اغتيال الهاشمي فرصة لتقليم أظافر خامنئي

  • 7/9/2020
  • 19:19
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يعد مقتل الباحث العراقي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة هشام الهاشمي مأساة بالنسبة للعراق، ولكنه في الوقت نفسه يمثل اختبار قيادة، وربما فرصة سياسية لرئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، بحسب المحلل السياسي والكاتب الصحفي الأمريكي من أصل هندي بوبي جوش.كان مسلحون قد أطلقوا النار على الباحث العراقي هشام الهاشمي الاثنين الماضي فأردوه قتيلا. كان الهاشمي باحثا متخصصا في تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، وعمل مستشارا للحكومة العراقية في شؤون الإرهاب والجماعات المتطرفة، وخلال العام الماضي بدأ يركز على الميليشيات الشيعية المسلحة المدعوم أغلبها من إيران والمتغلغلة في النظامين الأمني والسياسي للعراق.وأثارت انتقاداته المتكررة لهذه الميليشيات غضبها وكراهيتها له.ويقول أصدقاء الهاشمي إنه تلقى تهديدات بالقتل من هذه الجماعات. وتمثل عملية قتله جريمة اغتيال كاملة، ورغم أنه لم يعلن أحد مسؤوليته عن الحادث فإن الميليشيات الشيعية يجب أن تكون المشتبه فيه الأول. وقد تعهد رئيس الوزراء العراقي الكاظمي بتقديم قتلة الهاشمي للعدالة، وتمثل الميليشيات أكبر تهديد للنظام الاجتماعي والسياسي في العراق.فرصة الكاظميوحاول رؤساء الوزراء السابقون بدرجات متفاوتة من الحماس التصدي لنفوذ هذه الميليشيات، ولكن أيا منهم لم يحقق تقدما يذكر في هذا الاتجاه، ولكن يمكن للكاظمي النجاح فيما فشل فيه رؤساء الحكومة السابقون إذا استطاع الاستفادة من مجموعة من الظروف المواتية، بالإضافة إلى جريمة قتل الهاشمي المؤسفة.ويقول بوبي جوش في التحليل الذي نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء إن خلفية مصطفى الكاظمي تجعله مؤهلا بشكل فريد للقيام بهذه المهمة، فهو كرئيس سابق للمخابرات العراقية يعرف عن هذه الميليشيات أكثر مما يعرفه أي سياسي عادي، كما أن وظيفته السابقة جعلته يطور علاقات قوية مع واشنطن أو بشكل أكثر دقة مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وكذلك مع طهران.وهناك عنصر آخر حاسم وهو اختيار كاظمي لمن يقود عمليات مكافحة الإرهاب في البلاد، حيث أعاد تعيين الفريق عبدالوهاب السعدي الذي كان رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي قد خفض رتبته وأطاح به في العام الماضي استجابة لضغوط من إيران فيما يبدو.تفكيك الميليشياتومنذ توليه رئاسة الحكومة في مايو الماضي، يحاول كاظمي بقوة تفكيك بعض هذه الميليشيات الموالية للمرشد الإيراني على خامنئي، وقد أمر بشن هجمات ضد جماعات بارزة مثل كتائب حزب الله، ولكن سرعان ما تم إطلاق سراح عناصر هذه الكتائب الذين تم القبض عليهم. كما حذر هذه الجماعات من استمرار هجماتها الصاروخية على الأهداف الأمريكية، لكنها استمرت.ولكن ما يفتقده الكاظمي هو الدعم البرلماني الكامل، حيث يتلقى أغلب السياسيين الشيعة العراقيين أوامرهم من طهران ومن العراقيين العاديين، ورغم أنه تعهد بحل مشكلات المحتجين من الشباب العراقيين الذين أطاحوا بسلفه فيما يعرف باسم «ثورة أكتوبر»، فإن الشباب العراقي يشككون فيه باعتباره صنيعة للمؤسسة السياسية المشوهة.وحتى يتمكن رئيس الوزراء من مواجهة الميليشيات وسادتهم الإيرانيين، فإنه يحتاج إلى المزيد من دعم العراقيين من مختلف الطوائف ومن المجتمع الدولي.شعبية الهاشميوالحقيقة «وفق المحلل الأمريكي» أن مقتل الهاشمي يمكن أن يخدم موقف أي سياسي بارع، فقد كان الباحث العراقي يحظى بشعبية واسعة بين المتظاهرين الذين واجهوا رصاص وهراوات الميليشيات التي كانت تحاول فض مظاهراتهم.ورغم تراجع زخم ثورة أكتوبر منذ أوائل الربيع الماضي نتيجة جائحة فيروس كورونا وانسحاب دعم القيادات السياسية والدينية الشيعية، يمكن لمقتل الهاشمي إشعال جذوة الاحتجاجات مرة أخرى.خسائر متتاليةويرى جوش الذي يعمل منذ 2017 رئيسا لتحرير صحفية هندوستان تايمز الهندية أنه يمكن للكاظمي الاستفادة من المشكلات التي تواجهها طهران، فما بين العقوبات الأمريكية وجائحة فيروس كورونا المستجد، تجد إيران نفسها غير قادرة على مواصلة دعمها السخي لعملائها في العراق، وبالفعل خفضت إيران مدفوعاتها الشهرية للميليشيات العراقية.ولم تتمكن إيران من تعويض خسارة قائدها العسكري قاسم سليماني الذي كان يدير التنظيمات الخارجية الموالية لطهران، إلى جانب رجله القوي في العراق أبوالهادي المهندس، واللذان قتلا في غارة أمريكية بالقرب من مطار بغداد في بداية العام الحالي. ويكافح إسماعيل غاني خليفة سليماني للسيطرة على الميليشيات العراقية، ولم يتمكن من تجميعها حول زعيم محلي جديد مثل المهندس.

مشاركة :