المستثمرون في أوروبا يوازنون بين الخوف والجشع

  • 7/12/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ينص مبدأ وارن بافيت على أنك يجب أن تشعر بالخوف عندما يكون الآخرون جشعين وأن تكون جشعا عندما يشعر الآخرون بالخوف. وعلى الأرجح، المستثمرون الذين اتبعوا نصيحته تمتعوا بأسبوع مربح جدا. احتمال التوصل إلى اتفاق في نهاية الأسبوع بين اليونان ودائنيها دفع باتجاه الارتفاع القوي على نطاق واسع في الأسهم يوم الجمعة، حيث ألقى المستثمرون جانبا الخوف يومي الإثنين والثلاثاء من العدوى التي تطارد السوق. لذلك، هل ينبغي للمستثمرين أن يشعروا بالخوف أم بالجشع الآن؟ بعيدا عن الحديث عن المخاطر السياسية، من المتوقع للشركات الأوروبية أن تزدهر هذا العام من حيث الدخل الصافي بعد خصم الضريبة - تتوقع طومسون رويترز أن يكون نمو أرباح الربع الثاني بمعدل 5.7 في المائة على أساس سنوي بالنسبة للشركات المدرجة في مؤشر يورو ستوكس 600. وإلى جانب أن الأساسيات الأوروبية تبدو جيدة، يجري أيضا دعمها من قبل السياسة النقدية النشطة التي يتبعها البنك المركزي الأوروبي، التي تستمر في قمع عوائد السندات التي ستستمر حتى أيلول (سبتمبر) 2016. جاريت مكارتني، رئيس مجموعة الأسهم في UBS، يقول: "حالة التفاؤل المتعلقة بالأسهم الأوروبية" مدعومة من قبل مجموعة من العوامل، تتجاوز "نقطة انعطاف في أرباح الشركات الأوروبية". وتشتمل هذه على كمية متزايدة من أنشطة عمليات الاندماج والاستحواذ، وتوزيعات الأرباح المرتفعة التي تدفعها الشركات تدعمها سيولة السوق الوفيرة عبر التسهيل الكمي وضعف اليورو. ويرجح المتفائلون أن من غير المرجح لاضطراب سوق الأسهم في اليونان أو الصين أن يفسد هذه القصة ـ تشكل اليونان فقط 1.3 في المائة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي في أوروبا. ويقول أنتوني جولير، الرئيس العالمي للأسهم في سيتي جروب: "أعتقد بالتأكيد أن هذا يمثل فرصة شراء في أوروبا، اليونان ليست اقتصاد كبيرا بما يكفي لتعطيل أوروبا، والبنك المركزي الأوروبي سينتهي إلى توفير السيولة حتى لو كانت اليونان ستترك منطقة اليورو". وبخصوص الصين، يقول إيان سكوت، وهو استراتيجي أسهم في بنك باركليز: "إن التقلبات في سوق الأسهم جزء من مشهد جانبي للتطورات في الاقتصاد". وتوقعه هو أنه، كما هي الحال في أوروبا، ينبغي للسياسات التحفيزية التخفيف من خطر الهبوط. ويمكن العثور على الحذر بين بعض الذين يؤكدون على المستوى الهائل من عدم اليقين المحيط باليونان والصين. وعلى الرغم من أنه عادة ما يكون إيجابيا للغاية، يقول نيك لوسون، من دويتشه بانك: "إنها نتيجة ثنائية لليونان. إما أن يقبلوا الشروط من البنك المركزي الأوروبي وإما سنذهب إلى الاكتفاء الذاتي المالي". وبحسب جوليير "جزء كبير من هذا هو فقط انتظار حصول نتيجة، وهذا هو السبب في الأحجام الخفيفة للتعاملات، والسوق تنتقل ذهابا وإيابا". التقلب الضمني في الأسهم الأوروبية، كما يقاس بحسب مؤشر فيستوكس، ارتد بعد صعوده في وقت سابق الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى له منذ أعماق أزمة منطقة اليورو في عام 2012. إشارة الانتهاء التام للخطر بالنسبة للأسواق والمستثمرين المقبلين على شراء الأسهم تعتمد في جزء منها على تهدئة التقلب أكثر من قبل. عند الظهر الجمعة ارتفع مؤشر داكس أكثر من 5 في المائة منذ يوم الأربعاء وأعلنت إنفستيك أن أقسامها المختصة بإدارة الثروات ستحول 2 في المائة من الموجودات النقدية لديها لشراء الأسهم الأوروبية. هذا يعكس الانعطاف الجذري الدرامي في وقت سابق من الأسبوع الماضي، عندما تم محو نسبة مئوية مكونة من خانتين من المكاسب التي حققتها الأسهم الألمانية والفرنسية وجاء المؤشر الإسباني "آبيكس" بالكاد فوق مستوى الافتتاح الذي سجله في كانون الثاني (يناير). بدأت الأسواق بتحقيق الاستقرار بحلول الأربعاء وتحولت صعودا يوم الخميس على خلفية تقارير تفيد بأن الحكومة اليونانية عرضت تنفيذ إصلاحات على المعاشات والضرائب. وأسواق الأسهم، توقعا منها للتوصل إلى اتفاق، تستعد لتحقيق المزيد من المكاسب والعودة المرجحة إلى قمم تم تسجيلها في نيسان (أبريل)، في حال كانت المفاوضات ناجحة اليوم. لكن كما تبدو الأمور، يتم تداول الأسهم على جانب الثمن المرتفع، مع قرب التقييمات من 16 مرة ضعف الأرباح المتوقعة. وهذا يعني أن الشركات في منطقة اليورو يجب أن تحقق توقعات أرباح أعلى، مع خطر أن اليونان والصين قد تضرا الانتعاش الاقتصادي الوليد. يقول جيمس بارتي، رئيس استراتيجية الأسهم الأوروبية في بانك أوف أميركا ميريل لينش: "نحن نحب الأسهم الأوروبية بالتأكيد من منظور هيكلي. لكن إذا كان في أي وقت لدينا تشكيك في أن تلك الأرباح ستنتعش، عندها ستضطر التقييمات للتكيف". ويوجد تعقيد إضافي هو سلوك اليورو. يجب على العملة المستضعفة أن تفيد المصدرين، ولا سيما قطاع الصناعات الألمانية الأكثر عرضة للخطر من حدوث تباطؤ صيني. ومع ذلك، وبعد أن اقترب اليورو من الوصول إلى نقطة التعادل مع الدولار في وقت سابق من هذا العام، انتعشت العملة الموحدة وكانت تقترب من 1.12 دولارا يوم الجمعة، مدعومة بتوقعات قرار حول اليونان. ولعل أصعب معضلة بالنسبة للمستثمرين الذين يرغبون في اتباع نصيحة بافيت هو أنه ليس من الواضح ما إذا كان الخوف أو الجشع يهيمن في الوقت الراهن. يقول بارتي: "نحن الآن في موقف متناظر من حيث دخولنا في عطلة نهاية الأسبوع". سيؤدي التوصل إلى اتفاق يوم الأحد إلى ارتفاع يوم الإثنين، في حين أنه إذا لم يكن هناك اتفاق يمكن أن نرى نموا كبيرا في التقلب في السوق مرة أخرى. ربما الخيار الأفضل هو الانتظار حتى صباح غد، ومعرفة ما إذا كان الجشع سيفوز أم الخوف، ومن ثم تقرر بالضبط أي نوع من الشخص المخالف للتوقعات الذي ينبغي أن تكون عليه.

مشاركة :