة على إضعاف التنظيم، وأن يده مبسوطة داخل محافظات الجمهورية كما هو الحال فى شمال سيناء. وانتقد الخبير في شئون الحركات الإسلامية، تقديرات الدولة وتصريحات الرئيس السيسي لتنظيم داعش والتقليل من قدرته وخطره، مؤكدًا أن ذلك يهدف لمحاولة إرسال تطمينات للداخل والخارج بتقديرات خاطئة، موضحًا أن التنظيم كل يوم يزيد قوة وقدرته تزداد، حيث إن التنظيم أصبح يسيطر على مساحات واسعة من البلاد العربية، كما أن تنظيم الدولة يملك الأموال والموارد التي تزيد من خطره. وشدد حبيب على ضرورة أن تقدر الدولة حجم الخطر الحقيقي الذي يمثله تنظيم داعش، متوقعًا حدوث تفجيرات في غضون الأيام القادمة قبل الافتتاح المرتقب لقناة السويس، طالما أن الدولة لا تستطيع ضبط الخلية المرتبطة بالتنظيم داخل المحافظات، والتأكيدات المستمرة المخالفة للواقع لحالة الاستقرار التي تنعم بها البلاد في الوقت الذي تزداد فيه التفجيرات. وقال شف الدكتور خالد الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن تبنى تنظيم داعش الإرهابي تفجير القنصلية الإيطالية بصورة خاصة، جاء للانتقام من دولة إيطاليا بسبب موقفها من التنظيم في ليبيا. وتابع الزعفراني أن تنظيم داعش حاليًا أصبح مسيطرًا على عدد من البلاد المجاورة في مقدمتها ليبيا وسوريا والعراق، مؤكدًا برغم من سيطرة داعش على عدد من البلاد إلا أن مصر لا تزال عصية على التنظيم، والذي أصبح تركيزه منصبًا في الفترة الأخيرة على مصر لما رآه من قدرتها في إحجام سيطرته.

مشاركة :