المتابع لحالة المجتمع المسيحى في مصر بصفة عامة والإنجيلى بصفة خاصة يشعر بخيبة أمل نظرا للطريقة التى تدار لها القضايا محل الخلاف. فبعد أن مدت الكنيسة يدها للدوله للمساعدة في مكافحة جائحة فيرس كورونا وانخراط الكنيسة في قضايا المجتمع وجدنا مناقشات تتسم بنوع من الخشونة والتربص.. وهنا أتحدث عن موقعة ترجمات الكتاب المقدس وهى المعنى الصحيح لإنجيل المسيح والثانية البيان الصريح لحوارى المسيح التى ورد اسم الدكتور القس إكرام لمعى على غلاف أحدهما والبيانات والتصريحات من هنا وهناك. وأود أن أوضخ الآتى:واضح تماما أن هناك حالة من الفراغ الروحى والفكرى داخل المجتمع المسيحى سواء كان رجال دين أو أفراد الشعب المسيحى.. فالفراغ يقود إلى إثارة قضايا بشكل حاد بدلا من المواجهة الفكرية بل وأحيانا يدفع الفراغ أن يصطنع الإنسان القضايا ويتخندق حولها.. وهذا ما ألاحظه في موقعه تلك الترجمات فالطريقة التى يتحدث بها البعض من خشونة وتبادل اتهامات تدل على وجود هذ الفراغ الروحى وغياب المكون الفكرى داخل الناس فبعد الانتهاء من هذه القضية ستظهر قضية أخرى ساخنة ويتكرر نفس السيناريو ولعلنا نتذكر قضية المثلية الجنسية وقضايا المرأة وغيره من القضايا وكيف كانت هناك اتهامات للبعض وهكذا.تتسم المجتمعات المتدينة بالحدة الشديدة والتشنج عند مناقشة القضايا الدينية بل ويصل البعض لتوجيه الاتهامات الجاهزة بعدم الإيمان والليبرالية وغيره من مثل هذه التعبيرات. إن هذه الحدة في مناقشة القضايا تخالف تماما تعاليم وحياة السيد المسيح.. أن الخشونة التى تتم بها مناقشة القضايا داخل المجتعات المتدينة تدل على عيب خطير في سيكولوجية هذا المجتمع بل وتنفر المجتمع منه.إن كل فرد حر أن يطرح ما يراه بل أن ما يتم طرحه سواء اختلفنا أو اتفقنا عليه هو ثمرة جهد وتفكير يحترم من قام بإنتاجه.. فأى جهد فكرى حتى لو اختلفنا عليه يدل على حيوية بدلا من الكسل والركود الفكرى الحالى.بالنسبة لقضية الترجمات التى ذكرتها للكتاب المقدس ووضع اسم الدكتور إكرام لمعى على أحد اغلفتها كنت أتمنى أن يقوم أحد بدراسة هذه الترجمات ويقدم تحليلا موضوعيا لها ويترك الحكم للقارئ ولكن أسلوب إلقاء الاتهامات الجاهزة لا يليق بمجتمع المحبة والإيمان. وأوكد أن كل شخص حر أن يعتقد ما يشاء وأن يطرح أى قضية مقتنع بها فلا يهز إيمانى أن يقدم أحد رؤيا وينكر فيها وجود المسيح بل أراها فرصة لتقديم وجهة نظرى الإيمانية أنا أيضا.. والعجيب أن يصدر بيانا من السينودس الإنجيلى ليتبرأ من هذه الترجمة بدون أي دراسة كما أرى أن بيان السينودس هذا يقلل من قيمة السنودس نفسه حيث لم تتهم جهة معينة السينودس أن يقف وراء هذه الترجمات وإنما أقاويل هنا وهناك. وبالنسبه للدكتور إكرام لمعى ووضع اسمه على أحد أغلفة هذه الترجمات أحب أن أوضح أنه لا يعيب الدكتور إكرام أن يشترك في مشروع فكرى أو لا هوتى حتى لو اختلفنا معه مع إن الدكتور إكرام صرح بأهن لم يشترك شخصيا فيها.. ولكن للدكتور إكرام وهو مفكر عربى ومسيحى كبير الحق أن يقدم رؤيا مخالفة ونناقشه فيها.. أن المجتمع المتربص هو مجتمع خاو من المضمون الروحى وأبعد ما يكون عن مجتمع الإيمان.
مشاركة :