طالب سكان وعاملون في مجال الإسعاف الطبي بمحافظة لحج جنوبي اليمن، العالم والمجتمع الدولي، بالتدخل العاجل لإيقاف الجرائم غير الإنسانية التي ترتكبها الميليشيات الحوثية المتمردة وسياستها التعسفية التي يدفع ثمنها المدنيين الأبرياء، مشيرين إلى أن عمليات الحصار التي يمارسها الحوثيون أدت إلى عدم توفر الغذاء والدواء مما ساهم في زيادة حالات الوفيات في مُديريات المحافظة. جاء ذلك في أعقاب وفاة سيدة وجنينها بمديرية مسيمير الحواشب في لحج، نتيجة لمنعها من التوجه للمستشفى من قبل الميليشيات الحوثية التي تفرض حصاراً شاملاً على المديرية منذ تمكن مقاتلي المقاومة الشعبية الجنوبية من تحريرها. وقالت مصادر طبية إن المرأة أُصيبت بالتعسر في الولادة وتمت عملية نقلها بسيارة إسعاف صوب أحد مستشفيات لحج أو عدن لإنقاذ حياتها وجنينها. غير أن الميليشيات الحوثية عملت على منع سيارة الإسعاف من مواصلة سيرها ونقل السيدة رغم حالتها الحرجة. كاشفة أن الحوثيين استمروا في احتجاز سيارة الإسعاف لأكثر من ثلاث ساعات، مما أدى إلى وفاة السيدة الحامل المُتعسرة. ليُعلن الأطباء بعد ذلك عن وفاة جنينها بداخلها نتيجة لنقص الأوكسجين. بدوره أكد مدير عام وزارة الصحة والسكان بمحافظة لحج الدكتور عمر زين، تسجيل العديد من الحالات المشابهة، مؤكداً أن الكثير من الأمهات والحوامل والأطفال دون سن الخامسة قد توفوا نتيجة إلى عدم مقدرتهم الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية التي لا تزال تعمل في بعض المناطقة لصعوبة الحركة والتنقل في ظل الحصار والحرب وارتفاع تكلفة النقل. وكشف الدكتور زين في تصريح لـ"الوطن" أن الحصار وعدم توفر الغذاء والدواء ساهما في ارتفاع حالات الوفيات في مُديريات المحافظة الـ15، خصوصاً بعد انتشار الأمراض المنقولة كحمى الضنك النزفية والملاريا والإسهالات وسوء التغذية خصوصاً بين فئة الأطفال والأمهات وكبار السن، ونفاذ الأدوية المخصصة لأصحاب الأمراض المزمنة.
مشاركة :