في عالم مثالي، كانت أسعار الأسهم لتعكس دائمًا القيمة الأساسية للشركات، لكن الحقيقة أن الأسواق المالية ليست بهذه المثالية، والسبب في ذلك هو المشاعر الإنسانية، والتي تتحكم في عمليات البيع والشراء وبالتالي تقييم الأصول. ويمكن للاتجاهات القائمة على المشاعر على نطاق واسع أن تفصل بين الأسعار والقيمة الأساسية للأصل، ما يدفع الأسهم إلى أعلى أو أدنى مما ينبغي أن تكون عليه. بالنظر إلى فقاعة "دوت كوم" على سبيل المثال، اقتنص عدد كبير جدًا من المستثمرين أسهم التكنولوجيا بشراهة مع القليل من الاهتمام "بشكل خطير" بأساسيات هذه الشركات، لكن في خضم الحماس تجاه التكنولوجيا، كان من الصعب للغاية تمييز هذا التأثير العاطفي. ولحسن الحظ، هناك مقياس يمكن أن يشير إلى كيفية تأثير معنويات المستثمرين على أسعار الأسهم في الوقت الحالي، وذلك تحديدًا في السوق الأمريكي. هذا المقياس هو مؤشر "الخوف والجشع" الذي طورته "سي إن إن بزنس"، وفيما يلي توضيح لماهية مؤشر "الخوف والجشع"، وكيف يعمل. ما هو مؤشر الخوف والجشع؟ يحاول مؤشر الخوف والجشع قياس معنويات المستثمرين، وهذا القياس مهم عملًا بالمنطق القائل إن خوف المستثمرين المفرط يدفع الأسهم إلى الانخفاض، فيما يدفع جشع المستثمرين الأسهم إلى الأعلى. وفي هذا السياق، يمكن لمؤشر الخوف والجشع أن يشير إلى ما إذا كانت الأسهم أقل من قيمتها الحقيقية أو أسعارها معقولة أو مبالغا فيها. كيف يعمل مؤشر الخوف والجشع؟ مؤشر الخوف والطمع هو مقياس من 100 نقطة، ويشير الرقم الأقل إلى سوق هابط يشعر بالخوف، فيما يشير الرقم الأعلى إلى مناخ يسمح بسوق صاعد أكثر جشعًا، والقراءات بالضبط كما يلي: - الخوف الشديد: 0-25 نقطة. - خوف: 25-45 نقطة. - سوق محايد: 45-55 نقطة. - جشع: 55-75 نقطة. - الجشع الشديد: 75-100 نقطة. يُستخدم مؤشر "الخوف والجشع"، بطريقتين؛ أولاً، مساعدة المستثمر على فهم كيفية تأثير العواطف على قراراته الاستثمارية؛ ثانيًا، يمكن أن يساعده في التعرف على فرص الشراء والبيع الجيدة. هذا يعني أنه قد يساعد المستثمر في تجنب البيع الهلعي في الأوقات التي يشعر فيها السوق بالخوف الشديد، ما قد يعني خسارة جزء كبير من أصوله، أو حتى الشراء عندما يكون السوق مبالغا فيه. وبدلًا من ذلك يمكنه ترقب الوقت المناسب لاتخاذ قراره بناءً على معنويات السوق، وقيمة المؤشر هي متوسط متساوٍ لسبعة مؤشرات فرعية في سوق الأسهم هي كالآتي: مكونات مؤشر الخوف والجشع المكون الفرعي الشرح زخم السوق - يقيس هذا العنصر زخم السوق من خلال مقارنة مؤشر "إس آند بي 500"بمتوسطه المتداول على مدار الـ125 يومًا الماضية. - الزخم الإيجابي (عندما تكون القيمة الحالية للمؤشر أعلى من متوسط 125 يومًا) يعزز ميل المؤشر الرئيسي نحو الجشع. - عندما يكون المؤشر أقل من المتوسط السابق، يكون الزخم سلبيًا، وهذه إشارة إلى خوف المستثمر. قوة سعر السهم - يقارن عدد أسهم بورصة نيويورك التي يتم تداولها عند أعلى مستوياتها في 52 أسبوعًا، مقابل تلك التي يتم تداولها عند أدنى مستوياتها في 52 أسبوعًا. - إذا كانت الأسهم المرتفعة أكثر فيشير ذلك إلى جشع المستثمرين، فيما تشير الانخفاضات الأكثر إلى مناخ أكثر خوفًا. حجم التداول - يتضمن مؤشر الخوف والطمع مؤشر "ماكليلان فوليوم ساماشن" الذي ينظر في حجم التداول خلال الأيام القوية والضعيفة من حيث النشاط. - يشير ارتفاع حجم التداول إلى جشع المستثمر، فيما يشير انخفاض الحجم إلى الخوف. عقود خيارات البيع والشراء - خيار البيع هو ورقة مالية في تاريخ مستقبلي، تتيح للمستثمر شراء ورقة مالية لاحقًا، وخيار الشراء يسمح بالشراء بالطبع. - يمكن أن تُظهر نسبة خيارات البيع إلى خيارات الشراء ما إذا كان المستثمرون يتوقعون إلى حد كبير البيع أو الشراء في المستقبل. - يقيس هذا العنصر من مؤشر "الخوف والجشع" الاتجاه بناءً على متوسط نسبة البيع إلى الشراء خلال خمسة أيام. - إذا كانت القيمة 1 فإنه في وضع محايد، وأعلى من 1 يشير إلى الخوف وأقل من 1 يشير إلى الجشع. تقلبات السوق - يستخدم المؤشر المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا لمؤشر التقلب "فيكس" من "سي بي أو إي" لقياس تقلبات السوق. - يتعقب "فيكس" نشاط عقود خيارات مؤشر "إس آند بي 500" قصيرة الأجل، ويشير المتوسط المرتفع إلى بيئة أكثر خوفًا، في حين أن المتوسط المنخفض يمكن أن يعكس تفاؤل المستثمر وجشعه. الطلب على الملاذ الآمن - عندما يشعر المستثمرون بالتوتر، فإنهم غالبًا ما يبحثون عن الأمان عن طريق زيادة تعرضهم للسندات وتقليل تعرضهم للأسهم. - يقيس عنصر الطلب على الملاذ الآمن في مؤشر "الخوف والطمع" هذه الظاهرة من خلال مقارنة عوائد سندات الخزانة لمدة العشرين يومًا السابقة مقابل الأسهم. - عندما يرتفع الطلب على الأسهم، يشعر المستثمرون بالجشع، وإذا تفوقت السندات على الأسهم، يكون المستثمرون أكثر خوفًا. طلب السندات غير المرغوب فيها - يقيس هذا العنصر الطلب على السندات غير المرغوب فيها من خلال فارق العائد بين السندات غير المرغوب فيها والسندات ذات الدرجة الاستثمارية. - عندما يكون الفرق في العائد أقل، يكون المستثمرون أكثر انفتاحًا على المخاطرة أو يكونون أكثر جشعًا، ويُظهر انساع فارق العائد مناخًا استثماريًا أكثر خوفًا. المصدر: فوربس
مشاركة :