مقالة خاصة: الطائرات الورقية مصدر بهجة لأطفال غزة يتحدون بها الحصار وإغلاق كورونا

  • 7/10/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تغمر البهجة ملامح الطفل محمد الغولة (13 عاما) من سكان غزة وهو يراقب طائرة ورقية يتحكم بها بخفة ويطلق لها العنان لتعلو في السماء أكثر. وبالنسبة للطفل محمد الغولة وغيره من الأطفال والفتية من محبي الطائرات الورقية في غزة أصبحت الطائرات الورقية وسيلة نادرة يتحدى بها الأطفال الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ منتصف عام 2007 والذي ضاعف محنته الإغلاق بسبب تدابير مرض فيروس كورونا. ويقول الغولة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه يشعر أن طائرته الورقية الصغيرة تحلق بحرية في السماء نيابة عنه وعن كل أطفال وسكان غزة المحاصرين والذين يعد سفرهم حلما بعيد المنال. ويضيف "في العادة نحن في غزة محرومين من السفر وركوب الطائرات، لكن عندما تحلق طائرتي الورقية أشعر بمتنفس كبير يعوضني نفسيا عن واقعنا الصعب". ويشهد سماء قطاع غزة هذا الصيف تحليقا مكثفا للطائرات الورقية، لأول مرة بعد غياب الظاهرة لعامين كاملين بالتزامن مع فعاليات مسيرات العودة الشعبية قرب السياج الفاصل شرقية القطاع مع إسرائيل. وهددت إسرائيل سكان غزة باستهداف أي شخص يعمل على إطلاق الطائرات الورقية في السماء، بعد استعمالها كوسيلة لإطلاق البالونات الحارقة على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع. وبدا هذا الصيف مختلفا للطفل الغولة بعد توقف مسيرات العودة، وأزمة مرض فيروس كورونا التي فرضت الحبس المنزلي لفترات طويلة كجزء من الإجراءات الاحترازية والوقائية، حيث يقول إنه شعر بالضجر في المنزل، وحاول أن يستثمر وقته في المرح واللهو، ووجد في استعادة هوايته القديمة بتطيير الطائرات الورقية مرة أخرى أفضل وسيلة لذلك. ويبدي هذا الطفل مهارة في دفع طائرته للتحليق أكثر ويعمل على موازنتها من خلال حبل مقوى طويل ويحاول تفادي التصاقها بأخرى، فيما يراقبه العديد من الأطفال الذي يحاولون تقليده. ويتنافس الغولة مع رفاقه في الحي على تطيير الطائرات الورقية لأبعد مسافة، منوها إلى أنه ينجح في كل مرة في تطييرها لمئات الأمتار مع الحفاظ على بقائها عالية في السماء. وعادة ما تصنع الطائرات الورقية من الأخشاب الخفيفة أو جريد النخل والورق المقوى أو أكياس النايلون، بالإضافة إلى الخيطان المتينة التي تستخدم من أجل التطيير لمئات الأمتار. ويلاحظ يوميا تجمعات للفتية والأطفال وحتى الشباب في المتنزهات العامة وشاطئ البحر في غزة من أجل ممارسة هواية تحليق الطائرات الورقية التي توفر صناعتها مصدر عمل لبعض العاطلين عن العمل. ووجد أحمد مرزوق من سكان غزة، من صناعة الطائرات الورقية وسيلة لجني المال في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة التي فاقمتها أزمة مرض فيروس كورونا. ويقضي مرزوق (27 عاما) وهو أب لطفلة رضيعة ساعات طويلة لصناعة الطائرات الورقية، من أجل بيعها في الأماكن العامة في اليوم التالي، إضافة إلى تعليم الصغار كيفية المحافظة على تحليقها لفترة طويلة. ويقول مرزوق لـ ((شينخوا))، إنه يستفيد ماليا من وراء بيع الطائرات الورقية ويشعر بسعادة عند رؤية الأطفال يضحكون ويمرحون خلال ممارسة هذه الهواية. ويتم صناعة الطائرات الورقية من أكياس البلاستيك أو الورق والخشب الخفيف أو جريد النخل، ويتم تزينها بأشكال مختلفة منها العلم الفلسطيني ورسومات جذابة. ويقول زكريا محمد من سكان غزة الذي يبيع كذلك الطائرات الورقية، إن فترات الإغلاق الناتجة عن أزمة مرض كورونا أحيت عمله من جديد خاصة في ظل بقاء الأطفال لفترة أطول في المنازل. ويضيف محمد (46 عاما) وهو أب لستة أبناء، أن الكثير من الآباء شجعوا أطفالهم على تطيير الطائرات الورقية من فوق المنازل لضمان بقائهم فيها والتخلص من الملل والضغط النفسي. وأشار إلى أن ذلك جاء بعد فترة انقطاع استمرت نحو عامين بسبب مسيرات العودة "التي شهدت فعالياتها استهداف العديد من الشبان بهجمات إسرائيلية بسبب إطلاق الطائرات الورقية الحارقة". وكان شبان في قطاع غزة ابتدعوا صناعة طائرات ورقية محملة بعبوات معلبات معدنية فارغة محشوة بقماش مبلل بالوقود يتم توجيهها نحو حقول البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع. وعمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مجموعات من الشبان الذين يقومون بإطلاق الطائرات الورقية المشتعلة، والتي تطورت فيما بعد لاستعمال البالونات المفخخة. وتم تجميد فعاليات مسيرات العودة منذ مطلع العام الجاري بقرار من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والفصائل الأخرى في غزة وسط مباحثات ترعاها مصر للتخفيف من الحصار الإسرائيلي عن غزة.

مشاركة :